تقارير ومقابلات

مراكز الحوثي الصيفية..تهديد خطير للثوابت الوطنية والاجيال الصاعدة

الرشادبرس تقرير /صالح يوسف

تعتبر الدورات الطائفية التي تنفذها مليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من ايران تحت مسمى المراكز الصيفية واحدة من أبرز الوسائل التي تساعد الجماعة على استقطاب الأطفال والشباب والزج بهم في جبهات القتال باعتبارها “مغسلة حقيقية لعقول الأطفال” إلى جانب استغلال المدارس النظامية بتغيير المناهج واستغلال ظروف المعلمين.
فالمراكز الصيفية تقع ضمن مشروع سلالي بإشراف إيراني وضعت خططه بداية تأسيس ما يسمى مجلس حكماء آل البيت مطلع الثمانينات.
تعمل على غسل أدمغة الأطفال والشباب وحشوها بالأفكار الحوثية عبر ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي وخطابات زعيمها الحالي عبدالملك الحوثي المشحونة بحديث الكهنوت السلالي، والمستهدفة تحريف عقائد الناشئة وتربية الأجيال على العنف، وتشجيع الشباب للمشاركة في الحروب والقتال، وتفخيخ عقولهم باتهام من يخالف الجماعة ويقف مع مشروع الجمهورية بالخيانة والعمالة لأمريكا واسرائيل وصولا للتكفير.
اهميتها لدى الجماعة
تكتسب المراكز الصيفية أهميتها لدى الجماعة الحوثية من إدراكها بأن اليمنيين بمختلف انتمائاتهم وألوانهم ومناطقهم يرفضون مشروع الحوثي الكهنوتي وعودة الإمامة الظلامية وإن سيطرت مليشياتها على معظم المحافظات بقوة السلاح والتهديد.
لذلك استهدفت فئة الأطفال مابين سن السادسة والثامنة عشر لسهولة تشكيلهم وغرس الأفكار المتطرفة والكهنوتية، وطمس مشروع الجمهورية الذي شيّد مداميكه أحرار اليمن قبل 60 عاماً بثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، وبناء جيل متعصب يؤمن بمشروع الاستبداد وحكم الفرد ، جيل يقدّس السلالة، ولا يؤمن بمشروع الدولة والجمهورية والنضال الوطني، جيل خال من الوعي الثقافي المتحرر الذي لا يستمد وعيه الثقافي من قيمنا الإسلامية العظيمة التي تحث على العدالة والمساواة والحرية.
ولتحقيق هذه الأهداف ترصد المليشيات موازنات ضخمة لتجهيز المراكز الصيفية وتدشينها وأنشطتها،…حيث تشير التقارير أن عام 2021 اعتمدت الجماعة مبلغ تجاوز المليون دولار، وتنشر عناصرها لجمع التبرعات لها في الأحياء والمساجد، وتستخدم منظمات مجتمع مدني وجمعيات خيرية لدعم المراكز الصيفية.
كما أنها تكثف مراكزها وتدفع الأبناء إليها بوسائل عديدة تقع أغلبها في دائرة الترغيب كصرف المساعدات للأسر، وتزويد المشاركين بملابس ومستلزمات، ويقع بعضها في دائرة الترهيب، حيث بلغت آلاف المراكز واستقبلت اكثر من 600الف طالب وطالبة في العام المنصرم بحسب اعلام الجماعة، يخضعون لمدة شهرين لبرامج توعوية طائفية، ودورات تدريبية على القتال وحمل السلاح.إضافة إلى الزام المعلمين للانخراط في تلك الدورات الطائفية كأساس للبقاء في وظائفهم من عدمه.
خطرها على الهويه الوطنية
وبالتالي فإن هذه الدورات الطائفية التي تستغل المراكز الصيفية، تشكل خطرا حقيقياً على الثوابت الوطنية، والعقيدة الصحيحة، وتدمر الهوية اليمنية والفكر الوسطي المعتدل، وتفتت النسيج المجتمعي اليمني المحافظ على قيم السماحة والإخاء والشراكة والتنوع والقبول بالآخر، وتسهم في استمرار تنفيذ مخطط التغيير المذهبي وتعميمه بالقوة.
مناشدات الحكومة المتكررة
تواصل الحكومة الشرعية باستمرار وفي كل موسم تحذيرها من المخاطر الكارثية لإقامة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران مئات المعسكرات في ‎صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت غطاء “المراكز الصيفية”، وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال.
ووصف وزير الإعلام معمر الإرياني، في تغريدات سابقة له على صفحته بموقع تويتر هذا المخطط بالخطير، معتبراً ما تقوم به ميليشيا الحوثي يهدف إلى غسل عقول مئات الآلاف من الأطفال وتحويلهم الى أدوات للقتل ونشر العنف والفوضى والإرهاب في اليمن والمنطقة والعالم، وصناعة جيل من الإرهابيين والمتطرفين.
وأضاف أن “ميليشيا الحوثي تقوم بهذا التصعيد الخطير الذي يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في اليمن وقيم العيش المشترك بين اليمنيين لعقود قادمة”.
وناشد الإرياني كل أب وأم في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي بالحفاظ على أبنائهم وعدم تسليمهم سلعة رخيصة لميليشيا إرهابية لا تكترث بمصيرهم، وتزج بهم وقودا لمعاركها العبثية، وقربانا لتنفيذ أجندة أسيادها في طهران ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة‏.
الاوقاف تدق ناقوس الخطر
حذرت مكاتب الاوقاف والارشاد امس الاربعاء في ست محافظات، من خطر معسكرات الحوثي الصيفية التي افتتحتها باسم المراكز الصيفية للطلاب في مناطق سيطرتها وخطرها على الاطفال و المجتمع اليمني حاضراً ومستقبلا.
ودعا بيان صادر عن اللقاء التشاوري الأول للمدراء العامين لمكاتب الأوقاف والارشاد بمحافظات (مأرب، الجوف، صنعاء، ذمار، عمران وصعدة) المنعقد في مأرب امس الاربعاء أبناء الشعب اليمني وخاصة أولياء الأمور في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى الامتناع عن الدفع بابنائهم إلى هذه المعسكرات حفاظاً على أرواحهم وعقيدتهم وأفكارهم وهويتهم الوطنية.

وقال البيان الذي اكد حقيقة المراكز الصيفية التي تقيمها مليشيا الحوثي للطلاب، انما هي أوكاراً ومعسكرات لتجنيد الأطفال والزج بهم إلى محارق الموت والهلاك في حربها ضد الشعب اليمني وهويته وتنفيذ الاجندة الايرانية بعد ان يتم تسميم وتفخيخ عقول الاطفال وأفكارهم بالكراهية والطائفية المقيتة”.
واضاف البيان ” ان مخرجات المراكز الحوثية والدورات الطائفية خلال السنوات السابقة حولت الاطفال والشباب إلى قاتلين أو مقتولين ومتطرفين”.. مدللاً بتكرار حوادث قتل الأولاد لأبائهم وأمهاتهم وأقاربهم عشرات المرات في المناطق التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي حتى باتت ظاهرة لافتة تعكس مدى خطورة المفاهيم والقيم والافكار المتطرفة والطائفية التي تغسل بها عقول الاطفال وثقافة الكراهية والقتل والموت التي تغرس في نفوسهم وعقولهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى