تقارير ومقابلات

محادثات الرياض : هل ستفتح الأفق لتسويةسياسية شاملة في البلاد ..

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف اجرى وفد المليشيا الحوثية خلال الأيام الماضية مفاوضات في العاصمة السعودية الرياض في تطور جديد بمسار التفاوض المتعثر في الحرب التي افتعلها الإنقلاب منذ 9 سنوات وذلك من أجل التوصل إلى هدنة دائمة والتخفيف من المعاناة الإنسانية لمختلف شرائح الشعب وصرف المرتبات وفتح الطرقات
وتأتي الزيارة بعد نحو أشهر من زيارة وفد سعودي إلى صنعاء، ولقائه قيادات المليشيا في منتصف شهر إبريل الماضي. وعلى الرغم من أن تلك الزيارة انتهت بتصريحات إيجابية من الطرفين على أن يتم استكمال المناقشات والاتفاق، إلا أنها جُمّدت خلال الأشهر الماضية
وبعد ايام من المفاوضات التي وصفت نتائجها بالايجابيه والتي اكتنفها الغموض والسرية وصل الى صنعاء امس الثلاثاء وفد المليشيا الحوثية قادما من الرياض دون الإدلاء باي تصريح غير ان وسائلهم الإعلامية تقول ان الوفد جاء للتشاور مع قيادة الجماعة لتستأنف المفاوضات في وقت لاحق فهل ستحقق هذه المحادثات مطالب اليمنيين في انهاء الحرب وتخفف من معاناتهم الإنسانية والمعيشيه ؟وهل الجماعة الحوثية جادة في السلام ام انها تريد كسب الوقت للعودة الى جولة جديدة من الصراع كماهو اسلوبها؟
بنود معلنة
بدأ مسار التهدئة والدخول في جولات من المفاوضات عقب إعلان الهدنة في 2 إبريل 2022، التي على أثرها تم إعلان وقف إطلاق النار، وعدد من البنود الإنسانية، منها فتح الموانئ وتدشين رحلات من مطار صنعاء، وفتح الطرق في تعز. وتم تنفيذ كل البنود باستثناء فتح طريق تعز، إذ ما زال الحوثيون يحاصرون المدينة منذ سبع سنوات.
وجاء بعدذلك ملف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة المليشياوالذي برز بقوة بعد موجة عارمة من الاضرابات
وعلى الرغم من إعلان الموافقة على تسليم الرواتب من قبل الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 إثر وساطة أممية من أجل تمديد اتفاق الهدنة حينها، غير أن المليشيا ذهبت نحو التصعيد واستهدفت موانئ تصدير النفط الخام بمناطق الشرعية وشنّت هجمات بالطيران المُسيّر، واستطاعت منع التصدير، وهو ما تسبب بأزمة مالية للحكومة اليمنية.
وخلال مسار الهدنة منح التحالف تسهيلات للحوثيين في الرحلات الجوية وأيضاً في ميناء الحديدة، غير أن الحوثيين ما زالوا يطالبون بإنهاء حالة الحصار بالكامل من أجل المضي قدماً نحو اتفاق السلام، ويهددون ما بين الحين والآخر بالتصعيد العسكري رغم ان الحصار شماعه يتعذر بها الحوثيون
وأفاد مسؤول في الحكومة مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، بأن الغاية من الزيارة “عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي”. وأضاف المسؤول في حديثٍ لوكالة “فرانس برس” أن المحادثات تتركّز على مسألة تسديد الرواتب، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء.
اشراك القوى السياسية
وكان التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية،اكد الإثنين، على ضرورة إشراك الأحزاب والقوى السياسية في رسم الحلول وعدم تغييبها عن مجريات الأحداث المتعلقة بالمفاوضات الجارية بالمملكة العربية السعودية.
جاء ذلك في خطاب مفتوح وجهه تحالف الأحزاب إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، بشأن جهود المملكة للدفع بمليشيا الحوثي نحو السلام.
وشدد الخطاب، على أنه “لا يمكن إحراز أي خطوة نحو سلام حقيقي وعادل دون شراكة حقيقية فاعلة مع القوى والأحزاب السياسية التي تمثل إحدى مرتكزات النضال الوطني ومكتسباته الخالدة”.
وجدد الأحزاب والقوى السياسية تمسكها بمرتكزات الحل القائمة، وهي السلام الشامل والدائم، القائم على المرجعيات الثلاث، وبما من شأنه استقرار اليمن وسلامته ووحدة أراضيه، والذي يعمل على إنهاء الانقلاب وإنهاء الآثار المترتبة.
كما شددت الأحزاب على سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مليشيا الحوثي وتأكيد حق الدولة الحصري في امتلاك السلاح واحتكار القوة، وإعادة الأموال والممتلكات العامة والخاصة المنهوبة لدى المليشيا، ورفع الحصار عن تعز.
بالإضافة إلى معالجة قضايا المهجرين قسريا من محافظاتهم والكشف عن المخفيين قسريا في معتقلات المليشيات الحوثية وتوقيف المحاكمات الصورية للمواطنين من قبل المليشيات الحوثية وتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم.
وقال الخطاب، إن “السلام الدائم والعادل مطلب اليمنيين وجلّ اهتمامهم، وفقا للمرجعيات المتفق عليها (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216)”.
وأشار إلى أن ذلك “لا يمكن أن يتحقق إلا بمفاوضات يمنية – يمنية برعاية أممية تشارك فيها كل المكونات السياسية ويشارك فيها الشباب والمرأة”.
وجددت الأحزاب تأكيدها دعمها وإشادتها بكل الجهود والمساعي المبذولة من أجل تحقيق السلام الحقيقي بمفهومه الواضح والعادل ودون أي انتقاص من تضحيات اليمنيين الجسيمة وحقوقهم في العدالة والمساواة والمواطنة، وبما يجسد إرادتهم ويصون مكتسباتهم ويلبي طموحاتهم.
ودعت القوى والأحزاب السياسية إلى ضرورة الإسراع في إعلان تشكيل فريق التفاوض الذي يمثل الشرعية بمشاركة كافة القوى السياسية المؤيدة لها.
وأكدت على ضرورة عودة مؤسسات الدولة كافة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وفي مقدمتها مجلس القيادة الرئاسي ومجلس النواب، لممارسة مهامها وتفعيل أجهزة القضاء والنيابة، وتهيئة الأوضاع التي تساعد مؤسسات الدولة على أداء واجباتها ومسؤولياتها على الوجه الأكمل.
واعتبرت أن استقرار قيادات الدولة والمؤسسات خارج اليمن وممارسة مهامهم من خارجها يعد تفريطا بواجب المسؤولية.
انتشال الحوثيين من السقوط
يقول الناشط /ناصر لحجي ان زيارة وفد الحوثيين للسعوديه امر ايجابي اذاكانت تلك الزياره ستؤدي لايقاف الحرب والتخفيف من معاناة اليمنيين واشراك جميع القوى السياسية في تلك المفاوضات على ارضية المرجعيات الثلاث والقرارات الدولية ذات الصلة
ويرى الاستاذ /ناصر ان المفاوضات الحالية جاءت لتخليص الحوثيين من المأزق الذي اوقعوا انفسهم فيه والوعود بتسليم المرتبات الماضية جاءت نتيجة للضغوط الشعبية ضد جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها، نتيجة المطالبات بدفع الرواتب مع توقف الحرب
اذان الضغوط التي تواجه الحوثيين دفعتهم لمحاولة الوصول إلى أي نوع من الاتفاق مع السعودية ودفعتهم لطلب تدخّل الوساطة العمانية لمحاولة الوصول إلى أي نوع من الاتفاق مع السعودية، لمواجهة التحديات التي تواجههم في الوقت الحالي”.
ويرى الاستاذ/هشام احمد .معلم  ان الضغط الشعبي واضرابات المعلمين من أجل الخدمات والرواتب، كان ضاغطاً حقيقياً على الحوثيين ومهدداً لاستقرارهم كسلطة أمر واقع، وبرز على شكل كيانات حقوقية جديدة مثل نادي المعلمين والأكاديميين”.
وأوضح أن هذه العوامل تحد من سلطة الحوثي، والتي كانت تبرر للمواطنين عجزها بأنها تعيش حالة الحرب، والآن مع استمرار الهدنة أصبح الحراك المجتمعي يتصاعد ضدهم بشكل لافت، والذي أدى إلى خلافات على مستوى القيادة لدى الحوثيين وحلفائهم”.
تعقيدات المشهد
ويرى هشام سمير /باحث في مصر  .ان المشهد اليمني معقد جدا ولاتحلحله مجرد لقاء او مفاوضات لابد لليمنيين ان يطرحوا النقاط على الحرف ويحددوا اين المشكلة وباعتقادي ان اساس المشكله هو الإنقلاب الحوثي الذي شرذم البلاد واهلك العباد .الامر مرتبط بجدية المليشيا الحوثية ورضوخها للسلام الحقيقي اما المفاوضات ووضع الجمر تحت الرماد وترحيل المشكلات ماهو الا تعميق لجراح اليمنيين وتعويم المشكلة ويضيف /ان المجتمع الدولي يضغط  باتجاه إنهاء الحرب في اليمن التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية خلال السنوات الماضية، ويرى في مفاوضات الحوثيين والسعودية خطوة مهمة للاتفاق على تسوية الخلاف، وصولاً إلى مفاوضات يمنية ـ يمنية، غير أن تعقيدات الصراع في اليمن وغياب التصور لشكل التسوية يحتاج لنقاشات ومفاوضات عميقة وشاملة وتغييب المكونات الاساسية في المجمع ماهو الا ذر الرماد على العيون لتعود اساس المشكلة من جديد
ويضيف / لابد من وضع تصور واضح لشكل الدولة وكيفية الشراكة في السلطة وإعادة اليمن إلى مسار الاستقرار والتنمية”.واعتقد ان المحادثات ستنجح في تخفيف الضغط الشعبي على الحوثيين وتمكينهم من مفاصل الدولة والاعتراف بهم دوليا واقليميا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى