عن بعض مظاهر الجوع في صنعاء
بقلم /عبدالوهاب قطران
قبل ظهر اليوم اصطحبني صاحبي بجولة صباحية لجنوب العاصمة صنعاء جهة بيت بوس،وصلنا الى تحت حصن بيت بوس التاريخي الحصين ،ذهلتني النهضة العمرانية جنوب العاصمة سيما شارع الخمسين وبيت بوس احياء برجوازية مزدهرة ،انتشرت هناك المولات الكبيرة الضخمة ،والابراج والفلل الفاتنة ،مر الوقت بسرعة مذهلة ،دخلت الساعة على الواحدة والنصف ظهرا شعرت بجوع يمزق احشائي ،سئلت صاحبي كم في جيبك قال خمسة الف ريال لاغير ،قلت غدينا ،قال الزلط قليلة ماباتغدينا الثلاثة ،قلت له عرج بنا على مطعم القوزي نفر فحسة وخبز وصلى الله وبارك ،وصلنا المطعم مزدحم ساخن ،طلبنا نفر سلته وثنتين خبر،بالخمسة الالف التى بجيوبنا ، شرعنا بتناول غدائنا الزاهد ،فإذا برجل بمنتصف العقد الخامس وجه مغطى بلحية سوداء كثة قصير القامة معصوب الرأس مكسور الجناح طل علينا ،وبيده كيس بلاستيكي به كدمتين قائلا انا جائع اتغدى معاكم ،قلت له تفضل ،تغدينا سويا وكان يأكل بخجل ،قلت له تغدى لاتستحي ،سئله صاحبي من اين انت قال نازح من الملاحيظ،نهضنا من على المائد ونحن لازلنا نشعر بالجوع بعد ان نفذ نفر السلته والخبزتين ،وكانت سيارة صاحبي ايضا جائعة والمحطة مؤشرة حمراء تكاد تتوقف لنفاذ الوقود،وصلنا وسط العاصمة شارع الزبيري ،مزدحم بالسيارات الفارهة ،اطل علينا شابان مفتولي العضلات لحهما كثة، ملامحهما غليضة،عاصبين رأسيهما بمشدتين وسط الرأس ،احدهما يحمل فوق جنبه الكريك ،والاخر يحمل بيده المالج،او البروة، فقالا بصوت جاوعين نشتي نتغداء ،لم نجد عمل ، فقال لهم صاحبي السائق عاد احنا بنتحاكى على الغداء ذلحين ،وقمنا جاوعين ضاويين نوفي بالبيت ماشبعنا..
هذه هي صنعاء ،تعيش بها امتان من الناس اقلية تعيش حياة البذخ والترف والرفاه وتتركز بيدها الثروة والعقارات وتستحوذ على كل شيء وبخزائنها البلايين ،واغلبية مسحوقة جائعة تعيش ببؤس وتعاسة وفاقة..