مقالات

مَن هم أهل القرآن؟!

مقال
فيصل الحفاشي

الرشاد برس

كم مِن طوائف بدعية تدعي انتسابها للقرآن زوراً وبهتاناً !!
وعندما تنظر في أحوال تلك الطوائف مع القرآن فستصاب بالدهشة البالغة؛ فلن تجد فيهم مقرئاً، ولا قارئاً مجوِّداً، ولا مفسِّراً، ولا مشتغلاً بأي علمٍ مِن علوم القرآن الكريم !! فيا ليت شعري عن أي قرآن يتحدثون؟!!

انظر مثلاً إلى طوائف الشيعة بمختلف مسمياتهم؛ فستجدهم ما بين قائل بتحريف القرآن، وآخر قد ينفي ذلك لكن ليس القرآن وعلومه على قائمة اهتماماته ولا أولوياته!!
أتدرون أن الحوزات العلمية الشيعية الكبرى في قم والنجف لا تدرِّسُ القرآن الكريم وعلومه لطلاب تلك الحوزات؛ لأن حفظه ومعرفته ليست عندهم من شرائط الاجتهاد !! تبّاً لهم عن أي اجتهادٍ وعلومٍ يتحدثون؟!!

ثم خذ نظرة أخرى إلى المبتدعة الآخرين الذين يسمون أنفسهم زوراً وبهتاناً ب(القرآنيين) لن تجد فيهم حافظاً، ولا مقرئاً، ولا مفسِّراً، ولا عالِماً بأي علمٍ من علوم القرآن الكريم!!
وإنما يحفظون الشُّبه ومواطنها التي يلقيها عليهم شياطين الإنس والجن فحسب!

ثم تأمل في أحول أهل الحق والسلامة من أهل السنة والجماعة، ستجد القرآن فيهم مُعظماً مُكَرَّماً .. وفي حياتهم حاضِراً مُطبَّقَا .. وفي مدراسهم وجامعاتهم مُدَرَّسَاً مُعَلَّمَاً .. وفي أخلاقهم وتعاملاتهم قاضياً محكَّمَا ..

وستجد فيهم -بكثرةٍ لافتةٍ لا تخطئها عين- كبار القُراء وجمهورهم، وفحول المفسرين وشيوخهم، وأئمة المقرئين ورموزهم، والمتخصصين في كل فنّ من فنون علوم القرآن الكثيرة !!

انظر لكبار القُراء والمقرئين والمفسِّرين والعارفين بكتاب الله في طول العالم الإسلامي وعرضه، هل ستجدُ فيهم أحداً ينكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! لا وألف لا!

لسبب بسيط جداً: وهو أنهم وجدوا طاعة رسول الله مقرونة بطاعة الله في أحد عشر موضعاً من كتاب الله بصيغة الأمر الصريح المباشر، فأنى لهم أن يخالفوا ذلك ولهم أدنى ذرةٍ مِن عقلٍ ودِيانة !!

هذا وتأمل كيف أنشأ الله لرسوله -عليه الصلاة والسلام- طاعةٍ مسقتلة عند العطف عليه؛ فلم يقل: (أطيعوا الله والرسول) بل قال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)؛ فكرر الفعل (أطيعوا) مرةً ثانيةً؛ للتدليل على أن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- طاعة واجبة مستقلة غير تلك التي هي لله سبحانه؛ فإنْ كنا نرفضُ كلامه وسنته فأي طاعةٍ ندعيها له؟!!

وانظر كيف أنه لم يكرر الله لفظ (أطيعوا) لولاة الأمر، بل قال: (وأولي الأمر منكم) ولم يقل: (وأطيعوا أولي الأمر منكم)؛ لأن ولاة الأمور ليست لهم طاعة مستقلة والخطا في حقهم وارد بكثرة، فكانت طاعتهم فيما وافق طاعة الله ورسوله فحسب ..

{وما يعقلها إلا العالِمون} .. والله الموعد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى