مقالات

هيكل يحكم مصر بيد الفريق والدليل هنا

م / خالد غريب
م / خالد غريب

 جاء حوار الفريق مع المصري اليوم الجزء الثالث … ليزيد الحيرة ..ويسلط الضوء اكثر على البنية الفكرية لتلك الشخصية الشخصية وتظهر التناقض الكبير الذي ربما يبرر بعض الافعال والتصرفات … تناقض اشبه بالشيزوفرينيا ….ولكن ربما بين السطور قد تظهر لنا اسباب هذا التناقض …….. بدأ الرجل الحديث كعسكري محترف بل ولديه تراكم خبرات مهنية لا بأس بها …وتحدث عن شكل الجيش المصري وتطوره من النواحي التقنية …واسهب في حديث من الشفافية ان نقول انه يسعد اي مصري يسمعه عن جيشه وكذلك …..فهم المخططات وتسليط الضوء على ما يسمى بحرب الافكار والفوضى الخلاقة وتصورات النظام العالمي للمنطقة ……الخ وطرق وآليات تسليح الجيش واعداده النفسي والعقلي لمواجهة الاخطار …….الخ كلام فعلا متخصص وجيد ولا سيما انك تسمعه من وزير دفاع مسؤل عن تلك المؤسسة ……..(تلك هي النظرية ) …….(اما التطبيق فشيئا اخر تماما) ….. الا اننا سنسير مع كلام الفريق ….فنجد بعد كل تلك المقدمة التي فعلا تسعد اي مصري بل عربي يسمعها ……..الا اننا فجأة وبدون مناسبة نجد الفريق قد تسلل الى الاوضاع الداخلية والقى وراء ظهره كافة كلماته الجميلة الاحترافية وتجد التناقض الكبير …. فبينما كان يتكلم عن الفوضى وعمليات التقسيم وتفتيت اراضي العرب من جديد وان الرهان الان على جيش مصر الباقي والمتماسك ….. تجده يصر على تقسيم الوطن ويستخدم مرة اخرى صيغ تقسيم الشعب الى تيار ديني وتيار غير ديني …..مما يربك تسلسل الافكار ويصر على اقحام المؤسسة العسكرية في مواجهة التيار الذي لا يعجب الفريق وهو التيار الديني ……… بل الاخطر ان المتأمل في وسط الحوار قد يتبادر الى ذهنه بل يقينا سيتبادر ان الفريق كان يقصد باعداد الفرد داخل المؤسسة ذهنيا وفكريا لمواجهة تحديات المرحلة …هذا الاعداد هو غرز العداء داخله للتيار الديني حيث ان التحدي المقصود ليس ما كان يتحدث عنه الفريق اول الحوار بتلك الجمل الاحترافية الرائعة بل التحدي هو ذلك التيار الديني من ابناء مصر .. ثم تجده مرة اخرى في سلسلة تناقضاته يسرد الاحداث الزمنية ويتكلم على الرئيس محمد مرسي كنائب وزير الدفاع او قائد كتيبة كان من واجبه اتباع تعليمات القائد العام ولم يكن رئيسا منتخبا …..وكان التناغم المفروض هو طرح التحديات الحقيقية بين مؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة والجهات المعنية اذا كنا نتحدث عن الوطن والشرف والتجرد ….. وليس عبر تدمير القيم الوليدة لثورة راح ضحيتها ولازال الالاف من صفوة ابناء الوطن … الحقيقة ان الحوار اذا جزئته الى اجزاء …ستصيبك دهشة كبيرة …اجزاء كلامه الاحترافي عن الجيش لا تناسب ما قاله بعد ذلك عن تصورات سياسية لمصر وخارطة طريق …… الحوار فعلا للمتخصصين والباحثين شديد التناقض …..وشدة التناقض ترجع الى واحد من الاسباب الاتية …. – اما ان تكون شخصية الرجل على هذه الشاكلة فعلا شديدة التناقض – واما ان يكون هناك من يسيطر على الرجل عقليا بشكل شديد – واما ان يكون هذا جزء من عمل المخابرات لصناعة الزعيم …او صناعة بطل اما عن استخدامه لبعض المصطلحات ودمجها في الحوار بمناسبة وبغير مناسبة … البناء الفكري – النسق الفكري – ابناء التيار الديني – الافق الفكري للتيار الاسلامي – تعمده من آن لاخر التعبير عن اتصاله بالدين والايمانيات …. هذا فعلا (وقولا واحدا) ورائه محمد حسنين هيكل وتلك المصطلحات مصطلحاته التاريخية ….المعروفة … وقد اشرت في تحليلي السابق عن الجزء الثانيمن نفس الحوار عن لمسات هيكل في حديث الفريق الى ان صرح الرجل بكل وضوح في هذا الجزء يذلك حيث سأله المحاور …. – أعرف أنك قارئ جيد، هل مازلت نهماً للقراءة رغم مشاغلك؟ – أنا أعشق القراءة، وظللت قارئا نهما، أقرأ فى كل الأوقات والأماكن.. حتى عندما كنت قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية.. ولكن مشاغل العمل بعدها كمدير للمخابرات الحربية ثم قائد عام للقوات المسلحة قلصت الوقت المتاح للقراءة. ■ من كاتبك المفضل؟ – الأستاذ محمد حسنين هيكل. اذا قضي الامر الذي فيه تستفيان ……. ربما هذه اشارة من الفريق لمن يسأل عن بنية الرجل الفكرية وفلسفاته الحياتية بل وايدولوجيته …….منبعها افكار هيكل …الخليط الشيوعي الماركسي القومي العلماني والملمس مع الانجلوسكسونية والليبرالية الامريكية مع حبه وصال مع ابناء العم ……وانبهار بالبوزية والحضارة الصينية ….الخ وهنا يمكن تفهم كل ماحدث تماما ….. فعدو الاسلام التاريخي على الاقل حديثا هو هيكل الذي لم يترك طريقة لمحاربته سرا او علانية الا وذهب اليها….. بل وسافر الى وراء البحار مجاهدا في سبيل محاربة التجارب الاسلامية باكستان والهند مثلا ….. وايضا يؤكد الفريق ذلك باشارته صراحة ايضا عن تجربة الهند وكيف انه يجب على مصر اتباعها كقدوة …وطبعا لا ننسى تجربة هيكل العريقة مع الهند وانحيازه التام لها اثناء صدامها مع دولة باكستان الاسلامية الوليدة …….. اذا نحن الآن ندور في فلك محمد حسنين هيكل ولكن بيد الفريق ……يالا الهول …….هيكل …..اخرتها هيكل مهندس النكسات والازمات في التاريخ الحديث ……. عموما سارفق مقالين كنت كتبتهما عن هيكل للقارئ بل حتى ولسيادة الفريق نفسه ….فإن كان يحب القراءة لهيكل فعليه قبلا ان يقرأ عن هيكل …وبالمناسبة كل ما ورد في المقالين موثق تماما والفريق يستطيع ببساطة التأكد من ذلك بل عليه ان يطلب بعض الوثائق من السفارة الباكستانية ليعلم حقيقة هيكل ………. المهم بعد هذا الحوار واعتراف الفريق صراحة بان ثقافته مصدرها هيكل اذا ما فعله الفريق حتى الآن لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما يضمره هيكل للاسلام والمسلمين …….. وسأرفق ايضا كتاب كاملا عن هيكل للتأكيد من اكبر مؤرخ عربي ومفكر في العصر الحديث وسنكمل الحديث باذن الله في تحليلات قادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى