واشنطن وموسكو تستأنفان محادثاتهما في إسطنبول
الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
بدأت الولايات المتحدة وروسيا الجولة الثانية من المحادثات الثنائية في القنصلية الروسية بمدينة إسطنبول التركية، وذلك بعد سنوات من الخلافات الحادة وتبادل الاتهامات التي أثّرت بشكل كبير على عمل البعثات الدبلوماسية.
وترأس الوفد الروسي السفير الجديد لدى واشنطن، ألكسندر دارشيف، في حين قادت الوفد الأميركي سوناتا كولتر، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون روسيا ووسط أوروبا.
ووفقاً لما أعلنته العاصمتان، فإن جدول المحادثات يتركز بشكل أساسي على سبل استعادة كفاءة عمل السفارتين وتجاوز العقبات البيروقراطية التي عرقلت أداءهما خلال السنوات الأخيرة.
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قد صرّح بأن موسكو وواشنطن “ستستأنفان محادثاتهما الهادفة إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بعد فترة طويلة من التوتر”، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تأتي في سياق محاولة بناء أرضية مشتركة للتفاهم.
من جهتها، أوضحت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن “ملف أوكرانيا ليس مطروحاً على طاولة النقاش”، مؤكدة أن المحادثات تنحصر في القضايا القنصلية والدبلوماسية ولا تتعلق بتطبيع شامل للعلاقات، والذي، بحسب قولها، “لن يتحقق إلا في حال تحقق السلام بين روسيا وأوكرانيا، كما أُعلن سابقاً”.
وكان اللقاء الأول بين وفدي البلدين قد عُقد في 18 فبراير/شباط الماضي في العاصمة السعودية، الرياض، في إطار المساعي الدولية لإعادة بناء جسور التواصل واحتواء تبعات الحرب في أوكرانيا. وتلاه اجتماع في 27 فبراير/شباط بمقر القنصلية العامة الأميركية في إسطنبول، استمر لأكثر من ست ساعات ونصف، في مؤشر على جدّية الطرفين في متابعة الحوار.
وتؤدي تركيا دور الوسيط المحايد، حيث كرر الرئيس رجب طيب أردوغان تأكيد بلاده استعدادها الكامل لتقديم كل الدعم الممكن للمحادثات الجارية، مشدداً على أهمية إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا وفتح قنوات دبلوماسية بنّاءة بين القوى العالمية.
وتبقى هذه اللقاءات بارقة أمل وسط تعقيدات المشهد الجيوسياسي، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الحوار لاحتواء الأزمات وتفادي الانزلاق نحو مزيد من التوترات الدولية.
المصدر: الاناضول