أخبار العالم
مجلة أمريكية: حان الوقت لأن يتصرف بايدن في اليمن بإعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين
الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي
قالت مجلة أمريكية “إن مليشيات الحوثي نفذت هجمات إرهابية استهدفت المدنيين والأفراد الأمريكيين ويجب إعادة تصنيفهم “منظمة إرهابية” على هذا النحو من قبل إدارة بايدن”.
وفي مقال نشرته مجلة «The National Interest» أشار “أن اليمن بلد سيجد الكثير من الأمريكيين صعوبة في العثور عليه على الخريطة، قليلون هم الذين يعرفون أن اليمن تم تقسيمه بمرارة من قبل الفصائل المتحاربة طوال فترة طويلة من وجوده”.
وقال المقال الذي كتبه الدبلوماسي الأمريكي بيتر هوكسترا “ربما لن يعرف الأمريكيين منهم الحوثيين أو من هم المقاتلون الآخرون في اليمن ومن تدعم الحكومة الأمريكية، ربما سمعوا أن الصراع تسبب في أزمة إنسانية حادة حيث لقي ما يقرب من 400 ألف شخص حتفهم ويواجه كثيرون مستقبلًا صعبًا للغاية”.
وبمراجعة الإحصائيات: نجد اليمن بلدا يبلغ تعداد سكانه نحو واحد وثلاثين مليون نسمة، وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 21 مليون شخص بحاجة إلى إغاثة إنسانية، منهم 11 مليون طفل، وما يقرب من ثلاثة ملايين يمني نازحون حاليًا، ترسم هذه الأرقام بوضوح صورة أزمة إنسانية هائلة.
ومما يزيد من تفاقم الوضع الحالي المزرى حقيقة أن مساعدات الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة تواجه قيودًا تمويلية شديدة قد تؤدي إلى خسارة ثمانية ملايين شخص للمساعدات الإنسانية في أقرب وقت في مارس 2022، وإلى جانب تصعيد القتال بين الفصائل المتحاربة، يعد هذا بمثابة الوضع السيئ الذي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
ووفقا للمجلة الأمريكية “يجب على الولايات المتحدة ممارسة القيادة للمساعدة في التخفيف من هذه الظروف المروعة، هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها، يبدأ ذلك باتخاذ الإجراءات ووضع حد للمداولات والنقاشات، فبالنسبة لعدد كبير جدًا من اليمنيين، انتهى الوقت بالفعل أو سينتهي قريبًا”.
وقال الدبلوماسي الأمريكي – كاتب المقال – “يجب أن يكون هدفنا الواضح هو تقديم المساعدة لأولئك الذين يحتاجون إليها ومعاقبة أولئك الذين يمنعون المساعدات من الوصول إلى مستحقيها”.
وأضاف: “يشكل الحوثيون، وهم جماعة إرهابية تعمل بالوكالة عن إيران في اليمن، العقبة الأساسية أمام معالجة هذه الأزمة الإنسانية الكارثية ومع تفاقم الأزمة، فإن الحوثيين هم من رفعوا وتيرة الحرب في البلاد”.
وتشير المؤشرات من واشنطن إلى أن إدارة بايدن منقسمة حول كيفية الرد، حيث يميل مجلس الأمن القومي نحو إعادة تصنيف التنظيم الإرهابي على الحوثيين بينما تفضل وزارة الخارجية تصنيف قادة حوثيين معينين ومعاقبتهم، وفقا للمجلة.
الحقائق حول هذه القضية واضحة نسبيا، كمنظمة نفذ الحوثيون هجمات إرهابية استهدفت المدنيين والأفراد الأمريكيين ويجب إعادة تصنيفهم على هذا النحو من قبل إدارة بايدن.
سيؤدي هذا إلى إعادة فرض التصنيف الذي تم وضعه قرب نهاية إدارة ترامب لكنه رفع بعد فترة وجيزة من تولي الرئيس جو بايدن منصبه، يجب أن يسير تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية جنبًا إلى جنب مع الاستمرار في تصنيف الحوثيين الأفراد على أنهم إرهابيون ومعاقبتهم بشكل مناسب.
“أحد الامرين لا يغني عن الآخر ومع المخاطر الكبيرة مهما كانت، يجب على إدارة بايدن المضي قدما بتنفيذ كلا الاتجاهين”، بحسب الدبلوماسي الأمريكي.
في الوقت نفسه، يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في دعم حلفائها، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المنطقة، يجب على إدارة بايدن أن تشجعهم على مواصلة جهودهم ضد الحوثيين وأيضًا حشد دعمهم في توفير وتقديم المساعدة التي يحتاجها اليمن بشدة
يعتقد البعض أن الكونجرس قد يحاول ممارسة الضغط على الرئيس لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وفي حين أن هذه ستكون خطوة إيجابية إلى الأمام، إلا أنني متشكك في أن رسالة من مجموعة من المشرعين من الحزبين سيكون لها تأثير كبير، نعم، سيكون هذا مفيدًا، لكنه لن يكون حاسمًا.
فحتى لو أراد الكونجرس اتخاذ تدابير أقوى لإجبار الإدارة على التصرف، فلن يعود مجلس النواب للعمل حتى 28 فبراير، بالإضافة إلى هذه الحقيقة، تمتلك الإدارة جميع المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرار، ويجب أن تتصرف عاجلاً بدلاً من إن تفعل ذلك في وقت لاحق.
ومع الكارثة الوشيكة التي تواجه اليمن، يجب على الولايات المتحدة التي تعمل من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التركيز على إيصال إمدادات الإغاثة إلى البلاد لتوزيعها على الفور، فقد كان جزء كبير من الإغاثة يمر عبر منشأة ميناء الحديدة فقط، ويحتوي هذا الميناء على أفضل المرافق في البلاد ولكنه يخضع أيضًا لسيطرة الحوثيين.
بالنظر إلى الإمكانية الحقيقية لقيام الحوثيين بسرقة والتلاعب والاستفادة من توزيع المساعدات، فإن هذا الميناء الوحيد غير كافٍ، إذ تنقسم البلاد مع سيطرة الحوثيين على أجزاء من البلاد، وسيطرة الحكومية اليمنية المعترف بها دوليًا على أقسام أخرى، إضافة إلى أجزاء أخرى من البلاد تحت تأثير القاعدة، يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى جميع هذه المناطق.
وإذا كان الجهد الفوري هو الحد من الأزمة الإنسانية، فيجب أن تكون الإستراتيجية هي فتح العديد من الموانئ والجسور البرية والجوية إلى البلاد للحصول على إمدادات الإغاثة. هذه هي الطريقة التي ننقذ بها أرواح اليمنيين بدلاً من المساعدة في تسهيل وجود منظمة ارهابية تدعمها إيران.
يجب على الولايات المتحدة أن تشجع الدول على المشاركة في مؤتمر المانحين القادم في السويد، ويلزم معالجة النقص الفوري في الدعم المالي لجهود الإغاثة، يوفر المؤتمر أفضل فرصة للمجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق ذلك.
هذا لن يكون من السهل تحقيقه، حيث توجد مخاوف مشروعة رئيسية بشأن الاحتيال في برامج المساعدة، هناك مخاوف إضافية من أن برامج المساعدة في بعض الحالات قد تضر أكثر مما تنفع من خلال خلق التبعيات وإضعاف البنية التحتية الضئيلة التي لا تزال موجودة في اليمن.
بينما يجري كل هذا فمن الواضح أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية، ولكن طالما أن الحوثيين غير مستعدين للانخراط بصدق في محادثات بناءة، فسيتعين على صانعي السياسة الأمريكيين التعامل مع الطريقة التي تسير بها الأمور، وليس بالطريقة التي يريدونها أن تكون.
بالنسبة لإدارة بايدن، يمثل اليمن تحديًا معقدًا للغاية ولكنه ليس قضية سياسية على الصعيد المحلي، يمكن لإدارة بايدن اتخاذ الخطوات الموضحة أعلاه والحصول على دعم من الكونجرس من الحزبين لجهودها، وستتلقى دعما من الإمارات والسعودية، ستندد به إيران، الدولة التي تدعم الحوثيين وتوجههم من نواح كثيرة، وهي ستخسر من تراجع قوة الحوثيين.
وقال كاتب المقال “لكن في هذه الحالة، من خلال الوقوف إلى جانب أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة وشعب اليمن، ستكون الولايات المتحدة في وضع أفضل وستساعد في مواجهة التأثير الخبيث الذي تنشره إيران في المنطقة، حيث تواصل إيران استخدام اليمن والحوثيين كقوة لزعزعة استقرار المنطقة، فهي لا تراعي المعاناة الهائلة التي تفرضها على شعب اليمن”.
وأختتم بالتساؤل.. من تكون إيران؟ هذه هي الحقيقة التي يجب على الولايات المتحدة ألا تنساها أبدًا بينما تواصل إدارة بايدن الجهود الخطيرة وغير الحكيمة للدخول مرة أخرى في اتفاق نووي مع إيران.
*ترجمة يمن شباب نت