وزير الأوقاف لـ “بران برس”: فتاوى الحوثي تمثل ترخيصًا بالقتل وتبرر استمرار الحرب
الرشاد برس ـــــــ تقارير
أكد وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية الشيخ، محمد عيضة شبيبة، أن فتاوى محمد عبدالعظيم الحوثي، التي أُصدرت في نوفمبر 2024 عبر مؤسسة إعلامية إيرانية، تُعد “ترخيصًا بالقتل واستباحة الدماء”، معتبرًا أنها جزء من مشروع حوثي يهدف إلى شرعنة قتل واستهداف اليمنيين وسائر المسلمين المخالفين.
وفي حوار حصري مع “بران برس”، أشار الشيخ “شبيبة”، إلى أن هذه الفتاوى التكفيرية تُكرس خطابًا طائفيًا يشعل الفتن والصراعات ويشوه تاريخ الأمة الإسلامية. وأضاف أن هذه الفتاوى تفتح المجال لاستمرار الحرب بدلًا من السعي لحل سلمي يعيد لليمن استقراره وسلامة أراضيه.
الفتاوى التكفيرية: أداة للتخوين والإقصاء
وأكدالوزير، أن فتاوى الحوثي التي تطالب بتكفير من لا يؤمن بإمامة علي بن أبي طالب، وتعتبرها من أصول الدين، تمثل “افتراء عظيمًا” على الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى أنها تتناقض مع إجماع الأمة التي تؤكد أن أركان الإيمان لا تتعلق بالخلافات السياسية أو الفقهية بعد عصر النبوة.
وأضاف أن هذه الفتاوى تمثل “ترخيصًا بالقتل”، وتمنح مشروعية لاستهداف المخالفين سواء بالقتل أو التهجير أو التنكيل، مؤكدًا أنها تساهم في إشعال الحروب والصراعات التاريخية.
إحياء الطائفية: العنصرية والطبقية في الخطاب الحوثي
وفي تعليقه على تصريحات الحوثي بشأن التعاون التاريخي بين الصفوية الإمامية والزيدية، قال شبيبة :إن هذا التعاون يمثل امتدادًا للمشاريع الطائفية التي تساهم في تمزيق الأمة وتفكيك هويتها. وأضاف أن الحوثيين يتبنون “ولاية البطنين”، وهو فكر عنصري يرفض مبدأ المساواة بين البشر وينكر القيم الإسلامية التي تدعو إلى العدالة والمساواة بين جميع المسلمين.
معادلة الحوثيين: إلغاء هوية اليمنيين
أما فيما يتعلق بالمعادلة التي طرحها الحوثي، والتي تقصر الهوية اليمنية بين خيارين فقط: “زيدي شيعي أو وهابي ناصبي”، أكد شبيبة أنها معادلة خاطئة وخطيرة. وأضاف: “اليمن عبر تاريخه لم يكن محصورًا بين هذين الخيارين، بل كان مجتمعًا متنوعًا يعكس تعددية فكرية ودينية”. واعتبر أن هذا الطرح الحوثي يسعى لفرض رؤية طائفية بالقوة على الشعب اليمني، ما يؤدي إلى إقصاء أي مخالف لرؤيتهم.
القمع الفكري: إجبار اليمنيين على الانضمام للفكر الحوثي
أشار”الوزير” إلى أن الحوثيين يفرضون أفكارهم بالقوة، حيث يتم إغلاق المدارس والمساجد التي لا تتبنى فكرهم، وتعميم مناهج تعليمية خاصة تهدف إلى فرض الولاء لهم. واعتبر هذا السلوك بمثابة “إعادة هندسة فكرية” قسرية تهدف إلى تغيير هوية المجتمع اليمني بالكامل.
التجاهل الحوثي لمعاناة الشعب اليمني
وفيما يخص معاناة اليمنيين جراء الحرب المستمرة، قال” شبيبة” :إن الحوثيين يتجاهلون تمامًا الوضع الإنساني المتدهور في اليمن. وأضاف: “هم يتحدثون عن ‘العدوان الخارجي’ بينما هم السبب الرئيسي في استمرار الحرب وإفقار اليمنيين، ولا يعيرون أي اهتمام لآلام الشعب”. وذكر أن القيادات الحوثية تواصل تمويل المجهود الحربي على حساب معاناة المواطنين، حيث يلقى الأطفال الموت جوعًا، بينما تنفق الجماعة الأموال على احتفالات طائفية.
الدور الوطني والدولي في مواجهة الفكر الحوثي
دعا شبيبة إلى تحرك عاجل من الحكومة اليمنية والهيئات الإقليمية والدولية لمواجهة الفكر الحوثي المتطرف. وقال: “يجب على الحكومة أن تكون أكثر حضورًا في مواجهة هذا الخطاب، وتعزيز الخطاب الوسطي في مختلف القطاعات، عبر المراكز التعليمية والإرشادية”. وأضاف أن دور الإعلام والمثقفين في مواجهة الفكر التكفيري ضروري لكشف زيف هذا المشروع الطائفي الذي يهدد اليمن والمنطقة.
كما طالب “شبيبة”بفرض عقوبات أشد على قيادات المليشيا الحوثية ووقف القنوات الإعلامية التي تروج لهذا الفكر المتطرف، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يجب أن يدرك خطورة المشروع الحوثي على أمن واستقرار المنطقة.
اليمن في مفترق طرق: إما الطائفية أو الوحدة
في ختام حديثه، أكد”الوزير” أن اليمن اليوم أمام مفترق طرق حاسم، حيث يواجه تحديًا تاريخيًا في الحفاظ على وحدته الوطنية والهوية اليمنية. وقال: “إما أن ينجح الحوثيون في فرض مشروعهم الطائفي بالقوة، أو يستعيد اليمنيون دولتهم وهويتهم الجامعة”. وأضاف أن الحركات القائمة على الإكراه والقمع مصيرها الفشل في النهاية، لكن هذا يتطلب وعيًا شعبيًا وجهودًا وطنية ودولية مشتركة لوقف هذا العبث وإنقاذ اليمن من دوامة الطائفية والعنف.