عربية

مستوطنون يقتحمون ساحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال

الرشاد برس ــــ عربي

اقتحمت عناصر من شرطة الإحتلال الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.
وأخلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين قبيل اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحاته، والذي استمر لنحو ثلاث ساعات ونصف قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد.
وخلال اقتحام المسجد الأقصى، اندلعت اشتباكات محدودة بين مصلين وشرطة الاحتلال، أطلقت فيها الأخيرة الرصاص المطاطي.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال حاصرت ما تبقى من مصلين داخل المصلى القبلي، كما حاصرت النساء داخل مصلى قبة الصخرة.
واعتدت قوات إسرائيلية بالضرب على عدد من المرابطات في المسجد الأقصى، كما أبعدت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري عن باحات الأقصى المبارك وأبوابه.
وفجر اليوم، فرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى الأقصى لأداء صلاة الفجر، كما انتشرت بشكل واسع على بوابات المسجد المبارك لمنع المصلين من العودة والدخول إليه مجددا
في المقابل، قامت مجموعة من المرابطين بالبقاء داخل المسجد القبلي لمنع اقتحامه، كما تحاول طوال الوقت الدق على أبواب ونوافذ المسجد، في محاولة لإرباك وإزعاج المستوطنين وجنود الاحتلال المنتشرين داخل باحات المسجد الأقصى.
وقد أطلقت قوات إسرائيلية قنابل الصوت والغاز داخل المسجد القبلي بالأقصى، لإسكات أصوات الطرق، كما اعتلى أفراد من شرطة الاحتلال سطح المسجد القبلي.
كما أدى آلاف من اليهود صلوات وطقوسا يهودية، عند حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك.
وأبدى خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، خشيته من أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بإدخال القرابين إلى المسجد غداً الخميس.
وقال صبري إن الحكومة الإسرائيلية حكومة هشة تلبي مطالب المتطرفين على حساب المسلمين والأقصى.
في المقابل، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن ما أسماها المزاعم بشأن إدخال قرابين إلى المسجد الأقصى كاذبة تماما ولا أساس لها.
 
ويقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي، منذ الأحد الماضي، بالتزامن مع ما يسميه اليهود عيد الفصح الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر حتى الخميس.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن القيادة السياسية والأمنية قررت إغلاق المسجد الأقصى أمام دخول اليهود، ولكن ابتداء من يوم الجمعة المقبل الذي يتزامن مع انتهاء الاحتفال بعيد الفصح، وحتى نهاية شهر رمضان.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن القرار جاء بعد مشاورات أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينيت على خلفية احتدام التوتر وفي محاولة لنزع فتيل الانفجار.
وبحسب القرار، لن يُسمح بدخول اليهود في الفترات الزمنية التي خصصتها لهم السلطات الإسرائيلية على مدار أيام الأسبوع من الأحد حتى الخميس، علما أنه يُحظر عليهم دينيا الدخول في يومي الجمعة والسبت.
من جهة أخرى، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ‏الشرطة الإسرائيلية استدعت مسؤولي مسيرة الأعلام وأبلغتهم رفضها تأمين المسيرة بعد تهديد حركة حماس.
وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى بعد انتهاء اقتحام عدد من المتطرفين لباحات المسجد في عيد الفصح اليهودي، وذلك للمرة الثالثة خلال 3 أيام.
وفي مدينة الخليل، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين لليوم الثالث على التوالي، والسماح لعشرات اليهود بأداء طقوسهم الدينية في ساحاته بحجة الأعياد اليهودية.
كما شدد الاحتلال من إجراءاته العسكرية داخل البلدة القديمة في الخليل وأغلق عددا من الشوارع المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي.
وقالت وزارة الأوقاف الإسلامية في الخليل إن سلطات الاحتلال أغلقت المسجد الإبراهيمي نهائيا أمام الفلسطينيين الاثنين والثلاثاء، ومنعت رفع الأذان عبر مكبراته، وسمحت للمستوطنين باستخدام الجزء الخاص بالمسلمين لأداء طقوس دينية والاحتفال داخله بالعيد.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء اعتقال 5 فلسطينيين في الخليل وبيت لحم ومخيم بلاطة وشرق نابلس.
وكان أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل قرية بُرقة شمالي نابلس.
واندلعت المواجهات عندما قمع الاحتلال فلسطينيين كانوا يحتجون على تأمين جيش الاحتلال وصول حافلات المستوطنين إلى أطلال البؤرة الاستيطانية حومش التي أخلتها الحكومة الإسرائيلية عام 2005.
من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بالسعي للتقسيم المكاني والزماني للأقصى.
كما دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الاستنفار والاحتشاد لوقف انتهاكات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل.
واعتبرت الحركة إغلاق سلطات الاحتلال للمسجد أمام المصلين لإقامة حفل غنائي انتهاكا خطيرا للمقدسات الإسلامية واستفزازا لمشاعر المسلمين.
كما دعا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، القائمة الموحدة، وهي الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية، إلى الانسحاب الفوري من الحكومة الإسرائيلية.
وكان الشيخ رائد صلاح وصل إلى المسجد الأقصى عقب اقتحامات نفذها المستوطنون صباح أمس تحت حماية مكثفة من شرطة الاحتلال.
وطالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بالتصرف لوقف العدوان على الفلسطينيين في المسجد الأقصى والحرم الشريف فورا.
كما طالب مجلسَ الأمن بتوفير حماية دولية للسكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
في سياق موازٍ، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالجهود المتعقلة والمسؤولة -حسب تعبيره- التي تبذلها إسرائيل للحفاظ على حرية العبادة لكافة الأديان في القدس.
وأضاف بيان صدر عن مكتب وزير الخارجية الإٍسرائيلي أن الوزير بلينكن هاتف الوزير لبيد، وأن هذا الأخير أكد أهمية أعياد البيسَح اليهودي والفصح المسيحي وشهر رمضان.
وقد أبلغ لبيد، الوزيرَ بلينكن أن إسرائيل لن تكون مستعدة للتسليم بالدعوات المؤيدة للعنف، وأكد ضرورة توفر دعم دولي من أجل إعادة الهدوء إلى القدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى