هل علي خليفة من السماء؟
بقلم / الشيخ . محمد عيضة شبيبة *
بعد موت الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُعلنت قائمة المرشحين الستة للخلافة من بعده ثم فُتح باب الإنسحاب لمن يرغب من المرشحين، وانسحب كل من في القائمة عدى عثمان وعلي رضي الله عنهما، وكان عبدالرحمن بن عوف بمثابة رئيس اللجنة العليا للشورى والانتخابات إن جاز التعبير، وباختيار عثمان وعلي، وجرت المنافسة الشريفة في مناخ ودي وآمن، وكان أبو طلحة الأنصاري بمثابة رئيس اللجنة الأمنية، وتم توقيت عملية الترتيب والإستفتاء والتصويت والفرز بثلاثة أيام على أن تعلن النتيجة في اليوم الرابع كأقصى حد، وأدلى الناخبون بأصواتهم حتى البدو في خيامهم البعيدة خارج المدينة، وكبيرات السن وهن في بيوتهن، وبعد التقصي والفرز حصد عثمان النتيجة وفاز بالأغلبية وخسر علي الفوز وقبل بالنتيجة وبارك لعثمان وبايعه…،
ومن قال أن الله قد جعل الحكم في علي فقد كذب على الله وعلى نبيه وعلى علي نفسه، وقدح في اختيار الصحابة، وإرادة الأمة، واتهم أزكى جيل وأصدقه بمعارضة الله ورسوله!!
وإذا كان علي قد قدم نفسه كمرشح ونافس وقبل بنتيجة الفرز وبارك للفائز ولم يعترض وهو الصحابي الجليل رضي الله عنه فعلى من ينتسب إليه أن يعلم أنه كذاب وكاهن حينما يدعي أن الحكم له من رب العالمين أو في سلالته إلى يوم الدين.
ومن المعضلات والمضحكات والمبكيات أننا نضطر للحديث عن انتخابات أجريت قبل أكثر من ألف سنة كانت شريفة ونزيهة وهادئة ولم يكن لها أثار سلبية ولكن يسعى اليوم بعد مضي مئات السنين بعض من ينتسب للمرشح الذي لم يحالفه الحظ لتحويلها إلى فوضى وأحقاد وكهانة، وابتزاز وتحريف للدين، وكذب على إمام النبيين، وافتئات على حق الشعوب، وإرادة الأمم!!!
والله المستعان
*وزير الأوقاف والإرشاد