مقاومة الحوثي انتصار للحق والحرية
بقلم / أحمد المقرمي
عشر سنواتٍ في مواجهة مشروع الضلال والظلام الحوثي، استدعى فيها الحوثيون كل ما خلّفه جدهم يحيى الرسي، ومن لحق به من أئمتهم، من خرافات ومزاعم.
يزعم الحوثيون اليوم ـ زُورًا وبُهتانًا ـ أنهم يقودون مسيرة قرآنية، فيما أفعالهم وطروحاتهم تسخر من القرآن، حتى قال قائلهم فريةً عظيمة: “إن القرآن يعظّم الشيطان أكثر مما يعظّم الله!”، وهي فرية فاجرة من ضالٍّ بليد، يقوم مشروعهم على الخرافات.
عشر سنواتٍ عجاف، والشعب اليمني في قلب المواجهة لهذا المشروع الظلامي الضال، فقد فيها الشعب والوطن كثيرًا من مقومات الحياة المادية؛ لكنه لم يفقد الكرامة، ولم يتخلَّ عن الشرف، ولن يتخلى عن العقيدة والهوية، ولن يتراجع عن المواجهة حتى تحقيق أهدافه العظيمة.
لقد راود الشيطانُ المشروع الحوثي، فاستجاب الحوثي لتلك المراودة بفسقٍ فاجر، بل وتقبلها بسرور، فكانت النتيجة استباحة الدماء والأموال، وهدم المساجد ودور القرآن، ومع هذا يزعم أنه يقود مسيرة قرآنية، ويدّعي أنه من سلالة بيت النبوة! لكن… أليس أبا لهب عمَّ الرسول الكريم؟ فماذا ينفع النسبُ ضالًّا مضلًّا؟
المنتسبون ـ اليوم ـ لهذا النسب، جنى عليهم الحوثي جناية كبيرة، بما ينعكس عليهم بسببه، وهم أولى الناس بدحض خرافات الحوثي وضلالاته.
من قبل، راود الشيطان عبدَ الرحمن بن ملجم لقتل الصحابي العظيم علي بن أبي طالب، فنفذ الفاتكُ بغيَه، ولكن الغريب أنك لا تسمع لأحدٍ من الشيعة مَن يشتمه أو يسبّه، بينما راحوا يبحثون عن خرافات ومزاعم لسبِّ الخلفاء الراشدين. بل إن بعض فرقهم سارعت لتبرير الجريمة، بزعم أنها خلّصت اللاهوت من الناسوت، وهم بذلك يمجّدون جريمة ابن ملجم، وصمتُ الفرق الباقية عن ابن ملجم لا يعني إلا الموافقة للفرقة التي تمجّده، وأقلُّ ما يُقال في ذلك أنها تخدم مخطط استرجاع وثنية فارس لمجدها الزائل، من خلال الفتن التي يريد هذا المشروع الظلامي إثارتها، لممارسة الهدم للأمة من الداخل.
لسنا هنا بصدد التفصيل لهذه المرامي أو تلك المخططات، فهي تتكشف من خلال أفعال منتسبيها، ومن خلال أقوالهم. وبالتالي، فإن مواجهة مشروع الضلال والظلام باتت فرضًا لازمًا، وواجبًا مفروضًا على كل أحرار اليمن، لتخليص الشعب والوطن من هذا الظلم، ومن كل الخرافات.
إن مواجهة مشروع الضلال الحوثي، ومقاومته، ليست لمجرد خلاف ثانوي أو قضايا جانبية، وإنما هي مواجهة من أجل الانتصار للحق والحرية والعدالة… الانتصار للهوية والعقيدة، والانتصار للثورة والجمهورية.