مقالات

ماحصل في فلسطين…بلاء عظيم

بقلم /الشيخ الدكتور. عبدالوهاب الحميقاني *

ما حصل في فلسطين
بلاء عظيم
وصبر ومصابرة أمام ترسانة كبيرة وراءها الناتو
مع قل النصير وضعف المحب ومزايدة
الصفوي الكذوب

واتفاق وقف الحرب بغ zة
يعتبر فرجا عن أهلها
يفرح به كل مؤمن وكل إنسان
يرى حرمة وجريمة حمام الدم اليومي في تلك الحرب

ولا ريب أن أهل غzة
باعتبار الثواب
عند الله
نحسبهم والله حسيبهم
ممن ارتفعوا درجات بهذا الابتلاء
عندالله
وأن من مضى منهم شهيدا
ومن ابتلي مأجورا

وليس عيبا على أهل فلسطين
أن تكون الغلبة لعدوهم
في هذا الوضع الذي تعيشه الأمة

ولا يلامون على عدم انتصارهم على إسرائيل التي تسندها جيوش دول عظمى

بل مجرد ثباتهم أمام هذا الإجرام العالمي كله
يضرب لهم به تعظيم سلام

لكن نصرتهم الآن
لا تقتضي أن نسوق لهم ولا لغيرهم الوهم
بتهليلنا بعواطف ساذجة
بأن ما حصل لهم
هو نصر كبير

بل ما حصل لهم بلاء عظيم
ولسنا ملزمين بالتشبع بما لم نطعم

وهذا التهليل بالوهم
لن يغير في ميزان المعركة والصراع شيئا
ولن يفيد أهل فلسطين واقعا
وإنما فقط
نتجلبب به
تغطية على تقصيرنا
وهروبا من المراجعة والتصحيح والمساءلة
لمعرفة جوانب قصور الماضي
لصواب المستقبل
كما يحصل في كل دول الأرض وشعوبها المسؤولة

والحروب سجال
حتى الأنبياء ينتصرون تارة ويدال عليهم تارة أخرى
وقد وصف الله ما حصل في غزوة أحد
بالقرح والفشل
ووصف ما حصل في أول غزوة حنين
بالتولي والفرار
والنصر مطلوب محبوب
مرغوب تكرره وتجدده واستنساخه
ولا أظن عاقلا يتمنى
تكرر النصر(الدويري)
في فلسطين أو غيرها من البلدان
ولا يصح أن نحتج لصواب
أفعالنا وقراراتنا الخاطئة
بمآلات أمور وأحداث قدرية
لسنا مؤثرين فيها
بل يجعلها الله تحصل ولو على يد عدونا
لحكمة بالغة
فلا ينبغي للأمة ولنخبها
في خضم هذه الأحداث
الاحتفاء(بالوهم)
ونصرف للشعب الفلسطيني
نصر الوهم
كما صرفنا لهم وقت الحرب
وهم النصرة
بل على النخب العربية والإسلامية
أن تروج لآثار جرائم الحرب بحق الأبرياء
في الإعلام والمحافل الدولية
مع مطالبة محاكمة مجرمي الحرب
ومحاسبهم أمام الهيئات الدولية
المختصة
وأن توجه
الجهود والخطاب
بما يداوي جراح شعب مدمر
كل بيت فيه ينوح على شهدائه
ويهيم مستغيثا لمعالجة جراحه
باحثا لاهثا عن قوت عياله وأطفاله
فضلا عن الجانب النفسي
لشعب غzة الذي يحتاج إلى ترميم
في ظل ما يقرب من عام ونصف
وهم تحت الجحيم والدماء والأشلاء
وعليها
أن تبحث بموضوعية بعيدا عن الرغباتية عن مكامن القصور والخلل
في الأمور العسكرية والسياسية والمالية
والإدارية وغيرها
لأجل التصحيح
للوصول إلى طريق الانتصارات الواقعية
الحقيقية
وعليها أن تحيي
روح المسؤولية ومبدأ المساءلة
في ذلك كله
وأن تقرر وتلزم أن الأمور العسكرية
يجب على أصحاب القرارفيها
الموازنة
بين الأخذ بالأسباب المادية
المحققة للنصر أو الموجبة لتوازن الردع
وبين
عقيدة الإيمان والتوكل على الله
والثواب الأخروي المحقق للمصابرة والثبات
وأي مسؤول أو قيادي
لا يعطي الأسباب المادية والأخذ بها حقها
من التوفير والتدبير والتخطيط والتنفيذ
مستندا على
مجر التثبيت بالمعاني الإيمانية والمآل الأخروي
فهو مفرط
ويعتبر تفريطه من أعظم الفساد
والإخلال بمقاصد الشرع
في حفظ النفوس
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” الالتفات إلى الأسباب
شرك في التوحيد
ومحو الأسباب أن تكون أسبابا
نقص في العقل
والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع .
وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من
موجب التوحيد والعقل والشرع ”
مجموع الفتاوى

 

*الأمين العام لإتحاد الرشاداليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى