مسيرات أوكرانية تقصف أهدافا بالعمق الروسي
الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي
قصف القوات الأوكرانية قاعدتين عسكريتين على بعد مئات الأميال داخل روسيا باستخدام طائرات مسيرة، في حين أكدت السلطات الأوكرانية تعرض مناطق عديدة في البلاد لقصف صاروخي روسي مكثف.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أوكراني قوله إن جيش بلاده استخدم طائرات مسيرة لضرب قاعدتين في قلب روسيا، وقالت الصحيفة إن الطائرات المسيرة انطلقت من أراض أوكرانية فدمرت طائرتين على الأقل في إحدى القاعدتين الروسيتين وألحقت أضرارا بعدة طائرات أخرى.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت إن دفاعاتها الجوية تصدت لهجوم أوكراني على مطارين عسكريين في وسط وجنوب البلاد، باستخدام مسيّرات سوفياتية الصنع.
وفي الأثناء، قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن مناطق كييف وخيرسون وزاباروجيا وميكولايف تعرضت لقصف روسي بوابل من الصواريخ من البحر الأسود وبحر قزوين، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وقالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت 60 صاروخا من بين أكثر من 70 أطلقتها القوات الروسية أمس، بينما أوضحت الإدارة الإقليمية العسكرية للعاصمة كييف أنه تم تدمير 9 صواريخ من أصل 10 أطلقت على العاصمة.
كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات الدفاع الجوي أسقطت معظم الصواريخ الروسية التي استهدفت العديد من المقاطعات الأوكرانية، وأوضح أن الكهرباء ستعود تدريجيا إلى المناطق التي قطعت عنها بسبب القصف الروسي.
من جانبه، قال رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في كييف أوليكسيه كوليبا إن أحد مواقع البنية التحتية في العاصمة الأوكرانية أصيب في الضربة الصاروخية الروسية، وأكد أن 40% من منطقة كييف باتت دون كهرباء.
وأوضح أن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريبا ستظل بلا كهرباء في الأيام المقبلة بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة.
في المقابل، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مدينة دونيتسك إن 4 أشخاص قتلوا في قصف صاروخي استهدف وسط المدينة.
وأضافت المصادر أن المدينة تعرضت لقصف صاروخي مكثف مصدره مواقع الجيش الأوكراني في تونينكا الواقعة قرب أفدييفكا شمال دونيتسك، وأن أحد الصواريخ سقط قرب مستشفى وسط المدينة، بينما استهدف صاروخ آخر مركزا تجاريا.
هذا وقد نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود أي حديث عن تخلي روسيا عن سيطرتها على محطة زاباروجيا للطاقة النووية أو نقلها لطرف ثالث.
واعتبرت زاخاروفا في تصريحات صحفية أن المحطة تقع على الأراضي الروسية وتديرها روسيا بالكامل، وهي الوحيدة القادرة على ضمان سلامتها المادية والنووية، وفق تعبيرها.
سياسيا، دان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا ووصفها بالوحشية.
وأكد أوستن في اتصال مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا لمواجهة الحرب الروسية عليها.
وقال البنتاغون في بيان إن أوستن جدد التأكيد على أن الدفاع الجوي يمثل أولوية قصوى في جهود المساعدات الأميركية لأوكرانيا، “وهذا ما تظهره التعهدات الأخيرة بتزويد أوكرانيا بذخائر إضافية لأنظمة صواريخ أرض جو المتقدمة “ناسامز” (NASAMS)، إضافة لأنظمة مواجهة المسيرات”.
وفي السياق، شدد مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن حل النزاع الدائر في الأراضي الأوكرانية يتطلب حتما تقديم “ضمانات أمنية لأوكرانيا”، أما بالنسبة إلى ضمانات مماثلة لروسيا فمسألة “تُبحث لاحقا”.
ويأتي موقف بوريل إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحدث فيها عن استعداده لتقديم ضمانات أمنية لموسكو.
وقال بوريل خلال ندوة نظمها معهد جاك ديلور الأوروبي إن “الخروج من الحرب يجب أن يكون باحترام الشرعية الدولية”، موضحا أن هذا الأمر يتطلب تسديد موسكو تعويضات مالية والبت قضائيا في جرائم الحرب وانسحاب القوات الروسية وتقديم “ضمانات أمنية لأوكرانيا”.
وكان ماكرون أوضح السبت أنه بحث لساعات عدة مع نظيره الأميركي جو بايدن في “هيكلية أمنية” للمستقبل، مشيرا إلى ضرورة توفير “ضمانات أمنية لروسيا حين تعود إلى طاولة” المفاوضات.