تقارير ومقابلات

مرض الحصبة في اليمن ..ارقام صادمة ومعاناة انسانية بحاجة لإستجابة عاجلة

الرشاد برس | تقرير/صالح يوسف على مدى الاشهرالماضية وخاصة في النصف الاول من هذا العام 2023م ارتفع عدد الأطفال المصابين بالحصبة في عدة محافظات والذين أُدخلوا إلى المستشفيات والمراكز الصحية .
وفي عام 2022 ارتفعت الاصابات بالحصبة وشلل الأطفال وسوء التغذيه وكلها متلازمات تتعلق بسوء التغذية. فسوء التغذية يسبب ضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين لم يتلقوا اللقاحات، أكثر عرضة للإصابة بالحصبة وتأثيرها الفتاك
وقد دقت المنظمات الطبية ناقوس الخطر في هذا الإطار وافردت على صفحاتها تحذيرات ودعوات من تنامي وانتشار هذه الامراض في معظم مناطق الجمهورية خاصة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثيه
ارقام مرعبة
وفي هذا الصدد أعلن تقريرصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) وفاة 259 طفلاً يمنياً وإصابة نحو 26 ألفاً بمرض الحصبة هذا العام، واتهم منفذي حملات التضليل ضد اللقاحات، ومن يمنعون حملات التوعية والتطعيم في مناطق سيطرة الحوثيين بالمساهمة في تفشي المرض.
وأورد التقرير: “توفي 259 شخصاً بالحصبة في جميع محافظات اليمن، وجرى الإبلاغ عن 25.935 حالة ي، منها 1406 مؤكدة مخبرياً حتى 22 يونيو/ حزيران”. وزاد ذلك بنسبة أكثر من 96 في المائة من عدد الحالات التي جرى الإبلاغ عنها عام 2022، لذا نحذّر من عدم حصول استجابة فعّالة وسريعة ضد المرض”.
وأوضح التقرير أن “توفير جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة كان سيمنع الوضع المتدهور السائد، علماً أن 88 في المائة من الأطفال الذين أصيبوا بالحصبة لم يتلقوا أي جرعة لقاح”.
ويشير خبراء صحيون إلى أنه يمكن باستخدام لقاحات الوقاية من أمراض الحصبة وشلل الأطفال وأخرى تتفشى في اليمن الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم في ظل حاجة ثلثي السكان (21 مليوناً) لمساعدات.
تراجع عملية التطعيم
وذكر التقرير الأممي أن “انخفاض عمليات التطعيم زاد من انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض. ويعتبر التردد في التطعيم المرتبط بحملات تضليل كثيف عاملاً مهماً في خلق عراقيل مؤثرة أمام التطعيم. وقد انخفضت تغطية التطعيم الروتيني عام 2023، وبلغت نسبتها 69 في المائة بحسب الهدف المحدد لمكافحة الحصبة حتى نهاية إبريل/نيسان الماضي”.
وتحدث التقرير أيضاً عن أن “ارتفاع معدلات سوء التغذية خلق ظروفاً مواتية لانتشار الحصبة بشكل أكبر حجماً وجعل إصاباتها أكثر شدة، ما زاد الوفيات بين الأطفال”.
وأعلنت الأمم المتحدة أنه من المقرر إجراء حملة تلقيح ضد تفشي مرض الحصبة في الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بمشاركة كثيفة من سلطات جماعة الحوثي لتغطية جميع المحافظات، واستهداف 5.7 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً.
وفي منتصف إبريل/نيسان، أعلنت الأمم المتحدة وفاة 77 طفلاً وإصابة أكثر من 9 آلاف بمرض الحصبة في اليمن، علماً أن منظمة الصحة العالمية أكدت في 19 مارس/آذار الماضي تفشي الحصبة وشلل الأطفال في هذا البلد.
ويرى الدكتور /شكري فاهم ..لحج ان ضعف عمليات التطعيم جاء نتيجة لتأخر عمليات الإستجابة الإنسانية وعدم توفر اللقاحات في وقتها المناسب ويضيف الدكتور/ شكري وهناك اسباب اخرى في ضعف عمليات التطعيم منها تراخي اوليا الامور في متابعة حملات التطعيم والمراكز الصحية واما في مناطق سيطرة الحوثيين فان الامر اصعب وانكى حيث تعرقل المليشيا الحوثية عمليات التطعيم وتاخذ جبايات واتاوات جراء موافقتها لدخول اللقاحات الى المستشفيات والمراكز الصحية
قلق اممي
وكانت الصحة العالمية فد اعلنت رصدها 413 حالة وفاة بالحصبة في اليمن، ونحو 34 ألف إصابة بالمرض ذاته خلال 7 أشهر.
وأعربت المنظَّمة الأممية في بيان لها، عن قلقها إزاء “ازدياد الحالات المُصابة بالحصبة والحصبة الألمانية بين أطفال اليمن”.
وبلغ عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية يوليو/تموز الماضي، 34 ألفا و300 حالة، وفق البيان.
وأوضح البيان أنَّ حالات الوفاة المسجلة في العام الجاري بلغت 413 وفاة، مقارنة بنحو 27 ألف إصابة و220 وفاة في 2022.
وتأتي الزيادة في حالات هذا العام، في سياق التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح وظروف المخيمات في اليمن.
كما يعود السبب في ذلك إلى “النظام الصحي المرهق في اليمن، وانخفاض معدلات التطعيم في ظل انعدام القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الأطفال خلال حملات التطعيم”.
وأشار البيان إلى أن المنظمة العالمية تعمل مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية والشركاء لزيادة الدعم لتدخلات التطعيم الروتينية.
معاناة مستمرة
يقول الدكتور /م.ن.و مديرية عبس ..محافظة حجة لقد لاحظنا هذا العام ارتفاعا غير مسبوق في حالات الحصبة وسوء التغذية لا يمكن، فقد تضاعف عدد الحالات ثلاث مرات تقريبًا…
ويؤكد ان الحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان. ويؤثر في الغالب على الأطفال دون سن الخامسة وهو خطير بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة. وعلى الرغم من أنه مرض يحتمل أن يكون مميتًا، إلا الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات.
ويضيف /ان الظروف الاقتصادية التي فاقمتها سنوات من الحرب ، تجعل من الصعب للغاية على الناس في المناطق النائية دفع ثمن الوقود أو المواصلات لنقل أطفالهم إلى المستشفى عند الحاجة. ومما يزيد الأمر سوءًا عدم وجود حملات تطعيم، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامّة التي تعمل بفعالية وميسورة التكلفة، مما يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم.
ونتيجة لذلك، غالبًا ما يصل المرضى إلى المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود وهم يعانون من مضاعفات، بما في ذلك الحصبة في مرحلة متقدمة، والتي كان من الممكن تجنبها من خلال الرعاية الوقائية مثل التطعيم أو بالوصول إلى الرعاية الطبية في الوقت المناسب.
وفي حين يصعب تحديد جميع العوامل التي تفاقم التحديات فيما يخص التصدّي للحصبة والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، من الواضح أن الفجوات الرئيسية في التطعيم الدوري ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دورًا رئيسيًا في الارتفاع الكبير في عدد المرضى المصابين بالحصبة الذين نستقبلهم في عياداتنا. تقول مريم عن ابنتها هدى التي دخل مستشفى مستبا  في محافظة حجة، “كانت ابنتي هدى تعاني من آلام في الحلق وحمى شديدة واحمرار في العينين، ثم ظهر على جسده طفح جلدي أحمر متبقع وتضيف، “عندما أخذتها للمركز الصحي قال الدكتور المتاوب انها تعاني من الحصبة ولابد من اسعافها الى مدينة حجة وتضيف الام مريم نحن لانملك شي لارسوم علاج لاتكاليف تنقل ولا اقامة في مدينة حجة تظافر الجهود
تتطلب معالجة هذه الأزمة الصحية الخطيرة استجابة شاملة ومنسقة. ولحماية الأطفال اليمنيين من خطر الحصبة، من الضروري تعزيز التدابير الوقائية والمشاركة المجتمعية بالتوازي مع علاج المرضى.
لذلك، ينبغي على السلطات المحليّة، إلى جانب الجهات الإنسانية والصحية الفاعلة في اليمن، ضمان توفر اللقاحات في المرافق الصحية، وزيادة إمكانية وصول المرضى إلى مرافق الرعاية الصحية العامة وتمكينها، وتحسين مسارات الإحالة وتقوية الوعي الصحي المجتمعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى