أخبار العالم
متحور”أوميكرون” يواصل الانتشار..وغموض بشأن خطورته

الرشاد برس ــــ دولي
قللت منظمة الصحة العالمية من خطورة متحور أوميكرون، مبديّة تفاؤلها بفعالية اللقاحات، وأعلنت أن أوروبا أصبحت بؤرة لتفشي الجائحة، مما دفع دولا أوروبية لتشديد قيودها من ازدياد حالات الإصابة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل حتى الآن على تراجع فعالية اللقاحات في مواجهة المتحور أوميكرون، موضحة أن بعض المؤشرات تظهر أن معظم الإصابات به بسيطة.
وأضافت منظمة الصحة العالمية “لا حاجة لتطوير لقاحات جديدة، بل يكفي إجراء تعديلات بسيطة على اللقاحات الموجودة.. لدينا وسائل وأدوات متعددة لمنع انتشار متحور أوميكرون”.
وقالت المنظمة أيضا إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن فترة حضانة أوميكرون تختلف عن أي متحورات أخرى لفيروس كورونا.
وكشفت المنظمة أن بعض متحورات فيروس كورونا تنطوي على خطر متزايد لانتشار العدوى، موضحة أن متحور “دلتا” (Delta) أصبح المتحور الأكثر انتشارا لفيروس كورونا في الدول الأوروبية.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن عدم المساواة في توزيع اللقاحات هو من أكثر الأسباب مدعاة للقلق في مواجهة الجائحة.
وفي السياق، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية “نعمل مع خبرائنا لتحديد تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض”.
ومن جهتها، قالت شركة موديرنا إن جرعة اللقاح المعززة ضد المتحور أوميكرون قد تكون جاهزة في مارس/ آذار المقبل.
وقالت رئيسة الفريق الفني للوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف اليوم إن المنظمة تتوقع الحصول على مزيد من المعلومات خلال أيام حول مدى قدرة أوميكرون على الانتقال، وهي مدة أقصر بكثير من التي توقعت المنظمة الأسبوع الماضي أن يستغرقها الأمر والتي قدرتها “بأسابيع”.
وقالت كيركوف في إفادة صحفية إن أحد السيناريوهات المحتملة هو أن السلالة الجديدة، التي اكتشفت لأول مرة في جنوب أفريقيا، قد تكون أكثر قابلية للانتقال من سلالة دلتا الشائعة.
وأضافت أنه لم يُعرف بعد ما إذا كان أوميكرون يتسبب في ظهور أعراض مرضية أشد على المصابين.
وصادقت منظمة الصحة اليوم الأربعاء على بدء مفاوضات بشأن معاهدة دولية للوقاية من الأوبئة في المستقبل، وذلك بعد موافقة بالإجماع في الجمعية العامة للمنظمة المكونة من 194 دولة عقب اجتماعات امتدت 3 أيام.
واعتبرت المنظمة أن الحظر الذي يُفرض بسبب الجائحة سيترك عبئا ثقيلاً على شعوب العالم ويمكنه أن يؤثر سلبا على الجهود الصحية العالمية من خلال تثبيط البلدان عن الإبلاغ عن البيانات الوبائية وتبادلها.
ودعت المنظمة المسافرين إلى البقاء حذرين ومتيقظين لأي علامات تخص الفيروس مع التطعيم والالتزام بالتدابير الصحية في جميع الأوقات.
من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش إن غلق الحدود الذي يؤدي لعزل دول جراء كورونا إجراء عقابي وغير عادل ولا فعال، حسب وصفه.
وأضاف “لدينا الأدوات لضمان سفر آمن ويجب استخدامها لتجنب حالة تمييز في السفر جراء كورونا”.
أما الرئيس الأميركي جو بايدن فقال مساء الأربعاء إن الأطباء والعلماء أكدوا أن أفضل طريقة للحماية من أوميكرون هي الجرعات المعززة من اللقاح.
وأضاف بايدن “سأعلن غدا خطة جديدة لمواجهة كورونا لن تتضمن إعادة الإغلاق بل توسيع نشر اللقاحات”.
ونقلت وسائل إعلام أميركية أن كاليفورنيا سجلت أول إصابة بالمتحور أوميكرون في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا أصبحت مركزا لتفشي جائحة كورونا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقد حان الوقت للتفكير في اتخاذ قرار بإلزامية التطعيم في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن العلماء يؤكدون أن اللقاحات والجرعات الإضافية توفر أكبر حماية ضد الوباء.
وأضافت “نحتاج إلى أسبوعين للحصول على معلومات دقيقة فيما يخص أوميكرون”.
وأوضحت دير لاين أن هناك زيادة كبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، خصوصا ممن لم يتلقوا اللقاح.
وفي الأثناء، ذكرت رويترز أن السلطات الفرنسية تشتبه في وجود 13 حالة إصابة بمتحور أوميكرون على أراضيها.
كما أعلنت هولندا أن 14 مسافرا وصلوا نهاية هذا الأسبوع من جنوب أفريقيا مصابون بأوميكرون، في حين تم رصد حالة واحدة في سويسرا.
وفي المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالوباء، أعيد أمس الثلاثاء فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر، وأصبح يتوجب على جميع الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار ولحجر صحي حتى صدور النتيجة.
وقالت هيئة الصحة الدنماركية إنه تم اكتشاف إصابتين بالمتحور أوميكرون، ما يرفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 6 حالات، موضحة إن إحداها لدى شخص شارك في حفل ضم ألفي شخص، وسيتم إخضاع الجميع للفحوصات.
وأضافت السلطات الصحية الدنماركية اليوم أنه تم تسجيل 5120 إصابة جديدة بكورونا، وهي أعلى حصيلة يومية منذ بدء الجائحة.
وقالت وزارة الصحة في الدنمارك إن المسافرين القادمين جوا من الدوحة أو دبي سيخضعون لفحص إلزامي قبل أن يغادروا المطار.
وبدورها، سجلت ألمانيا اليوم أعلى عدد وفيات يومي بفيروس كورونا منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، وذلك بعد رصد 67 ألفا 186 إصابة جديدة، و446 وفاة، وبهذا يصل إجمالي الوفيات إلى 101 ألف و790 حالة، كما رُصد 4 مصابين بأوميكرون، على الرغم من تلقيهم جرعة التطعيم كاملة.
وحذرت المستشفيات من أن عدد المرضى في وحدات الرعاية المركزة قد يصل إلى 6 آلاف بحلول عيد الميلاد، وهو ما يتجاوز ذروة بلغتها البلاد في الشتاء الماضي.
ووافقت الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في ألمانيا أمس الثلاثاء على اتخاذ إجراءات لمواجهة الموجة الرابعة من الوباء، ويشمل ذلك تكثيف حملة التطعيم وفرض قيود على التواصل، خاصة لغير المطعمين.