محلية

نذر مجزرة حوثية جديدة.. المليشيات تحرم مرضى السرطان من العلاج

الرشاد برس ــــ محليــــــــــــــــــة

نعت المليشيات الحوثية، واقعا صحيا شديد البؤس، عبر جرائم غادرة تعمدت ارتكابها بما قاد إلى تأزيم وتخريب واضح هذه المنظومة التي تعاني أساسا من الاهتراء. ففي جريمة لا تقل بشاعة عن العمليات المسلحة والاعتداءات المروعة، يواجه أكثر من أربعة آلاف مريض بالسرطان بصنعاء خطر الموت بعد أن حرمتهم مليشيا الحوثي للشهر الثاني على التوالي الحصول على الدواء المدعوم. وفي التفاصيل، أوقفت المليشيات الدعم المخصص لشراء الأدوية الخاصة بصندوق مرضى السرطان في صنعاء، وذلك منذ وقوع كارثة مرضى اللوكيميا والتي خلفت 53 ضقتيلا ومصابا إثر الدواء المغشوش في 24 سبتمبر الماضي. ويزيد عدد المصابين بمرضى السرطان على 4500 شخص ينتمون إلى محافظات عديدة في مناطق سيطرة المليشيات، فيما يتم تشخيص 11000 حالة جديدة في العموم. اللافت أن المليشيات الحوثية فرضت رسوما على السلع والخدمات لصالح مرضى السرطان منذ عام 2017، إلا أنها أبلغت صندوق دعم مرضى السرطان بوقف إمداد المرضى بالجرعات المخصصة لهم شهريا مما ضاعف معاناة المرضى وجعلهم أمام خطر الموت المحقق. وكانت قيادات حوثية مرتبطة بوزير الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها قد أبرمت صفقات مع تجار الدواء لتوفير جرعات من أدوية السرطان من بلدان مثل الهند وبنجلاديش وبأسعار بسيطه تصل إلى 300 دولار للجرعة. وفي جريمة بشعة، تحصل قيادات حوثية على نسب من وزير الصحة عبر صندوق دعم مرضى السرطان تصل إلى 10 آلاف دولار شهريا إضافة إلى عمولات يدفعها تجار الأدوية لوزير الصحة في حكومة المليشيات طه المتوكل تصل إلى آلاف الدولارات شهريا. التعامل الحوثي المشبوه مع المنظومة الصحية يثير الكثير من الغضب نظرا لما تتسبب فيه المليشيات من ترد فظيع في تلك المنظومة يصل إلى حد القتل المتعمد. ووضع قيادات المليشيات الإرهابية التربح والمتاجرة السوداء على رأس أولوياتها، في حين أفسحت المجال أمام تفشي الأمراض والأوبئة على نحو خلف أعباء غير مسبوقة على أعداد ضخمة من السكان القاطنين في مناطقها. رصاص الحوثي الغادر لا يستهدف مرضى السرطان وحسب، لكن المليشيات الإرهابية غرست سمومها أمام مختلف المرضى الذين يعانون أوجاعا قاسية في مناطق سيطرة المليشيات. وكانت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة، قد اتهمت المليشيات الحوثية بأنها تعيق وصول الإمدادات الصحية لحوالي 12 مليون طفل و5 ملايين امرأة. هذا التوثيق المرعب الذي صدر قبل أسابيع، عكس حجم المعاناة التي تكبّدها السكان من جراء تفاقم الإرهاب الحوثي بوتيرة غير مسبوقة، والذي تضمن صناعة مفخخات تنهال في كل القطاع بلا استثناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى