نتائج الثانوية بين الضحك والبكاء
– ساره الريمي –
بين الضحك والبكاء والدهشه واﻹستغراب والحزن واﻹكتئاب هكذا استقبل امس طلاب الثانوية العامة نتايجهم الكارثيه كما يسميها البعض .
وكالعاده قوبلت تلك النتايج بغضب شديد لعدد كبير من اليمنيين،واثارت حالة من اﻹستغراب والسخرية بسبب اﻹرتفاع والمبالغة الكبيرة في معدلات نجاح بعض التلاميذ والظلم للبعض الآخر، على نحو أربع سنوات والنظام التعليمي يزداد تدهورا والهبات الحوثيه بالمعدلات تزداد ايضا، لا ادري لماذا هذه المعدلات الكبيره لمن يستحقها ومن لا يستحقها، بالفعل تعيش المناطق التي تحت سيطرة الحوثي كارثه تعليمة جسيمة .
اعرف الكثير من بين هولاء الطلاب الذين حصلوا على تلك المعدلات العاليه كان مستواهم التعليمي في سنوات ما قبل سيطرة المليشيا ضعيف وربما ضعيف جدا والان نتفاجأ بالمعدلات القويه المضحكة والمبكية بنفس الوقت.
تتعالى ضحكاتهم الملئية باﻹستهزاء والسخريه عندما نسألهم ماذا فعلتم حتى حصلتم على تلك المعدلات ؟وكيف غدت عقولكم بهذا الذكاء وبهذه السرعه ؟ هل صادفتم جميعكم ليلة القدر ؟ فتلك الاجابه السريعه التي لا تحتاج الى مبررات ومقدمات “احنا في زمن الحوثي”.
يالها من جمله حزينه زمن الحوثي كما يسميه الطلاب هو الزمن الذي هدم كل ما بنيناه في النظام التعليمي منذ سنوات.
يصرح بعض الطلاب انهم ما عرفوا اشكال كتبهم المدرسية قط وانهم كل ما كانوا يحفظوه هو اسم الماده فقط عندما يذهبون الى قاعات الامتحانات، ويعبر احدهم قائلا “والله مانا حافظ حتى سورة النور”.
سورة النور هي السوره المقررة لمادة القران الكريم، وهذا أبسط شيء يمكن أن يحفظه الطالب في الصف الثالث الثانوي ومع ذلك تفاجأنا من معدلاتهم التي تبعث الخجل .
اتذكر جيدا عندما كنت في الصف الثالث الثانوي، كانت سنة ملئية بالخوف والاضطرابات النفسيه خوفا من المستقبل، على العكس ما يعيشه طلاب هذه السنوات برود والا مبالاه.
شعور البرود والا مبالاه لم يصب الطلاب فحسب بل سيطر ايضا على اولياء الامور لانهم يعلموا بأن ابناهم سيحصلون على المعدلات المرجوه واكثر دون تعب.
وبين هذه الاجواء الفرائحية التي يعيشها الطلاب الذين حصلوا على معدلات مرتفعه، ثمة طلاب يشتكون وبحرقه عن الظلم وعن معدلاتهم الصادمه
يعبر البعض قائلا” نجن اجتهدنا طوال العام وتفاجأنا بطلاب نعلم بمستواياتهم جيدا حيث انها لا تؤهلهم للحصول على تلك المعدلات التي حصلوا عليها، من رغم ان معدلاتهم في السنوات الماضيه كانت لا تتعدى 70% اﻹ انهم حصلوا على معدلات اعلى منا “
لماذا هذا التلاعب بالمعدلات ؟
لعل من اهم اسباب ارتفاع نسبه نجاح بعض الطلاب وبمعدلات عاليه لا يستحقونها “انتشار ظاهرة الغش” وبشكل مخيف.
الغش ظاهرة ليست وليدة اليوم ولكنها ازدادت في اﻵونة الاخيرة بالتحديد في سنوات سيطرة الحوثي، تفشت هذه الظاهره وبأساليب جديدة وعلنية .
حيث تسربت صور لحالات غش مفزعة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
صور وفيديوهات لأساليب عديدة للغش.
منها تظهر شبابا يتسلقون النوافذ لمساعده الطلاب على حل اسئلة الاختبارات ،ايضا صور للطلاب ذاتهم يتصفحون هواتفهم المحموله لتبادل الاجابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وظهرت ايضا فديوهات لبعض قاعات الامتحانات والتي تملؤها الفوضى وتبادل ﻹوراق الاجابات، في مشهد يخيل لنا كأنها حضيرة اغنام لا قاعة امتحانات.
ومن بين تلك الصور المخزيه ظهرت صوره استفزت الكثير حيث يظهر فيها طالب في قاعة الاختبار وسلاحه بجانبه “ممارسه الغش بقوة السلاح” هذا ما وصلنا له في زمن أصبح السلاح الرفيق الاول الذي يصطحبه معه اينما ذهب ، لم يكتفوا بهذه المناظر البشعه بل ادخلوه معهم الى لجان الامتحانات .
يا هولاء ما سمعنا عن تسريب الامتحانات ولا عن انتحال الشخصيات الا في حكمكم ،اما تخجلون!!!
هذه ابرز حالات الغش ولكن يوجد ما هو اقوى واقبح وانذل طلابا منحت لهم معدلات بنسب عاليه جدا وهم لم يحضروا ﻹختبار مادة واحده بحجة انهم يؤدون واجبهم الوطني الممثل في القتال بالجبهات، ويصرحوا بهذا دون خجلا يذكر، ياله من جهل .
اثارت تلك المشاهد والصور ردود افعال غاضبه وانتقادات محليه وخارجيه واسعه.
تفشي ظاهره الغش بهذا الشكل والتلاعب بالمعدلات بهذه الصوره ما هي الا سياسه ممنهجة اتخذها الحوثيين تهدد التعليم في اليمن ولها انعكاسات سلبيه على التعليم الجامعي وواقع ينذر بكارثة في مستقبل الخيل القادم.
كتبا ضايعه.
وحصصا فارغه.
ورواتب غائبه.
وانصاف دوام .
فماذا بعد؟