مقالات

لا قيادة معصومة ولا أتباع منزوعي الإرادة !

مقال للشيخ /عبدالناصر الخطري

إن المتابع لواقع المجتمع اليوم يشهد نمواً في ظاهرة التعصب والانغلاق ورفض الآخر ، وهذا يعود لجملة أسباب أهمها : الانحراف في التنشئة أو التعبئة الاجتماعية والسياسية والدينية التي يخضع لها الأفراد عبر قنوات التواصل الخاصة بكل جماعة أو حزب .
نعم إن زحمة الأحداث وتلاحقها تحتم بأن يكون عمل العاملين في إطار جماعي ، فالكيد المنظم الذي يكيده الأعداء لا يواجه إلا بمثله ، ولا يمكن أن يقاوم بعمل فردي مرتجل تختلف أهداف عامليه وغاياتهم ووسائلهم ؛ لكن يبقى ذلك الانتماء وسيلة لا غاية ، و من المؤسف أن يتحول إطار الانتماء وثناً يُقدس فيقام على أساسه الولاء وينصب من أجله البراء ، أو يتحول إلى شراب روحي تقوى به الصلات والعلاقات البينية بين من يتعاطاه وتفتر أو تنقطع مع غير متعاطيه.
إن الجماعة التي تربي أفرادها على التقليد والتعصب توجد جيلاً غير سوي ، جيلاً معاقاً لا يرى لا يسمع إلا بحواس غيره ، فتعطل قدرات الجماعة ليعظم القائد الفرد ، والجماعة التي لا قائد لها أو لا تحافظ على مكانة قائدها ، ترعى كما ترعى الشياه السائبة ، فإذا عدَت عليها الذئاب فرت و اختلفت وجهتها وتفرقت في الشعاب وكانت طُعماً سائغاً لأعدائها ؛ لذا لا بد من الموازنة بين حق القائد والتابع ، فلا نوجد قائداً معصوماً ولا تابعاً عديم الإرادة ، فنشجع القائد على الأخذ بالعزيمة وندعوا الأتباع للانضباط والجندية ؛ لكنها العزيمة المسبوقة بشورى ، والإنضباط المبنيى على بصيرة والجندية السوية ، جندية لا توصل الفرد إلى مصاف العبيد لا يرون إلا ما يرى غيرهم فيتعصبون في الحق والباطل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى