لقاء أوروبي إيراني يبحث العودة لمفاوضات الاتفاق النووي
الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي
بحث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الأردن العودة إلى المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بعد أشهر من توقفها، في حين قالت واشنطن إن الملف ليس محط تركيز الإدارة الأميركية الآن.
وعقد اللقاء بين بوريل وعبد اللهيان على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت بالأردن، وذلك وسط تدهور للعلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي بسبب هذا الملف وقضية حقوق الإنسان في إيران، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لإيران بدعم روسيا في حربها على أوكرانيا.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر إنه أكد خلال اللقاء ضرورة وقف الدعم العسكري لروسيا وما وصفه بالقمع الداخلي في إيران.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى أنه اتفق مع الوزير الإيراني على ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة واستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 على أساس مفاوضات فيينا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده مستعدة للتوصل إلى نتيجة في محادثات فيينا، بناء على المسودة التي صيغت بعد أشهر من المفاوضات المكثفة.
وقال عبد اللهيان إنه أكد خلال لقائه بوريل أن على الأطراف الأخرى الابتعاد عن تسييس هذا الملف، وأن تتبنى مواقف بناءة مبنية على الواقع وتتخذ القرارات اللازمة للعودة إلى الاتفاق، وفق تعبيره.
وأكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لإتمام المفاوضات وإبرام اتفاق شريطة مراعاة الدول الغربية لما وصفها بالخطوط الحمراء والنصوص التي أعلنتها إيران.
وتوقفت المحادثات الرامية للعودة إلى الاتفاق النووي منذ سبتمبر/أيلول الماضي، إذ تتهم القوى الغربية إيران بتقديم طلبات مبالغ فيها تشمل وقف تحقيقات الوكالة الدولية بشأن أنشطتها النووية، بعدما لاح في الأفق أن جميع الأطراف تقترب من التوصل لاتفاق.
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لا تتوقع حدوث أي تقدم في الاتفاق النووي الإيراني في المستقبل.
وأضاف كيربي في إحاطة صحفية أن الاتفاق النووي مع إيران “ليس محط تركيز الإدارة الأميركية الآن”.
ورحب المسؤول الأميركي بأي محادثات يجريها الحلفاء الأوروبيون مع إيران بشأن ما سماها التحديات واسعة النطاق، لكنه قال من ناحية أخرى إن إيران ستحاسَب على دعمها روسيا في قتل أوكرانيين، وفق تعبيره.
وكان يشير بذلك إلى الاتهامات الغربية لإيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تستخدمها في حربها على أوكرانيا. وتقول طهران إنها زودت روسيا بمسيّرات قبل اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.
ومن جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات سلبية لخسارة الاتفاق النووي بين طهران والمجتمع الدولي.
وفي هذه الأثناء، غادر وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران من دون أن يتضح ما إذا كان الطرفان توصلا لحل بخصوص أهم القضايا العالقة.
يشار إلى أن الوكالة الذرية قالت العام الماضي إن إيران فشلت في تفسير سبب وجود آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في عدة مواقع غير معلنة، مما “يثير الشكوك” في سلمية البرنامج النووي لطهران.