مقالات

وقفة مع اغتيال الصحفية شيرين .

بقلم / د. محمد بن موسى العامري

قد أكثر الناس من القيل والقال حول اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة على يدي قوات الإحتلال الsهيوني .
والذي ينبغي أن يقال في مثل هذه الواقعة يتلخص في الآتي :-
أولاً:- أن أجناس المخالفين ، لأهل الإسلام مختلفون، في مواقفهم من دعوة الإسلام ما بين المجاهرين بالعداء ، والمكاشفين بحربها، وما بين المسالمين الموادعين أو المناصرين لقضايا المسلمين وحقوقهم وهذه الصحفية بلاشك أنها من الجنس الثاني لما قامت به من أعمال صحفية محمودة ومشكورة تتطلب من المسلمين الاشادة بعملها وتشجيع الآخرين للسير على منوالها .
ثانياً:- المسلمون اليوم في حالة من الإستضعاف والتعدي على حقوقهم بصورة غير مسبوقة وهناك أصوات حرة من غير المسلمين غير متخندقة مع المعتدين الصهاينة ، وهم مع العرب والمسلمين في ساحة الشراكة لمواجهة الظالمين ، أيّاً كانت هذه الشراكة ، بدافع إنساني ، أو حقوقي ، أو لمتطلبات مهنية ، أو مظالم مشتركة عليهم، كما هي على المسلمين كما يوجد عند بعض نصارى الشام وهؤلاء في حقيقتهم وإن اختلفنا معهم في الدين إلا أنهم متفقون معنا في مواجهة الاضطهاد والظلم والأصل أن نكون وإياهم على الدوام في تعضيد التشابك لمواجهة الباطل .
ثالثا:- إنّ توافق أهل الإسلام مع غيرهم من أهل الديانات الأخرى في ساحة المواجهة لا يلغي خصوصياتهم ، كمسلمين في المواقف العقدية الشرعية منهم كما لا نطالبهم نحن بالغاء خصوصياتهم على جهة الإكراه وإنما يجمعنا بهم رابطة البر والاحسان ، ودفع الاذى والقسط ، والصلة وهذه الأمور لها قوانينها وأطرها وليست خاضعة للأهواء والمداهنة أو التضليل فالأحكام الشرعية المقررة شي ، والبر والاحسان والتسامح المأذون به شرعاً شي آخر ، وعليه فإن أمور الغيب والجنة والنار والمسمّيات الشرعية والجزاء والعقاب الأخروي كلها أمور ثابتة ومحكمة لايخاض فيها الا من جهة الوحي دون التجني فيها بالعواطف والمداهنات ، أو التسييس ، وخطف الأضواء ، فقد يكون الإبن مسلماً ووالداه أوأحدهما كافراً ، فهو من جهة مأمور بحسن الصحبة والبر والاحسان، ومن جهة إذا ماتا أو أحدهما على الكفر منهى عن الصلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين أو الحج عنه أو الدعاء له بالمغفرة والرحمة وغير ذلك من المعاني التي يلتزم فيها بأحكام الشارع واذا كان هذا الأمر في ألصق القرابات وأكثر الناس إحساناً إليك فكيف بغيرهما ؟
فالأمر تسليم وانقياد للشريعة ( مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوٓاْ أُوْلِى قُرْبَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ)
رابعا:- وهو مايتعلق بجانب السياسة العامة في معركة الأمة مع أعدائها وهو التحشيد والتأليب على الكفار المعتدين الظالمين وتجنب استفزاز الموادعين والمسالمين فضلاً عن المناصرين والمدافعين الذين يفترض الاشادة بأدوارهم وتضحياتهم دون الحديث المفصل عن الخصوصيات الدينية في هذا المقام مالم يتطلب البيان إيضاح اللبس الذي قد يحصل فحينئذ يكون البيان متحتماً وبخاصة عند خوض الجهال في ما لا يحسنونه من الأحكام فالبيان من أهله يكون متعيناً .
اللهم اهدنا في من هديت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى