مجلس السلم الأفريقي يفشل بتعليق عضوية النيجر في الإتحاد الأفريقي
الرشاد برس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أخفق مجلس الأمن والسلم الأفريقي خلال اجتماعه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في تبني قرار بتعليق عضوية النيجر في الاتحاد الأفريقي، وبينت مصادر لرويترز أسباب الخلاف بهذا الشأن، في حين اتهم المجلس العسكري الحاكم في البلاد الرئيس المعزول محمد بازوم بالخيانة العظمى، وتوعّد بمحاكمته.
وقالت وكالة رويترز إن مجلس السلم الأمن والأفريقي أخفق للمرة الثالثة في اتخاذ قرار بتعليق عضوية النيجر في الاتحاد الأفريقي، ورحّل المسألة إلى اجتماع قادم.
وأشارت إلى أن فشل المجلس في اتخاذ القرار جاء بعد اجتماع استمر 8 ساعات، وشهد انقساما كبيرا بين المجموعة الأفريقية بشأن قرار كان يتخذ خلال بعض ساعات خلال المرات الماضية التي شهدت فيها دول أفريقية انقلابات مماثلة.
وعن تباين الآراء بشأن التدخل العسكري لإعادة بازوم للسلطة، أوضح المصدر أن منشأ الخلاف تمثل في عدم وجود تقييم دقيق لمخاطر وعواقب التدخل العسكري، وصعوبة التأكد من أنه لن يكون أسوأ من عواقب الانقلاب العسكري.
وقد حاجج بعض الأعضاء -بحسب المصدر ذاته- بتجربة مجلس السلم والأمن الأفريقي في تشاد، التي لم يتم تعليق عضويتها رغم التغيير غير الدستوري الذي حدث بها في أبريل/نيسان 2021، وذلك بهدف الحد من تعقيد الوضع السياسي والأمني هناك، الذي ستكون له عواقب وخيمة على الدور المحوري الذي تلعبه في تعزيز السلام والأمن بالمنطقة لا سيما في مكافحة “التطرف العنيف” في حوض بحيرة تشاد والساحل.
وتوقع المصدر أن يكتفي مجلس السلم والأمن الأفريقي بإصدار بيان يجدد فيه الدعوة إلى قادة الانقلاب لضمان السلامة الجسدية للرئيس وأسرته وأعضاء حكومته المعتقلين، وضرورة تعاونهم مع إيكواس والانخراط بشكل بناء في المبادرات السياسية والدبلوماسية.
وفي تطور جديد، أعلنت الحكومة الانتقالية التي عينها المجلس العسكري في النيجر أن قادة الانقلاب وافقوا على بدء محادثات مع مجموعة دول إيكواس، كما أكد برلمان دول المجموعة إرسال لجنة إلى نيامي.
وقال رئيس الوزراء المعين من قبل قادة الانقلاب في النيجر علي الأمين زين إن رئيس المجلس العسكري الجنرال عمر عبد الرحمن تياني أعطى الضوء الأخضر لبدء المحادثات مع مجموعة دول إيكواس، معربا عن تفاؤله ببدء هذه المحادثات خلال الأيام القادمة.
بدوره، قرر برلمان دول مجموعة “إيكواس” إرسال لجنة إلى نيامي لمقابلة قادة الانقلاب، وبحث سبل إنهاء الأزمة دبلوماسيا.
وقال الأمين زين إن ما يطلق على نفسه “المجلس الوطني لحماية الوطن” والحكومة الانتقالية يدينان “بقوة الحملة المضللة التي تخدم مصلحة شخص واحد وجماعته”، في إشارة إلى الرئيس المطاح به محمد بازوم حكومته.
وأكد رئيس الوزراء أن “الهدف من هذه الحملة تقويض الثقة في السلطات الانتقالية، وإفشال كل مساعي الحل التفاوضي للخروج من الأزمة لتبرير تدخل عسكري أوكل رؤساء بعض البلدان إلى قوة دولية تنفيذه باسم إيكواس”.
وفي تصريحات أدلى بها في وقت لاحق أعلن الأمين زين أن بلاده ستنجح في تجاوز العقوبات المفروضة ضد بلاده من قبل “إيكواس” ردا على انقلاب الشهر الماضي.
وقال الأمين زين لشبكة “دويتشه فيله” الألمانية “نعتقد أنه حتى ولو كان التحدي المفروض علينا غير منصف يجب أن يكون بإمكاننا تجاوزه وسنتجاوزه”.
الى ذلك أعربت الولايات المتحدة الإثنين عن استيائها من إعلان المجلس العسكري في النيجر عزمه محاكمة الرئيس المخلوع محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمى.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين إلى الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لإيكواس، مؤكدا تأييد جهوده في قيادة المنظمة ودعم “إبقاء الضغط” على القادة العسكريين للنيجر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل “نحن مستاؤون بشدة من التقارير عن أن الاحتجاز غير العادل للرئيس بازوم قد مضى نحو خطوة أبعد حتى.. هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبرّرة بالكامل، ولن تساهم صراحة في حلّ سلمي لهذه الأزمة”.
وبدوره، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الاثنين إن أي محاولة من جانب المجلس العسكري في النيجر لتوجيه اتهام بالخيانة العظمى للرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم ستكون “مقلقة للغاية”.
وأضاف دوجاريك للصحفيين “ما زلنا قلقين للغاية بشأن وضع الرئيس وأسرته وصحتهم وسلامتهم، ونكرر دعوتنا للإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وإعادته لمنصبه كرئيس للدولة”.
المصدر :رويترز +الجزيرة نت