مقالات

وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية والنهوض من تحت الركام

بقلم الدكتور/ وسيم فضل محسن يافعي. *
منذ تم نقل مؤسسات الدولة من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن في منتصف العام 2015م، لم يكن لوزارة الأوقاف والإرشاد مقراً رئيسياً في العاصمة عدن بل كان لها مكتب يرعى شؤون الحج والعمرة في مكة المكرمة فقط، وتعاقب على الوزارة وزراء ومسؤولين وأقتصر دوامهم في مكة المكرمة لإدارة مواسم الحج والعمرة، وعندما تولى الوزير محمد عيضة شبيبة باشر عمله من عدن في قصر معاشيق في بداية الأمر لعدم وجود مقراً رسمياً للوزارة، وسرعان ما قام باستئجار مبنى للوزارة بمديرية خور مكسر، وبدأ بتأسيسها من الصفر بكادر إداري محدود ومن دون موازنة تشغيلية من الحكومة، ولازالت الوزارة تعمل من دون موازنة إلى يومنا هذا، وتعتمد في نفقاتها التشغيلية على الإيراد المحلي..
قام الوزير شبيبة بإعادة ترميم مبنى معهد الأمام البيحاني رحمة الله عليه بمدينة كريتر ليكون مقراً رئيسياً للوزارة، وكلفت عملية الترميم أكثر من مائتي الف دولار لإعادة المبنى إلى وضعه السابق بل أفصل من السابق، وقام بتأثيث المبنى بأحداث الأثاث والمفروشات وقام بتوفير كافة مستلزمات العمل ولكافة قطاعات الوزارة الستة والإدارات النمطية ومعهد الأمام البيحاني التعليمي.
وعندما تم تكليفي لإدارة الموارد البشرية في الوزارة من قبل معالي وزير الخدمة المدنية والتأمينات، وجهني الوزير شبيبة بالعمل وفق النظام والقانون، وتم استقطاب كوادر إدارية لملأ الشواغر الهيكلية في كافة إدارات وأقسام القطاعات، في الوزارة وبحسب النظام والقانون، ومنحني الصلاحية الكاملة، وحملني أمانة العمل ولم يتدخل في عملي إطلاقاً بل كان ناصحاً لي بتطبيق النظام باستمرار ، ومع مرور الوقت أصبحت وزارة الأوقاف والإرشاد وزارة لها مكانتها الإدارية المؤسسية بين وزارت الدولة الأخرى، واليوم تحقق الوزارة إنجازات عظيمة في الأداء المؤسسي في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلد.
الوزير شبيبة حرص ويحرص دوماً في الحفاظ على هيبة الدولة من خلال احترامه للنظام والقانون في موقع عمله، ووجدت فيه الرجل الإداري المتمكن من عمله، والحريص كل الحرص على الدوام من العاصمة عدن، إذا يواصل ليله مع نهاره في إنجاز المهام الملقاة على عاتقه بكل صدق وأمانه وإخلاص..
الوزير شبيبة المسؤول الحكومي الوحيد الذي يستأذن في حالة السفر والغياب لظروفه الخاصة ويرسل للموارد البشرية بمذكرة الاستئذان!!!!.
يمتاز الوزير شبيبة بدماثة أخلاقه، وسعة صدره، وتقبله للنقد، ويعامل الموظفين بسواسية وهو الشخص والوزير العادل الذي لايظلم عنده أحد.
عملت خلال فترة خدمتي مع الدولة ولأكثر من 18 سنة مع مسؤولين ومحافظين ووزراء ولم أجد مسؤولاً عادلاً وأميناً وصادقاً وإنسانياً وعملياً مثل الوزير شبيبة.
أنا لست موظف في وزارة الأوقاف والإرشاد ولكنني مندوباً لديها، وممثلاً لجهة رقابية، وكلمة الحق يجب أن تُقال.
واليوم مانجده من نجاحات تحققها الوزارة وخاصة في موسم الحج يعد فخراً وشرفاً للوزارة وللدولة بشكل عام.
وزارة الأوقاف والإرشاد نهضت من تحت ركام الحرب لتحقق منجزات وطنية وترفع اسم الوطن في زمن الإنكسار.

*مدير عام الموارد البشرية – وزارة الأوقاف والإرشاد – عدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى