تقارير ومقابلات

منع حفلات التخرج ، ابرز تطورات المليشيا في جامعة صنعاء

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

(م.م) طالب في جامعة صنعاء ، قسم الكمبيــوتر متحدثا عن حاله وحال زملائه الذين لم يفرحوا بتخرحهم ، يقول م.م :
“كغيرنا من مئات الطلاب الذين ارادوا توثيق حفل تخرجهم والفرح بتخرجهم ، بدأنا نستعد وزملائي للحفل جهزنا كل شي بدءا بالقاعة وباقي الامور التي تعرفونها ، صباح يوم الحفل ، الكل فرح وفرحته لا توصف ، فجأة بعدما بدأنا فقرات حفلنا إذ بأطقم عسكرية تقتحم القاعة ، عم الذهول والفزع كل من كان يقطنها ، ولسان حالهم يقول :
ما الذي يحدث ، ولماذا هؤلاء العسكر يقتحمون القاعة ، ماذا فعلنا “؟
يتابع الطالب م.م : ” تساءلنا واعترضنا على اولئك العسكر قلنا لهم : لماذا تقتحمون القاعة ؟
اجاب احدهم والغيض يملؤ وجهه كانما كنا في ملهى ليلي والراقصات على اليمين والشمال ، اجابنا هذا العسكري :
” ممنوع الاختلاط ، ممنوع الاغاني واللهو هذا ” ضحكنا كلنا ، لكنهم بادرونا ان اخذونا معهم ، وبهذا انتهى حفلنا وانتهى كل شي “.
هذا التصرف الهمجي من قبل مليشيا الحوثي ليس الاول وليس الاخير ولكنه الابشع والاغرب ، اذ منذ ان سيطرت على صنعاء وعلى جامعتها دأبت من اللحظة الاولى منع ما اسموه بالاختلاط بحجة انه ممنوع ولا يجوز ووووو ومن تلك المبررات الفارغة التي لا يتقبلها عقل بشري ، إذ اصدرت مرسوما قضت فيه بمنع حفلات التخرج لان فيها اختلاط وتمارس الاغاني وتلهو ووو .
قمع المليشيا الانقلابية ليس فقط لحفلات التخرج ، بل حتى للافراد ، اذ هناك الكثير من الطلاب في كلية الاعلام في الجامعة تعرضوا للاهانة والضرب من قبل امن الجامعة تحت مبرر انهم يجلسون مع زميلاتهم لمناقشة مشاريع الكلية ،
ومنذ ان استولت على صنعاء ، تواصل ميليشيا الحوثي انتهاكاتها في العاصمة صنعاء وباقي مناطق سيطرتها كان آخرها منع منظمي حفلات التخرج من اقامة حفلات التخرج في جامعة صنعاء بدعوى اللهو .
طلاب في قسم الكمبيوتر اوضحوا أن قيادة الجامعة المعينة من قبل الحوثيين أصدرت عقب اقتحام المسلحين القاعة والعبث بمحتوياتها واختطاف العشرات من الخريجين، قراراً تضمن إلغاء الحفل وأي احتفالات تخرّج أخرى تخص طلبة الجامعة.
مشيرين إلى أن مالكي قاعة “النخبة” في صنعاء، تلقوا تهديدات من القيادي الحوثي خالد المداني بنسف القاعة حال احتضانها أي مهرجانات تخرّج تضم طلبة وطالبات في آن معاً مرة أخرى.
وتداول ناشطون صورة لعدد من الطلبة الخريجين الذين أرغمهم مسلحو الميليشيات على مغادرة قاعة إحدى حفلات التخرج، وهو ما أثار سخطاً واستياءً بين الخريجين والخريجات والأهالي ونشطاء التواصل الاجتماعي، حيث عدّها كثير منهم تدابير متشددة مماثلة لما يضعه تنظيما “القاعدة” و”داعش” الإرهابيان.
وعبر أكاديميون عن استهجانهم الشديد لتلك الممارسات الحوثية التي وصفوها بـ”الإرهابية” والتي تندرج، بحسب قولهم، “ضمن ممارسات الجماعة القمعية منذ احتلالها مؤسسات الدولة التعليمية”.مبينين ان أسباب تلك ممارسات الحوثية ترجع إلى مخاوف قيادات المليشيات من تحول هذه الحفلات إلى مهرجانات وطنية، تردد فيها الأناشيد والشعارات الجمهورية.
وأفاد مواطنون في صنعاء بأن مسلحي الجماعة اقتحموا الأسبوع الماضي عدداً من قاعات المناسبات المخصصة لحفلات التخرج والأعراس ومنعوا الخريجين والعرسان من إقامة احتفالاتهم
مشيرين الى ان تلك الانتهاكات الحوثية جاءت بعد أسبوعين من إصدار قيادي حوثي بمديرية السبعين بصنعاء العاصمة، قراراً بمنع حفلات التخرج في نطاق المديرية التي تقام فيها أغلب حفلات التخرج نظراً لوجود أكبر عدد من القاعات الواسعة التي تقام فيها الحفلات الكبيرة، بما فيها حفلات التخرج.
وقال شهود عيان ان عناصر المليشيا هددوا أثناء عمليات الدهم منظمي تلك الاحتفالات ومن يحتضنهم بإيداعهم السجون، مشيرين إلى أن عناصر الجماعة برروا تلك الجرائم بأن حفلات التخرج والأعراس “تندرج ضمن الحرب الناعمة والغزو الثقافي الغربي للمجتمع اليمني” بحسب زعمهم.
وفي سياق استمرار المليشيا في “حوثنة” ما تبقى من قطاع التعليم العالي بمناطق سيطرتها، أفاد موظفون وعاملون في جامعة صنعاء بأن إدارة الجامعة المعينة من قبل الميليشيات، أقدمت منتصف الأسبوع الماضي على تغيير أساتذة قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن بكلية التربية بالجامعة واستبدال آخرين يكنون الولاء الطائفي للجماعة بهم.
وقال عاملون في الجامعة، إن الجماعة استبدلت بالمناهج الدراسية السابقة في قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن الكريم المتضمنة كتب السنة والحديث وكتب الإمام الشوكاني، منهجاً جديداً يحتوي أفكار الجماعة وزعيمها ومؤسسها.
مؤكدين أن المليشيا عمدت منذ انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 على تغيير إدارة الجامعة، وإحلال موالين لها، وإضافة مواد دراسية من شأنها نشر الأفكار الحوثية الإرهابية المستوردة من إيران بين أوساط الطلبة، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات والأنشطة ذات الصبغة الطائفية في الجامعة بشكل متواصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى