مناورات لحلف الناتو لتقييم قدرات الرد السريع في مواجهة الهجمات الروسية
الرشادبرس/دولي
بدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو” في وسط أوروبا الشرقية أكبر مناوراته العسكرية لعام 2025 تحت اسم “السهم الصامد 25″، بمشاركة أكثر من 10,000 جندي. تهدف هذه المناورات إلى اختبار فعالية “قوة الرد السريع” التي أنشأها الحلف للتصدي لأي هجوم مفاجئ، وتحديدًا من الجيش الروسي.
بدأت المناورات يوم الإثنين من هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر المقبل، وتشمل عدة دول، مثل اليونان ورومانيا وبلغاريا. تأتي هذه المناورات عقب تصاعد التوترات بين روسيا والناتو، لا سيما بعد تهديدات موسكو لدول البلقان بسبب سماحها بنقل تعزيزات عسكرية ضخمة من الحلف إلى تلك المنطقة. وتعتبر دول أوروبا الشرقية، مثل رومانيا وبلغاريا، من أضعف الحلقات في الحلف بسبب تطور جيوشها من المعدات السوفياتية إلى الأسلحة الغربية دون تأقلم كامل.
تركز المناورات على اختبار قدرة قوات “الرد السريع” على الانتشار السريع، بما في ذلك قيادات القوات البرية والجوية والبحرية والقوات الخاصة. وتُشرف القيادة المشتركة في نابولي بإيطاليا على العمليات العسكرية. تلعب القوات الإسبانية دورًا محوريًا في هذه المناورات، حيث يشارك فيها 3200 جندي، ما يعادل ثلث القوات المشاركة.
تكتسب هذه المناورات أهمية خاصة لأنها تمثل أول اختبار عملي لقوات الرد السريع التي تم تشكيلها في يوليو/تموز 2024. وقد تم طرح هذه المبادرة خلال قمة فيلنيوس في ليتوانيا قبل عامين على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا والمخاوف من تمدد الصراع نحو حلفاء أوروبا. تهدف المناورات إلى أن تكون نموذجًا عسكريًا جديدًا يركز على الانتشار السريع لقوات الحلف في المناطق القريبة من النزاعات المحتملة.
كما تهدف المناورات إلى عرقلة أي اعتداء عسكري ضد أحد أعضاء الحلف أو خلق صعوبات استراتيجية لدول أخرى قبل تنفيذ أي هجوم. تظل دول أوروبا الشرقية النموذج الرئيس لهذا النوع من الاستجابة السريعة، نظرًا لقربها من روسيا واحتياجاتها العسكرية الحالية.
على الرغم من الحديث عن إمكانية التوصل إلى هدنة في أوكرانيا، خاصة مع تراجع حدة المعارك ورغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حل النزاع، يستمر حلف الناتو في اتخاذ تدابير احترازية لتقوية قدراته العسكرية في أوروبا الشرقية، مثل تعزيز قوة الرد السريع.
تاريخ التوترات بين روسيا والناتو:
تعود بداية التوترات بين موسكو وحلف الناتو إلى ديسمبر/كانون الأول 2014، عندما اعتمدت روسيا عقيدة عسكرية جديدة أكدت فيها أن تعزيز قدرات الناتو بالقرب من حدودها يشكل تهديدًا رئيسيًا. وفي يوليو/تموز 2016، أقر الناتو روسيا كأكبر تهديد لأعضائه، وأطلق برنامجًا لزيادة القدرات الدفاعية في المجال السيبراني.
في 2018، أشار الناتو إلى “الأنشطة الاستفزازية” الروسية على حدوده الغربية، وفي 2019، أعلن الناتو نهاية الحوار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وتفاقمت التوترات مع طرد حلف الناتو لثمانية من موظفي البعثة الروسية في 2021، مما أدى إلى تعليق روسيا أنشطتها الدبلوماسية مع الحلف.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الطرفين مزيدًا من التدهور، لا سيما مع انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو في عام 2022، وتزايد المعارضة الروسية لهذا التحالف. كما وصفت موسكو العلاقات الحالية مع الناتو بأنها أسوأ من مرحلة الحرب الباردة.
المصدر: أ ف ب