مقالات

لبنان عقل العرب

بقلم /د.محمد جميح
هل يشكل انتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان بداية النهاية لتحكم إيران في الدولة اللبنانية عن طريق أدواتها الحزبلاويين، باسم المقاومة التي دمرت لبنان، ونهبت ثرواته، وسرقت أموال المودعين، وقطعت أواصر القربى بين لبنان وأشقائه، وكرست الفتن الطائفية، وحولت لبنان من مركز للفكر والإبداع العربي إلى حقل تجارب للسلاح والسياسات الإيرانية؟
لن تتعافى دولنا إلا بإبطال سياسات إيران في التحكم بدولنا عن طريق مليشياتها، وتحويل تلك البلدان إلى مصدات جيوسياسية، تمنع وصول الحرب لنظام الملالي في طهران.

سقطت أدوات طهران في دمشق، وإذا نجح عون في تخليص لبنان من أدوات إيران في لبنان، فسيكون ذلك تطوراً مهماً، لتخليص بقية بلداننا من أذرع هذا الأخطبوط الذي يحاول تطويق بلداننا العربية، تحت يافطات: فلسطين والقدس والإسلام والتشيع والمقاومة، وكلها عناوين لمحتوى واحد، هو بسط الهيمنة الإيرانية، بإضعاف الدول العربية عن طريق تطييف المجتمعات وملشنة الدول.

يجب ألا نتيح الفرصة لإيران لتبني قضايانا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ترك قضايانا لإيران يساعد طهران على التغلغل في نسيجنا القومي والديني تحت شعار نصرة تلك القضايا، ولا يفيد في نصرتها. والحل أن نسترد قضايانا من يد نظام طهران، أن نتبنى نحن تلك القضايا الجوهرية، أن نسترد دولنا من قبضة مليشيات طهران، ولتكن البداية من الشام.

لبنان عقل العرب، وإذا صلح العقل، صلح الجسد، والعقل السليم في الجسم السليم، وإذا عاد لبنان دار كتب، فسيعود وطننا العربي للقراءة، والقراءة الصحيحة هي أقرب الطرق للمعنى الكبير، المعنى الذي نبحث عنه اليوم من المحيط إلى الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى