منهجية الاغتصاب في ميدان التحرير ،، لماذا ؟! ( تقرير )
قبل نحو عام، قامت الدنيا ولم تهدأ لمشهد الفتاة المصرية التي سحلتها قوات الأمن المصري في ميدان التحرير وتم تعريتها إبان حكم المجلس العسكري بالإضافة للفتاة التي ادعت أنها تعرضت هي وعدد من الناشطات لكشف إجباري على عذريتهن من جانب الشرطة العسكرية.
فقد ثارت الناشطات ومن يسمون أنفسهم بالثوار ودعاة حقوق الإنسان والمرأة بالداخل والخارج لهاتين الواقعتين وأخذوا يلقون باتهامتهم ضد الإسلاميين زاعمين أنهم متواطئين مع المجلس العسكري ويغضون الطرف عن هذه المهزلة التي تمس الشرف.
لكن يبدو أن وسائل الإعلام لم يصل إلى مسامعها ما حدث في التحرير يوم 25 يناير أو الذكرى الثانية للثورة التي نادى الليبراليون واليساريون فيها إلى إسقاط الرئيس الإسلامي محمد مرسي وحكم الإخوان حيث وقعت حوادث اغتصاب جماعية بشعة راح ضحيتها أكثر من 20 فتاة بتأكيد من المجلس القومي للمرأة ومنظمات حقوقية مصرية.
وبحسب مجموعة “قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي” فإن ميدان التحرير شهد يوم الجمعة الموافق ٢٥ يناير ٢٠١٣ – خلال الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة المصرية – جرائم مروعة في حق النساء المشاركات في التظاهرات وإحياء ذكرى الثورة، حيث تلقت “قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي” تسعة عشر بلاغاً بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب في عاهات مستديمة.
وأضافت المجموعة في بيان لها أنها قامت بالتدخل في خمسة عشر حالة منهن، وقامت بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة.
وأشارت المجموعة إلى أن هذه الاعتداءات استخدم فيها أسلحة بيضاء وأدوات حادة منددة بالتعامل الإعلامي مع القضية والذي خلا من أي التزام بآداب المهنة أو احترام لخصوصية النساء المتعرضات للعنف.
ووفقا لعز الدين الكومي وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس الشوري فإن نحو 25 حالة اغتصاب ممنهج وقعت في ذكرى الثورة، مدينا بدوره الصمت الإعلامي الرهيب حيال هذه القضية الخطيرة والتي كان يجب علي الإعلام أن يتعامل معها علي الأقل كما تعامل مع قضية كشف العذرية التي أثارها الإعلام أثناء فترة المجلس العسكري.
كما ندد أيضا بوسائل الإعلام المختلفة خاصة المرئية منها التي تصور المتواجدين في التحرير علي أنهم ثوار أحرار، مطالبا بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول هذا الموضوع لاستجلاء الحقيقة.
وبدوره قال فتحي فريد، منسق المبادرات الشبابية بمبادرة “شفت تحرش” لمواجهة مخاطر التحرش والاغتصاب الجنسي ضد النساء إن المبادرة رصدت 19 حالة تتعلق بالتحرش الجنسي ومحاولات هتك العرض من بينها 6 حالات اغتصاب احتجن إلى دعم طبي، بينما تدخلت مجموعة الإنقاذ التابعة للمبادرة مع 4 حالات داخل محطة مترو أنفاق التحرير، وحالة أخرى خلف مسجد عمر مكرم منذ ليلة الـ25 وحتى الـ28 من الشهر الجاري، بالإضافة لتعرض عدد من القيادات النسائية لتحرش، أثناء خروجهن من الميدان.
وأشار إلى أن أغلب حالات التحرش وقعت في الفترة ما بعد السابعة مساءً وحتى الثانية عشرة ليلا، لافتاً إلى وجود فتيات تعرضن للاغتصاب والتحرش من عشرات الأشخاص، وقد تعرضن لتقطيع فى أجسادهن بآلة حادة.
بينما أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل نقلا عن ماجدة عدلي مدير عام مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف, أن المركز استطاع توثيق ثلاث حالات اغتصاب جماعي في ميدان التحرير في الذكرى الثانية للثورة, وتحديداً يوم السبت 26 يناير الحالي, مشيرا إلى أن عمليات الاغتصاب تتم بطريقة ممنهجة.
واستنكر قنديل في مقال له بجريدة “الشروق” تغاضي الإعلام المزيف عن حالات الاغتصاب الجماعي بميدان التحرير, التي كثرت وتعددت في الذكرى الثانية من ثورة 25 يناير.
وتعجب ممن يخجلون من الجلوس إلى الحوار للبحث عن مخرج من الجحيم المشتعل فى مصر، بينما يتعاملون مع هذه المصائب الأخلاقية وكأنها لم تقع، أو أنها شىء عادى لا يستحق الاهتمام أو الشعور بالخجل.
وهو بذلك يقصد على سبيل المثال المعارض محمد البرادعي الذي دائما ما كان يدين التحرش خلال تدوينات له على تويتر، لكن الآن لم يصدر منه أي تعليق أو إدانة والسبب معروف فهو منشغل هو ومن معه من التيار العلماني في صراع مع الرئيس مرسي ويريدون إسقاطه كما أنهم يحاولون إظهار الموجودين بالتحرير وكأنهم ثوار يريدون استكمال أهداف الثورة من خلال إسقاط حكم الإخوان.
وتتفشى ظاهرة التحرش الجنسي في المليونيات التي تدعو إليها المعارضة المصرية، بينما تختفي هذه الظاهرة تمامًا من المليونيات التي يدعو إليها الإسلاميون في مصر رغم كثافة المشاركات من النساء في مليونياتهم، فالإسلاميون يقومون بحراسة الفتيات والنساء المشاركات ولا يتركونهن فريسة للبلطجية ومنتهكي الأعراض.
أمر آخر فقد أخذت العديد من الناشطات والحركات الثورية يزعمون أن الدستور الجديد لا يضمن للمرأة حقوقها وأخذوا يحرضون المصريات على التصويت بلا في الاستفتاء على الدستور لكنهم الآن يقفون صامتين أمام انتهاك حقوق المرأة، بل يتغاضون عنه لإيهام الناس أن من في التحرير الآن هم الثوار الذين يريدون الحرية والعدالة الاجتماعية.
كيف يكونوا ثوارا ومن بينهم تغتصب الفتيات الصغيرات وتسمع عندما تمر بجوارهم أبشع الألفاظ البذيئة، فضلا عن زجاجات الخمر والمخدرات التي يجدها الأمن كل مرة يحاول فض الاعتصام الذي تضم بعض خيامه أيضا تجارة الرقيق.
فالتحرير لم يعد رمزا للثورة والثوار، فقد أصبح للأسف رمزا للبلطجة والدعارة، وأصبح قطاع كبير من المصريين يمقتونه لما يصدر عنه من بذاءات وفواحش.
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي
المصدر: المسلم