مقالات

“قل هو من عند انفسكم”

بقلم / إبراهيم الأحمدي

………………………………………………………………………………
لم أشك يوما في بطلان مشروع الحوثي الظالم المبني على عقيدته المنحرفة ، ولا في بطلان قضية المتمردين في الجنوب الذين تدعمهم وتسانده م دولة الشر في المنطقة ،
وآني لعلى يقين من عدالة قضيتنا في مواجهة هذه المشاريع الدخيلة ، المنحرفة الرامية إلى تفتيت الأمة ونخرها من الداخل .
لكني أتساءل عند كل محطة من محطات الألم التي نقف فيها إجباريا أثناء سيرنا في طريق النصر ،
ما الذي سبب لنا هذه الآلام وأعاقنا في هذا المكان ؟!
فأجد الجواب شافيا كافيا في قول ربي جل في علاه ( قل هو من عند أنفسكم )
….
هذه الآية نزلت في موطن من أشد مواطن الألم في تاريخ المسلمين ، تشعر بمرارته حتى حين تقرأ عنه في السير والتاريخ
موطن قتل فيه سبعون من خيرة أهل الأرض حينها ، وبينهم سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم ، يسيل الدم من وجهه وجبينه ، وكسرت بعض أسنانه بضربات الكافرين ، وانتشى أعداؤهم وانتفشوا ، وظنوا أنهم أسقطوهم بالقاضية .
يا الله !!!!!
لماذا كل هذا ؟!
أليس هذا رسول الله !
أليس هؤلاء أصحابه المؤمنين بقضيته والمدافعين عنها !!!
أليست قضيتهم هي الحق الصراح !!!
فلماذا يحصل لهم هذا ؟؟!!
فيأتي الجواب جليا واضحا ،،
قل هو من عند أنفسكم
……..
إن لله تعالى سننا شرعية وكونية لا تحابي أحدا
ولا بد لمن أراد أن يصل إلى النصر المبين أن يأخذ بهذه السنن ويسير على جادتها ،
..
إذا كان حصل كل ذلك الألم للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم ، بسبب مخالفة الرماة لأمر عسكري من قائدهم المعصوم ،
فكيف لا يحصل لنا أضعاف ذلك ونحن غارقون في المخالفات إلى أصداغنا .
إن ما حصل لا ينبغي أبدا أن يشككنا في عدالة قضيتنا ، وبطلان مشاريع أعدائنا ، لكنه يجب أن يفتح أعيننا إلى مخالفاتنا التي سببت لنا ذلك ، وهي كثيرة في عقائدنا وتوكلنا وعبادتنا وسلوكنا وحظوظ أنفسنا و إقصائيتنا وبطرنا .
ليس عيبا أن نراجع أنفسنا لنقف على مكامن الخلل ومواضع الزلل ،
فنسد الخلة ونقوم الاعوجاج .
فهذا هو المفتاح الذي يمكن أن نستفتح به أبواب نصر الله ، ولا مفتاح لها سواه ،
فإياكم وفقدان مفتاحكم أو أن تكسروا أسنانه فلا يفتح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى