مقالات

هل سيخوض الحوثيون حرباَ ضد السعودية

كــاتب صحــأفي
كــاتب صحــأفي

أمجد خشافة

 تصريحات قيادات الحوثيين حول “التجهيزات لحرب وشيكة مع السعودية”، تثير عدة تساؤلات عن قدراتهم العسكرية في خوض هذه الحرب، رغم الحديث عن تدمير أهم الأسلحة الاستراتيجية من قبل قوات التحالف منذ بدئها في 27 آذار/ مارس الماضي.
 

محمد عبدالسلام الناطق باسم جماعة الحوثي يقول لـصحيفة “صدى المسيرة” الأسبوع الماضي: “إن الترتيبات تجري على قدم وساق وبشكل دقيق ومرتب وبخطوات مدروسة وتتعاطى مع الخطوات الزمنية كمّا وكيفاَ” .
 

هذه التصريحات ربما ليست للاستهلاك الإعلامي، فالحوثيون رغم مرور أكثر من شهر على ضربات قوات التحالف، إلا أنهم في حالة تحرك عسكري وانتشار للأسلحة العسكرية في المناطق الشمالية القريبة من الحدود السعودية.
 

ما يعزز من هذه النتيجة، عمليا، ما كُشف من معلومات من مصدر مقرب لجماعة الحوثي بأن الجماعة قد جهزت ما يقرب من أربعين ألف مقاتل من جميع المحافظات لخوض حرب مع السعودية، وتسلل بعض عناصرهم للمناطق السعودية الجنوبية المحادة لليمن.
 

أيا كانت دقة هذه المعلومات، إلا أن ما تقوم به جماعة الحوثي ميدانيا وبالتزامن مع تصريحاتهم الإعلامية يعزز من هذا الخيار، لكن ربما يتساءل البعض: لماذا يقاتل الحوثيون في عدن وتعز ومأرب رغم أن الضربات التي أصابتهم في العظم هي من قوات التحالف وليس من هذه المحافظات؟
 

أولا- الحوثيون يعتبرون بحسب تقرير نشر على موقع إلكتروني مقرب منهم، أن الحرب في عدة محافظات يمنية هي الجبهة الداخلية، وأن القضاء عليها هو انتصار ضد السعودية.
 

ثانيا- بعد انتهاء من معركة الجبهة الداخلية بحسب توصيفهم ربما سيتجهون كمرحلة ثانية إلى الجبهة الخارجية وهي تفجير معارك على الحدود السعودية، وربما تتزامن حربهم في الداخل والخارج لا سيما بعد أن استطاعت المقاومة الشعبية الصمود في وجه آلة الحوثيين الثقيلة حتى الآن.
 

وفضلا عن ذلك، ربما تعاني بشكل واضح جماعة الحوثي من تهشيم للأسلحة الثقيلة بفعل ضربات طائرات التحالف لها، أو تحييد استخدامها، فالمعلومات حاليا تقول، إن الحوثيين لا يزالون يمتلكون صواريخ “سكود”، وغيرها من الصواريخ العابرة للحدود، وقد حصلوا عليها عقب دخولهم للعاصمة صنعاء من معسكر لواء الصواريخ، لكنهم يفتقدون القدرة على استخدامها لا سيما وأن بعظها يحتاج إلى قطع غيار.
 

هذه المعلومات ربما تفسر استماتة إيران في الفترات السابقة لهدنة إنسانية، ومحاولة الطائرة الإيرانية الأسبوع الماضي التي حاولت اقتحام الأجواء اليمنية والهبوط في مطار صنعاء، كل هذا ربما لتقديم دعم لوجستي عسكري إيراني روسي من بينها تحريك وإعادة انتشار لتلك الصواريخ لا سيما وأن صواريخ “سكود” هي صواريخ روسية كانت متواجدة جنوب اليمن حينما كان يخضع الجنوب تحت نفوذها ما قبل 1990م.

 
وخلاصة ذلك، أن الحوثيين لا يخوضون حربا عسكرية إلا بعدما يتم تقديرها ميدانيا وتتهيأ الظروف المادية للمعركة، وهذا ما يجعلهم يحشدون لحرب مع الحدود السعودية وإحداث انتصار ولو بشكل خاطف أمام الإعلام.

….

نقلا عن عربي21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى