مجددا اليمنيون وشبح المجاعة
الرشاد برس _ تقارير
قام منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ للأمم المتحدة، مارك لوكوك، بالتحذّير من عودة شبح المجاعة إلى اليمن.
وذكر مارك إنّ الوضع أصبح على درجة ومستوى من الخطر يجبران مكتبه على أن يخبر مجلس الأمن بذلك بموجب القرار 2417.
وكانت هذ التصريحات، يوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الموضوع.
وقام مارك بتحديد خمس أولويات لإنقاذ أرواح الملايين في اليمن، الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية حول العالم، حيث يحتاج نحو 80% من سكانه،؛ أي 24 مليون يمني، إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. والأولويات هي حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والتمويل، والحاجة إلى دعم الاقتصاد اليمني، والتقدم نحو السلام.
حيث انتقد مارك الدول المانحة وعدم تقديمها ما يكفي من المساعدات المالية، قائلاً: “للأسف الشديد، إنّ الدول التي يمكنها المساعدة ولديها مسؤولية خاصة تختار في الغالب عدم القيام بذلك”.
كما حذّر مارك من النقص الشديد بالتمويل، حيث حصل صندوق المساعدات الخاص بالأمم المتحدة لتمويل الاحتياجات الإنسانية في اليمن على 30% فقط من احتياجاته.
وأشار مارك الى “إن هذا هو التحدي الأكبر حالياً الذي يواجه المنظمات الإنسانية”. وسمى ثلاث دول بالاسم، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وقال إنّ “لديها مسؤولية خاصة، لكنها لم تقدم شيئاً حتى اللحظة لخطة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لليمن”.
ووجّه انتقاداً شديد اللهجة إلى تلك الدول، حيث كانت قد وعدت بدعم صندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية دون أن تفي بذلك. وقال: “إنه أمر مستهجن بشكل خاص أن نعد بالمال، مما يمنح الناس الأمل في أن المساعدة قد تكون في الطريق، ثم نحطم تلك الآمال بمجرد الفشل في الوفاء بالوعد”.
اضطر النقص في التمويل إلى تقليص الخدمات ورقعتها، حيث تأثر نحو 9 ملايين يمني سلباً بخفض مستوى المساعدات
وأكد مارك أنّ النقص في التمويل اضطر الأمم المتحدة إلى تقليص مستوى خدماتها ورقعتها. وأكد أن نحو 9 ملايين يمني تأثروا سلباً بخفض مستوى المساعدات، بما فيها وصول الأغذية والمياه والرعاية الصحية. ووصف عدم وصول الأموال بمثابة “حكم إعدام” على العديد من العائلات اليمنية، ثم ناشد جميع الدول المانحة بالوفاء بوعودها التي قطعتها وتقديم المساعدات إلى اليمن.
واما عن حماية المدنيين، ذكر مارك إنّ اليمن شهد تصعيداً عسكرياً في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في وسط اليمن. وأفاد بأنّ معدل الذين قتلوا، في أغسطس/ آب في اليمن، فاق معدل أي شهر آخر منذ بداية السنة. وقال “إن شخصاً واحداً من كل 4 ضحايا مدنيين في اليمن قتل أو جرح وهو في منزله”.
وعبّر مارك عن قلقه بشأن الوضع في مأرب، وحذر من عواقب كارثية لأي مواجهة عسكرية محتملة هناك، وخاصة أن قرابة مليون شخص لجؤوا إليها منذ عام 2015. وناشد مجدداً وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، ولفت الانتباه إلى أن خفض التصعيد لعب دوراً رئيسياً في الماضي لمكافحة شبح انتشار المجاعة الذي واجهه اليمن آخر مرة، قبل سنتين.
وايضا عبّر عن قلقه من استمرار إعاقة وصول المساعدات الإنسانية من قبل الأطراف جميعها، بسبب ترتيبات بيروقراطية وغيرها تضعها أطراف النزاع في بعض المناطق.
وفي هذا السياق، أشار مارك إلى إغلاق مطار صنعاء على يد الحوثيين في وجه رحلات الأمم المتحدة، بما فيها الرحلات الإنسانية. وقال إن الحوثيين يعزون قرارهم إلى نقص في الوقود في شمال البلاد. وعلق على النقص في إمدادات الوقود، قائلاً إن “لذلك عواقب وخيمة لكنه لا يبرر إغلاق المطار”.
وذكر مارك أن سعر الوقود في السوق غير الرسمي تضاعف، ولفت الانتباه إلى أن الحصار المفروض هو السبب الرئيسي وراء النقص في الوقود. وأكد أن كمية من الوقود (التجاري) لما يزيد عن ثلاثة أشهر ما زالت عالقة خارج ميناء الحديدة بانتظار أن تسمح الحكومة اليمنية بدخولها، ولفت الانتباه إلى أن ذلك النقص يعني إغلاق خدمات المياه والصرف الصحي والصحة بسبب عدم توفر الوقود الكافي لاستمرارها.
كما تحدث مارك عن انكماش الاقتصاد اليمني بنسبة 45%، منذ عام 2015. كما انخفضت التحويلات المالية من الخارج بنسبة 70% بسبب أزمة كورونا، بحسب بيانات للحكومة اليمنية. وقال إن الحكومة اليمنية تقدر أن التحويلات من الخارج كانت تدعم نصف سكان اليمن.
كما لفت مارك الانتباه إلى انخفاض قيمة الريال اليمني مجدداً، حيث وصلت قيمة تداوله في جنوب البلاد إلى أكثر من 800 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أقل قيمة له على الإطلاق. وخلص إلى أن ذلك يدفع أسعار المواد الغذائية إلى مزيد من الارتفاع، وقد أصبحت المواد الغذائية أغلى بنحو 140% مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع.