مقالات

شيء من الصراحة وقد تكون مؤلمة الإسلام والتيار أو الجماعة

بقلم / أبوبكر الدوسي
تخطئ كثير من التيارات أو الجماعات حين تقدم نفسها بصفتها راعية الإسلام أو واجهته، حيث يتكون في العقل اللاواعي لدى الإنسان ارتباط بين مظاهر التدين وبين الجماعة الفلانية، يستمر هذا الارتباط في الذهن ويتطور يوما وراء يوم، حتى يتحول إلى فكرة راسخة، بأن من يخافظ على مظاهر التدين مثلا فهو من الجماعة الفلانية….إلخ
حتى تصبح مظاهر التدين خاصة بالجماعة الفلانية، وأنني لو مارست أيا من تلك الشعائر او المظاهر الدينية فهذا يعني أني أعلن بطريقة أو بأخرى انضمامي أو ولائي لتلك الجماعة او ذلك الحزب، في حين أني أختلف معه سياسيا، أو حزبيا، وإلى هنا تكون الخطوة الأولى قد تمت بنجاح.
تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية، وهي اتساع الفجوة بين تلك الجماعة (التي قدمت نفسها بصفتها واجهة الإسلام) وبين الناس، سواء لأسباب سياسية، أو حزبية، أو صراعات، أو حتى حملات تشويه ممنهجة، وهنا تحدث الكارثة؛ حيث تتولد فكرة جديدة مبنية على ما سبق أنه لا يمكن أبدا الالتقاء مع هذا الحزب او ذلك التيار في اي قضايا مشتركة، وبالتالي يتحول الموقف من موقف ضد جماعة أو تيار أو حزب إلى موقف ضد ما تتبناه من أفكار وممارسات وغيرها، ويصبح لدى الناس موقفا سلبيا من كثير من مظاهر التدين، ومن كثير أيضا من تشريعات الإسلام ونُظمه، لا كرها فيه ولكن كرها فيمن اختلفوا معهم ممن قدم نفسه كواجهة للإسلام.
وهنا نترك المجال مفتوحا للتيارات وغيرها:
كيف يمكن أن تتبنى مشروع الإسلام دون أن تحمله تبعات خلافاتها وأخطائها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى