كيف تحول موسم الأمطار إلى خطر يهدد حياة اليمنيين؟
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر
مع دخول موسم الأمطار، شهدت المحافظات اليمنية، ارتفاعًا في عدد ضحايا السيول والصواعق الرعدية، وتدمير الاراضي الزراعية ، وضياع المحاصيل، بالاضافة الى تفاقم الوضع الإنساني والحالة الإقتصادية الصعبة للمواطنين خاصة في الأرياف والمناطق النائية.
ومع ارتفاع منسوب الأمطار والسيول الجارفة في بداية شهر اغسطس الجاري ،يتضاعف اعداد الضحايا وتهلك الاراضي الزراعية وكانت الأرصاد قد حذر المواطنين الساكنين في السهول والاودية والشعاب والجبال ان يأخذوا الحيطة والحذر ويبتعدوا عن اماكن السيول والمنحدرات
وذكرت تقارير محلية بتضرر نحو 1465اسرة جراء الأمطار الغزيرة والسيول والمنخفض الجوي الذي ضرب 12 محافظة خلال الفترة من 29يوليو وحتى 4اغسطس الجاري 2024.
وأوضحت تلك التقارير أن هذه المحافظات هي ” حضرموت والمهرة وشبوة والضالع وأبين والجوف وتعز ومأرب والمحويت ولحج”
وتأتي الكوارث الطبيعية مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وما ألحقته من أضرار جسيمة في كافة القطاعات والخدمات، والبنى التحتية، وتدني الإمكانيات لدى مكاتب الأشغال والدفاع المدني، وغيابه عن العديد من المناطق في المدن والأرياف.
تقارير صادمة
وكانت الأمم المتحدة قد اعلنت الجمعة في بيان مقتضب عن مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن “الأمطار الغزيرة والسيول في اليمن أدّت إلى تضرّر أكثر من 158 ألف شخص منذ مطلع العام الجاري 2024 حتى 28 يوليو/تموز (الماضي)”، لافتاً إلى أن الأمطار والسيول “تسببت خلال الفترة ذاتها في وفاة 10 أشخاص وإصابة 14 آخرين”.
وكان مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان،قد اعلن الاثنين، تضرّر أكثر من 28 ألف شخص خلال الساعات الماضية، جراء سيول ضربت محافظة حجة شمال غربي اليمن.
وأفاد الصندوق الأممي في بيان مقتضب صادر عن مكتبه في اليمن بأنه خلال الساعاتوالماضية ، تضرّر أكثر من 28 ألف شخص في 4 مديريات بمحافظة حجة فقط من سيول الأمطار الغزيرة”.
وأوضح أن “فرق آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، تواصل عمليات التقييم والاستجابة”، من دون تفاصيل حول طبيعة هذه الأضرار، مضيفاً أن هذه الفرق “سجلت حتى الآن أكثر من 4112 عائلة للاستجابة لها بالإغاثة الطارئة”.
وورد في بيان المكتب الأممي، أن “شركاء العمل الإنساني استجابوا لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد”. ويعاني اليمن ضعفاً شديداً في البنية التحتية، ما جعل تأثيرات السيول تزيد مأساة السكان الذين يشتكون هشاشة الخدمات الأساسية جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو 9 سنوات.
مخيمات النزوح الأكثر تضررا
واظهرت إحصائيات مستقلة واممية أن الأمطار الغزيرة والسيول الناتجة عنها والتي صاحبتها عواصف رعدية تسببت خلال اسبوع في الحاق الضرر بنحو 29 ألف شخص من سكان مخيمات النزوح، أكثر من نصفهم في محافظة الجوف وحجة ومأرب ، في حين توفي 6 أشخاص نتيجة لذلك، كما تضرر عدد من المنازل والطرقات في محافظتي حضرموت والمهرة.
ووفق مصادر محلية، فإن السيول المتدفقة أدت إلى قطع الطرقات، وأن المسافرين في المناطق الصحراوية بين محافظتي مأرب والجوف تقطعت بهم السبل، وكذلك في المناطق الواقعة بين محافظتي مأرب ومحافظة حضرموت، حيث جرفت السيول ثلاثة أفراد من أسرة واحدة كانوا في طريقهم إلى محافظة مأرب لينضموا إلى أحد الأشخاص كانت السيول قد جرفته في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
وكانت الوحدة التنفيذيةالمسؤولة عن إدارة مخيمات النازحين في اليمن، قالت أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها والتي شهدها عدد من محافظات البلاد في حضرموت والجوف وحجة والمحويت نتيجة الحالة المدارية ألحقت أضراراً بـ4564أسرة نازحة، في محافظات الجوف وحضرموت وأبين والضالع وشبوة ومحافظة صنعاء
في حين أكدت مصادر محلية أن هؤلاء النازحين باتوا في العراء بعد جرف الخيام التي كانوا يعيشون فيها، بينما لم تتمكن المنظمات الإغاثية من الوصول إلى مواقعهم نتيجة قطع الطرقات
وبحسب تقرير الوحدة، فإن الأمطار الغزيرة والفيضانات تسببت خلال ابريل ، الى بداية اغسطس، بتدمير 431 مأوى للنازحين بشكل كلي، و1.808 مآوٍ دٌمرت بشكل جزئي، كما أتلفت المؤن الغذائية بشكل كلي لـ431 أسرة، وجزئي لـ1.808 أسر، والمستلزمات غير الغذائية لـ481 أسرة كلياً و1.758 جزئياً.
وناشدت الوحدة المعنية بالنازحين، المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة في هذه المحافظات، ووضع خطط مستقبلية بالتعاون مع السلطات المحلية لإيجاد مواقع آمنة لمخيمات النازحين بعيداً عن مصبات السيول، والعمل على إنشاء واعتماد آليات دائمة وفعالة لمواجهة التغير المناخي.
محافظة منكوبة واهمال متعمد
وتعد محافظة الحديدة ،هي الاكثر تضررا خلال ال24ساعة الماضية ،حيث استمر هطول الامطار والسيول الجارفة منذ مساء امس وحتى، صباح اليوم الأربعاء ،وسط تقاعس ولامبالاة من قبل سلطات المليشيا وأوضحت مصادر محلية عديدة ومقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل، حجم الكارثة التي تشهدها مدينة الحديدة ومعظم مديريات المحافظة، لا سيما مديرية بيت الفقية، وسط مخاوف من مضاعفاتها إثر تجدد هطول الأمطار الغزيرة.
وتعد منطقة المسنى والشرفين بلاد الربصا كانت من بين الأكثر تضررا، حيث تهدمت المنازل على ساكنيها جرّاء السيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن البنية التحتية الهشة في المناطق الريفية تساهم في زيادة حدة الأضرار، ما يتطلب مضاعفة الجهود لإعادة بناء ما دمرته السيول وتأمين الحماية للسكان، في ظل تجاهل المليشيا الحوثية سنوياً، لحجم مثل هكذا كوارث.
المصادر والفيديوهات المتداولة، اظهرت السيول اثناء جرفها الشوارع والمحال التجارية والمنازل المبنية من اعواد الشجر والقش، وبعض السيارات، وانهيار بعض المساجد.
وامتدت الخسائر والأضرار لتطال المواشي والدواجن والنحل والمزارع، فيما تشير المصادر، إلى وجود خسائر أيضا في الأرواح، إلا أنها لا توجد احصائية رسمية حتى اللحظة.
وفي وقت سابق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أن اليمن سيشهد حدوث فيضانات وانهيارات أرضية بشكل كبير، نتيجة الأمطار المتوقع حدوثها خلال موسم الأمطار الحالي.
واوضحت الفاو في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية، الثلاثاء، إنه “من المتوقع أن تشهد اليمن خلال الأيام القليلة القادمة هطول أمطار غزيرة تراكمية تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية، مع توقع أعلى كثافة لهطول أمطار يومية (أكثر من 120 ملم) في 7 أغسطس/آب الجاري”.
وأشارت إلى أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع المقبلة سيزيد من احتمالية حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية بشكل كبير.
واطلق ناشطون مناشدات على مواقع التواصل، طالبوا الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين، وتوفير المأوى والإغاثة للنازحين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم.
وختاما
تشهد بلادنا في الفترة الأخيرة فيضانات وامطار غزيرة وصواعق رعدية تسببت في اصرار كبيرة
وهذا العام توقع خبراء المناخ في اليمن مطلع الأسبوع الجاري هطول أمطار متدرجة الشدة على سواحل المهرة وحضرموت والمرتفعات الغربية.
ورغم تكرار تشكّل المنخفضات الجوية وتأثر اليمن بها سنوياً إلا أنها ما زالت تسبب أضراراً في الأرواح والبنية التحتية الحكومية والأهلية، وهو ما فسره مراقبون ونشطاء، إلى حالة الصراع الذي تعيشه البلاد الذي تسبب به الانقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها
على اثر ذلك حذر المرصد اليمني للألغام المدنيين من مخاطر الألغام والذخائر التي تجرفها السيول إلى المناطق المأهولة ومحيط مخيمات النزوح.
ودعا المرصد، في بيان صحفي، المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر الشديدين، والإبلاغ الفوري عن أي جسم غريب يُشاهدونه، وإرشاد الأطفال إلى مخاطر تلك الأجسام على سلامتهم.
كما حث المرصد المسافرين على الطرقات الرئيسية والفرعية والبديلة بين المحافظات إلى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر من خطر الألغام والمقذوفات التي جرفتها السيول إلى تلك الطرقات وممرات العبور. وناشد المرصد المزارعين والعاملين في مهنة الرعي إلى عدم التعامل مع الأجسام الغريبة التي جرفتها السيول إلى المزارع ومناطق رعي الأغنام والإبل وغيرها من رؤوس الماشية.
وأكد المرصد على تسجيله العديد من الحوادث خلال الأعوام الماضية في محافظات مأرب، الجوف، حجة، شبوة، البيضاء، الضالع، لحج، تعز، والحديدة، نتيجة انفجارات ألغام ووسائل متفجرة أخرى في مناطق كانت آمنة، جراء جرف السيول لتلك الأجسام الخطيرة. وذكر المرصد أن هذه الحوادث خلفت ضحايا قتلى وجرحى، وأضراراً مادية جسيمة في الممتلكات.
وتأتي تحذيرات المرصد اليمني للألغام في إطار جهوده المستمرة للتوعية بمخاطر الألغام والذخائر المتفجرة، والتي تزرعها المليشيا الحوثية بكميات كبيرة.