مفاوضات بلا نتائج.. والمليشيا تهدرفرصة جديدة للسلام
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر
انتهت جولة مفاوضات مسقط مساء امس بين وفدي الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإنقلابية بشأن الأسرى والمختطفين بلا نتائج تذكر
وقال مصدر مسؤول في الوفد التفاوضي للحكومة الشرعية إنه رغم “الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة التاسعة وتحقيق بعض الاختراقات والتفاهمات إلا أن مليشيات الحوثي عادت لابتكار عراقيل جديدة، وأصرت على إفشال إجراء أي صفقة تبادل في هذه الجولة”.
وبعد ساعات من انتهاء مفاوضات مسقط.. تتراجع المليشيا بخصوص اتفاقها مع الحكومة الشرعية.بشأن الطائرات المحتجزة.
وفي بيان صدر مساء امس عن ما تُسمى بـ”إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية المركز الرئيسي بصنعاء”، أعلنت الميليشياأنها “لن تعترف بأي مجلس إدارة للشركة لا يمارس مهامه من العاصمة صنعاء”، معتبرة أن أي إدارة للشركة تعمل خارج صنعاء غير قانونية.
وبذلك تكون اختتمت جلسات الحوار في العاصمة مسقط دون تحقيق أي إنجاز حقيقي يساعد في تذليل العراقيل في طريق عملية السلام أو إحداث اختراق حقيقي في ملف الأسرى والمختطفين كملف انساني في المرتبة الأولى ، وكان الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات اكثر جدية ووضوحا حيث انتهج مبدأ الكل مقابل الكل كأساس لهذا الملف والجميع يعلم ان كل تجارب السنوات الماضية في المفاوضات مع المليشيات الحوثية باءت بالفشل ، وكل جولة جديدة هي فرصة يجدها الانقلابيون لزيادة الضريبة التي يتحملها البلد أرضاً وإنساناً جراء ممارساتهم المقيتة، وجراء سعيهم الحثيث للعودة بالتاريخ إلى الوراء
إهدار فرص السلام
وكعادتها تفشل المليشيا كل فرص جديدة وجدية للسلام بوضع العراقيل والشروط التعجيزية فقد كان الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات اكثر جدية ووضوحا حيث انتهج مبدأ الكل مقابل الكل كأساس لهذا الملف والجميع يعلم ان كل تجارب السنوات الماضية في المفاوضات مع المليشيات الحوثية بائت بالفشل ، وكل جولة جديدة هي فرصة يجدها الانقلابيون لزيادة الضريبة التي يتحملها البلد أرضاً وإنساناً جراء ممارساتهم المقيتة، وجراء سعيهم الحثيث للعودة بالتاريخ إلى الوراء
يقول الكاتب موسى المقطري /صار من المُسَلَّمات اليوم قولنا أن جماعة الحوثي الإرهابية أهدرت كل الفرص المتاحة أمامها للالتحاق بركب السلام والتخلي عن خيار القوة المسلحة لفرض أمر واقع رفضه ولازال يرفضه اليمنيون ، وفي كل جولة مفاوضات ما إن تكاد أن تنجح حتى نعود لنقطة البداية بفعل تعنتهم وفرضهم شروط جديدة يعلمون حق العلم إنها لن تتحقق لهم ، لكنها تُفْشِل جهود السلام وتُوصِل المفاوضات إلى طريق مسدود ، والنتيجة الطبيعية استمرار الانقلاب والحرب
ويضيف الكاتب /انه ماتم خلال كل جولات المفاوضات السابقة في جنيف1 وجنيف2 والكويت وستوكهولم واخيراً في مسقط يجعل أي مفاوضات جديدة هي ضياع للوقت والجهد ، ومن تمام التقدير عدم التعويل على أي نتائج استناداً لكل التجارب السابقة مع الانقلابيين ، وإعادة تشكيل القناعات بهذا الشأن ، وتفويت كل الفرص التي يستغلها الانقلابيون لإطالة عمر انقلابهم دون أن يتقدموا ولو خطوة واحدة في بناء السلام وعودة البلد لحالة التعايش بين جميع القوى والمكونات دون تمييزٍ ولا تطييف .
ويرى /انه وبعد أن أهدر الانقلابيّون فرصة أخرى للسلام في مسقط فإنه حريّ بنا الإدراك أن السبيل الأنسب لاستعادة الشرعية هو توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وبناء القدرات فيهما ، والسير بخطوات جادة في دعم وإصلاح مؤسسة الشرعية ، بالتوازي مع العمل السياسي والدبلوماسي داخلياً وخارجياً لتعرية الانقلاب وأهله ، ورفع أي غطاء سياسي يحاولون الاستفادة منه تحت مبرر الشأن الانساني فيما هم بعيدون كل البعد عن الإهتمام بهذا الملف أو النظر إليه ، ومن شأن كل هذه الخطوات تضييق الخناق عليهم وإجبارهم على الرضوخ لمقررات السلام أو السير في استكمال التحرير واسقاط ماتبقى من الانقلاب عسكرياً .
تعثر متواصل
هناك قائمة طويلة من اللقاءات والمفاوضات بين الجانبين كانت نتيجتها الفشل بسبب تنصل المليشيا عن التزاماتها وكانت اولى اللقاءت بين ممثلي الحكومة والمليشيا في ستوكهولم عقد المبعوث الأممي لليمن حينها، مارتن غريفيث، أول اجتماع مباشر بين رئيس وفدي الحكومة والمليشيا تبادلا خلاله قوائم الأسرى والمعتقلين، والتي قيل حينها، وفق تصريحات لأحد الجانبين، إنها شملت أكثر من 15 ألف أسير من الجانبين، على أساس أن قوائم أسرى الحوثيين شملت 7587 أسيرا، بينما شملت قوائم أسرى الحكومة 8576 أسيرا، وتم تحديد مدينتي صنعاء وسيئون لتبادل الأسرى. وأوضح أحد المصادر أن فترة تنفيذ بنود الاتفاق كلها ستستمر 48 يوما؛ إلا أن المليشيا تراجعت عن هذا الإتفاق.
وتواصلت جولات المفاوضات بين الطرفين بناء على هذا الاتفاق؛ فعقدت جولة في شباط/فبراير عام 2019 في عمّان، ولم تنته الاجتماعات باتفاق لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم، ومن ثم عُقدت جولة ثالثة في عمّان في شباط/فبراير عام 2020 وشهدت خلافات بشأن قوائم المحتجزين، وانتهت بالاتفاق على الإفراج عن 1420 سجينا. ونص الاتفاق على أن تطلق الحكومة سراح 700 سجين ومعتقل من الحوثيين، مقابل إطلاق الحوثيين سراح 400 سجين ومعتقل، بالإضافة إلى 15 أسيرا سعوديا وأربعة سودانيين. «وباتفاق منفصل، تعهدت الحكومة بإطلاق سراح 200 سجين ومعتقل مقابل إفراج الحوثيين عن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، ومئة سجين آخرين
وعُقدت الجولة الرابعة من المفاوضات في جنيف في أيلول/سبتمبر 2020 فقد «أكد المفاوضون التزامهم بمخرجات الجولة الثالثة من المفاوضات، واتفقوا على تقسيم التبادل على مرحلتين: في المرحلة الأولى، تخلي الحكومة سراح 681 سجينا مقابل إفراج الحوثيين عن 400 سجين ـ من بينهم المعتقلون السعوديون والسودانيون ـ وفي المرحلة الثانية، يفرج عن باقي المتفق على إخلاء سبيلهم في شباط/فبراير 2020 والبالغ عددهم 301 من بينهم شقيق هادي، ناصر».
وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2020 تبادلت الحكومة المعترف بها دوليًا والمليشيا الارهابية 1056 سجينًا كجزء من اتفاقية ستوكهولم المبرمة بين الطرفين في كانون الأول/ديسمبر 2018 وكانت هذه أكبر صفقة لتبادل الأسرى تم الاتفاق عليها وتنفيذها.وبعد مماطلة وافقت المليشيا
الجولة الخامسة من المفاوضات استضافتها العاصمة الأردنية عمّان؛ واستمرت الاجتماعات من تاريخ 24 كانون الثاني/يناير حتى 21 شباط/ فبراير 2021 بعد تمديدها أملاً في الوصول إلى اتفاق لتنفيذ اتفاق عمان 3. وانتهت المفاوضات من دون التوصل إلى أي اتفاق بسبب تراجع المليشيا عن التزاماتها السابقة
وفي أواخر تموز/يوليو وأوائل آب/أغسطس عام 2022 عقدت مفاوضات الجولة السادسة في عمّان، وأعلن مكتب المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، أن الأطراف اتفقت على تحديث قوائم المحتجزين وتوحيدها، وتسهيل زيارة اللجنة الدولية للتحقق من هويات المحتجزين، متوقعًا أن تجتمع الأطراف خلال أسابيع لاستكمال مباحثاتها بشأن قوائم المحتجزين. وبعبارة أخرى كان الفشل حليف الجولة السادسة والسبب نعنت المليشيا وفرضها شروطا تعجيزية وقوائم جديدة.
وكان الجانبان قد وقعا اتفاقا برعاية دولية في مارس/آذار 2022 لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين. غير أن عملية الإفراج تعثرت بسبب تصعيد المليشيا في جبهات تعز ومأرب
تفاؤل حذر
والسؤال المطروح على خشبة المآسي هل ستعقد جولات اخرى بعد هذه الجولة وهل سيكتب لها النجاح ؟ام ان مصيرها التعثر مثل المفاوضات السابقة ؟
يرى الاستاذ /ناصر السعيدي ان هذه الجولة رغم تعثرها لكنها جاءت في ظل متغيرات محلية واقليمية جديدة فبعد ان تم الإتفاق على فتح الطرقات وبروز المتغيرات الإقتصادية الجديدة وممارسة البنك المركزي في عدن لصلاحياته وتأجيج الوضع الداخلي بسبب قطع المليشيا للمرتبات والحالة الإقتصادية المزرية كل هذه العوامل الداخلية اثرت وبشكل إيجابي نحو هرولة المليشيا الى مفاوضات الأسرى رغم تبنيها العراقيل .
ويضيف /لسنا ببعيد عن مايحدث في الإقليم من تطورات متسارعة في غزة ولبنان والخليج والوضع الدولي العام الذي ضاق ذرعا بتصرفات وعربدة المليشبا الحوثية في المنطقة
كل تلك العوامل تؤكد ان المليشيا ستذهب في نهاية المطاف الى مفاوضات جدية مرغمة عليها
ويؤكد الاستاذ /ناصر ان المواطن البسيط ينظر لهذه المفاوضات بعيد الحذر الشديد لان المليشبا تتنصل دوما من استحقاقات السلام ومن كل الإتفاقات وهو مااكده الموقف الحوثي من مفاوضات مسقط امس