منوعات

غزة : مجازر مستمرة ومجاعة تفتك بالأطفال

الرشاد برس ــــ عــــــربـــــــــــــــــــــــــــــــي
استُشهد 21 فلسطينياً على الأقل منذ فجر اليوم الأربعاء، جراء سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متعددة في قطاع غزة، في وقت وجّه فيه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي للتدخل لوقف ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية” المتفاقمة في القطاع المحاصر، حيث يواجه سكانه خطر الموت الجماعي جوعاً نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر ومنع إدخال المواد الغذائية الأساسية.
مجازر متواصلة
شنت قوات الاحتلال منذ ساعات الفجر الأولى عدداً من الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، طالت منازل مدنيين وخيام نازحين. وأفادت مصادر طبية باستشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم طفلة، وإصابة آخرين، في قصف استهدف منزلاً في جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي قصف آخر شنته المروحيات الحربية الإسرائيلية على منزل في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، أُصيب عدد من المواطنين بجروح متفاوتة.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 12 مواطناً استُشهدوا في قصف ثلاثة منازل بمخيم النصيرات، حيث استُشهد ستة منهم في منزل يعود لعائلة أبو جريبان، وثلاثة آخرون من عائلة حمدان، إضافة إلى ثلاثة شهداء من عائلة واحدة (أب وأم وطفلهما) في منطقة السوارحة.
وفي جباليا شمال القطاع، استُشهد ثلاثة مواطنين، بينهم طفلتان، جراء قصف استهدف منزلاً سكنياً، بينما استُشهد صياد فلسطيني إثر إطلاق النار عليه من قبل زوارق الاحتلال الحربية قبالة شاطئ مدينة غزة.
كما استُشهد مواطن في بلدة بني سهيلا جراء استهداف منزل يؤوي نازحين، بينما استُشهد آخر من ذوي الإعاقة نتيجة قصف منزل في حي الزيتون بمدينة غزة، فيما توفي مواطن متأثراً بجراحه التي أصيب بها في وقت سابق في مخيم البريج.
ووفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع في الشهر الماضي إلى 2,273 شهيداً على الأقل.
دعوة دولية لوقف الانهيار الإنساني
في هذا السياق، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في غزة، محذراً من أن الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ تسعة أسابيع قد يؤدي إلى انهيار تام للمنظومة الإغاثية.
وقال تورك في بيان رسمي: “إن استخدام التجويع كوسيلة حرب يشكّل جريمة حرب، وكذلك الأمر بالنسبة للعقاب الجماعي”، في إشارة إلى ما تبرّره إسرائيل من فرض الحصار كتكتيك للضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى.
مجاعة تفتك بالأطفال
أدت أكثر من 60 يوماً من الحصار الإسرائيلي الخانق إلى وضع كارثي غير مسبوق في قطاع غزة، حيث بات 2.4 مليون فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعاً، بينهم أكثر من مليون طفل يعانون من الجوع المزمن يومياً.
وسجلت المراكز الطبية ما لا يقل عن 65 ألف إصابة بسوء تغذية حاد، نُقل أصحابها إلى ما تبقى من المستشفيات شبه المدمرة. وحتى الجمعة الماضية، توفي 50 طفلاً جراء الجوع، كان آخرهم الطفل عدي فادي أحمد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح.
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة –أي كل أطفال غزة من هذه الفئة– باتوا على شفا الموت بسبب سوء التغذية، بالتوازي مع معاناة أمهاتهم.
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، ارتفعت نسبة الأطفال الذين يتلقون علاجاً من سوء التغذية بنسبة 80% مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي.
كما أن 92% من الأطفال الرضع (بين 6 أشهر وسنتين) لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية، مما يهدد صحتهم مدى الحياة. في الوقت ذاته، لم يعد 65% من سكان القطاع قادرين على الحصول على مياه صالحة للشرب أو الطهي، بحسب منظمات إغاثة دولية.
إبادة مستمرة
تواصل إسرائيل حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، متجاهلة الاتفاقات الدولية، وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي. ووفق وزارة الصحة في القطاع، فقد بلغ عدد الشهداء منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 52 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى 118 ألفاً.
المصدر: الأناضول +صحافة فلسطينية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى