مقالات
ما هكذا يحتفل المحبين .

بقلم / ساره محمد
يحل في كل عام شهر ربيع الأول محملا بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام.
أناشيد وأهازيج ‘ قصائد ومديح’ هكذا يستقبل الناس المولد النبوي على مر الزمان.
ذكرى المولد النبوي يحييها بعضا من مسلمي العالم بطرق وإن إختلفت تتشابه الروح فيها,لكن ما نشاهده في اليمن أمرا يثير الإستغراب بل وقد يكون جنوني.
تهديد وإبتزاز .وسرقة أموال الناس بإسم المولد.
منذو سطوع شمس الاول من شهر ربيع الاول وحتى من قبل تبدأ قصة ألا حقيقه .
فعاليات مبالغه تزعم فيها حب النبي صلى الله عليه وسلم .
تبدأ القصة بسيارات تابعة “للجان جمع التبرعات “كما يسمونها بالتجول في شوارع وأزقة العاصمة صنعاء للوصول الى كل المواطنين والتجار والمحلات حتى أصحاب البسطات الصغيره لجمع الأموال أو بالأصح نهب الأموال بحجة إحياء ذكرى المولد النبوي .
حولت المليشيا الإحتفال بالمولد النبوى الى مناسبة للإبتزاز وإستعراض القوة.
لم تدع المليشيا شبرا واحدا إلا وفرضت عليه إتاوات مرورا بالتجار والمدارس والمرافق الصحيه فالجامعات والمولات حتى أصحاب البسطات الصغيرة .
لم تكتفي المليشيا بفرض تلك الاتاوات على التجار فحسب بل تجاوزت ذلك لتفرضها حتى على المواطنين داخل بيوتهم .
ولكم أن تتخيلوا حجم الأموال التي جمعت أو بالأصح نهبت.
ذكرت تقارير أن أرباح الحوثيين من أموال المولد النبوي لهذا العام تجاوزت 200 مليار .
حقا إنه موسم الإستثراء.
الأخضر يضبغ صنعاء من جديد .
إخضرت صنعاء إخضرار يميت القلوب .
– تم إلزام أصحاب المحال التجاريه بطلاء أرصفة الشوارع وأبواب المحال باللون الأخضر , وأيضا تعليق القماش الأخضر والإضاءات الخضراء على الجدران .
-بخواطر فارغة , وكلمات مشلولة, ولغة مذبوحة ,
هكذا اقاموا محاضرات بين صلاتي المغرب والعشاء في كل المساجد وعلى نحو ثلاثون يوما تقريبا .
– إلزام عقال الحارات بتنظيم إحتفالات وأمسيات يتخللها الزوامل والبرع والمسرحيات الساذجة ناهيك عن مناظر المحتفلين والفاظهم البذيئة.
-تعميم لكافة الوزارات والمؤسسات بما فيها التعليمية بتنظيم إحتفالات في كل موسسة ووزارة.
– إقامة مجالس للنساء بمناسبة المولد يكسوها الجهل وتغطيها العاطفه.
-وجهت مكاتب التربية والتعليم الحوثية مدراء المدارس بجمع من الطلاب لزيادة الحشد يوم الإحتفال.
-أرغمت أساتذة الجامعات للمشاركه في فعاليات المولد من تحضير وحشد’
ومن سيرفض ذلك سيتم إيقافه عن العمل ‘ ومصادرة الشقق السكنية الخاصه بالدكاترة الذين يسكنون داخل سكن الجامعه .
-شنت حمله لإصحاب الباصات ووسائل النقل الاخرى وأجبرتهم بتعليق لواصق ولآفتات خاصه بفعاليات المولد النبوي.
هكذا تحتفل المليشيا بالمولد النبوي.
وتجري هذه الممارسات تحت التهديد ومن يبدي رفضه يتعرض لإنتهاكات بطرق مختلفة بدأ بالتهديد الى التخوين والإيذاء وحتى السجن .
مادة الغاز كسبيل مثال هي إحدى أساليب المليشيا لسرقة أموال المواطنيين تحت التهديد ‘حيث وجهت تعميم لعقال الحارات على جمع الأموال من المواطنين وايضا المشاركة بفعاليات الإحتفال بالمولد النبوي وبأنه لن يتم تسليم أي إسطوانة غاز إلا لمن يشاركون في هذه الفعاليات ويقدمون “تبرعات المولد” كما يسمونها.
وفي ظل هذه الممارسات أصبح الناس يصفون الإحتفال السنوي للحوثيين بالمولد النبوي بإنه “كابوس” على المواطنين والتجار بوجه الخصوص ‘
كابوس يستنفذ فيه الحوثيين كل وسائل الجباية .
يحتفل الحوثيون بهذه المناسبه بطرق خاصة بهم لا صلة لها بعظمه هذه المناسبة ولا بقيم النبي صلى الله عليه وسلم حيث أن كل مناسبة تستخدم وتوظف كالمناسبات الدينية التي أصبحت مواسم لجمع الأموال وبالأخص المولد النبوي ولإنها مناسبة تتفق عليها كل المذاهب تم إستغلالها وتوظيفها توظيفا مقيتا.
إحتفال الحوثيين بهذه الطريقه أثارت غضب الكثير .
قطع الطرقات وإنتشار النقاط الأمنيه داخل الحارات لتفتيش الداخل والخارج بحجة تأمين الإحتفال
حالة من الذعر وإفزاع الناس .
في ظل هذه الحالة قد يخيل للبعض مشاهد الحفل الرهيب والحشد الكبير ويرسم في مخيلتة تلك الأناشيد المداحة والسيرة النياحة واذا بهم يحتشدون لسماع خطبه السيد ونهقات متتالية بالموت لإمريكا والموت لإسرائيل وأجسام مطليه باللون الأخضر حتى الحيوان وبراميل القمامة لم تسلم من ذلك يا لعجب ما يحدث .
من الأحرى أن تكون ذكرى المولد النبوي إنطلاقه ميلاد جديد نغير به حياتنا لا نبتزر ونفرض ونهدد ونبتدع.
إحتفال الحوثيين بالمولد اسخف ما قد يسمعه العقل .
يزعمون أنهم يحبونه وهم ينكرون سنته.
يزعمون أنهم يحبونه وهم يطعنون في عرضه. يزعمون أنهم يحبونه وهم يبغضون أحب الناس إليه. يزعمون أنهم يحبونه وهم يخالفون هديه.
فكيف لكم أن تحتفلوا اليوم .
لكانوا صادقين بحبه لصانوا عرضه من القذف، وصحابته من اللعن والسب، وأتباعه من القتل.
محبة النبي مقيمة في النفس أي ليست موسمية ولا ترتبط بيوم بعينة وحقيقه الإحتفال بيوم مولدة قد لا يكون حقيقه
الاحتفال الحقيقي هو إتباع سنته والإقتداء به قولا وعملا.
ما أبعدكم عنه