مقالات
– ليست دولة طرفية –
بقلم / حمير الحوري
تعايش المسلمون مع اليهود مئات السنين وحفظت الدولة والمجتمع الإسلامي حقوقهم، وتم استيعابهم في المجتمع الذي شكل لهم مأوىً ومؤلا من بطش النصارى ومذابحهم ضد اليهود.
وفي نفس الوقت حين مارس اليهود خيانتهم في خيبر والمدينة تم إجلائهم وطردهم لخيانتهم لا لديانتهم كما أجلا العثمانيون الأرمن لخياناتهم؛ واستمر بقاء اليهود في اليمن والعراق والشام وسائر الديار الإسلامية لمئات السنين.
وحين قرر جُل يهود العالم احتلال فلسطين وانتقلو من مواطنين في الأرض الإسلامية إلى محتلين، اشتعلت الحرب مع المحتلين منهم؛ والذي تكتلو على شكل “كيان دولة”؛ فأصبح هذا الكيان غاصبا محتلا تجب حربه بكل الشرائع والقوانين وبمختلف الوسائل المشروعة.
طول الزمن لا شك أنه يميت القضايا ويصادر الحقوق ويميت الضمائر؛ لكن الحالة الفلسطينية لا تشبه حالة الهنود الحمر لاعتبارات دينية وجيوسياسية وديموغرافية .. الخ.
فلسطين ومنها المسجد الأقصى ليست الأندلس فهي ليست دولة طرفية – اي ليست في آخر الحدود الاسلامية- فهي تقع في القلب من العالم العربي ومتصلة بنا أرضا وانسانا وديانة – دولة مركزية- ؛ التفكير بإنها قد تشبه الأندلس او البوسنة أو تركستان الشرقية؛ فيمكن تغييرها ديموغرافيا وهَم ينبغي الحذر منه؛ الاتصال بالكيان الاسرائيلي تهديد وجود للأنظمة المطبّعة معه؛ فبقدر ما يفتح لهم من فرص بقدر ما يضع أمامهم مصائب وجودية!.