“يشتغل مذيع”
بقلم أ./ابوبكرالدوسي
الرشادبرس..
لم أجد استهلالا افضل من هذا للحديث عن حالة يعيشها الإعلام اليمني اليوم، وسوف أقتصر هنا في الحديث عن “شغلانة مذيع”.
> لا تستغرب إذا وجدت مذيعا سأل الضيف سؤالا فأجاب الضيف في واد آخر سواء، جهلا أو تهربا، ثم وجدت المذيع لم يصحح له، أو يستدرك عليه.
> لا تستغرب إذا وجدت العنوان في واد ومضمون الحلقة في واد آخر.
> لا تستغرب إذا وجدت مواضيع الحلقة “كل شيء” حرفيا، من حرب اليمن، إلى التعليم في سنغافورة.
> لا تستغرب إذا وجدت سؤال المذيع 7 أسطر “عبارة عن هدرة طويلة استخرج منها سؤالا”.
> لا تستغرب من مذيع يسأل ويجيب، ثم يقول لك تفضل.
> لا تستغرب من مذيع يتحول إلى طرف، ثم محايد ثم خصم في نفس الحلقة.
> لا تتعجب إذا ذهبت ضيفا إلى قناة قبل الحلقة بربع ساعة، والمذيع يسألك عن ايش نتكلم اليوم.
> عادي جدا تشوفه داخل الاستوديو بيده ورقة فاضية “الأخ معتمد على غزير علمه وعظيم تجربته” وقتها أعرف أني “ودفت” وأن علي الإجابة على السؤال لمدة 5 دقائق حتى يفتح الله عليه بسؤال جديد.
> وإذا اجتهد صاحبنا تلاقيه كاتب 3 أو 4 رؤوس أقلام، لا يا شيخ، حقك تدلع 40 عاما من العمل التلفزيوني.
* بينما تجد في الإعلام المحترم الذي لا يعرفه هؤلاء بالطبع:
– فريق إعداد.
يدخل المذيع وبيده أسئلة متنوعة وكثيرة.
– لديه تصور ذهني كاف عن الضيف والموضوع… إلخ.
– متابع في الكنترول يسعف المذيع في حالات معينة.
تعال شوف عندنا:
* عناوين غريبة
* أسئلة غير منطقية.
* وحدة موضوعية غير موجودة بتاتا.
تخرج من الحلقة كمشاهد ما شافش حاجة، أو كضيف تكلم في كل حاجة.
> لا تتعجب فالمذيع غالبا يرمي السؤال ويعود للانشغال بالهاتف، أو تجهيز السؤال القادم، أو يشخبط بالقلم، فهو يعتقد أن مهمته ان يضع السؤال، لا أن يتابع الضيف كيف سيجيب وبم، وماذا عليه أن يستخرج من إجابته، وهل هذه الإجابة منطقية، حقيقية، مشبعة للسؤال،… إلخ
هذه بعض رزايا الحالة الإعلامية اليمنية اليوم “أتحدث عن المذيعين كمنوذج”
يعود ذلك برأيي إلى عدة أسباب ربما أبرزها:
1. شخص غير مؤهل وجد في المجال صدفة، ولم يبذل أي مجهود لتطوير نفسه، فهو لا يسمع للمحترفين الكبار، ولا يراجع حلقاته باستمرار ليقيم نفسه، ولا يحضر دورات، ولا شيء من هذا.
2. شخص متخرج إعلام لكنه لم يصقل نفسه للعمل ولم يفرق بين النظري وبين الممارسة.
3. شخص الموضوع بالنسبة له “شغلانة” يعني مثلها مثل أي عمل بدني، لا يحتاج اي تفكير أو تطوير، تجده هو هو منذ أول حلقة، توظف بالواسطة، أو بالمحاصصة، أو دبر حاله، المهم حصل “عمل” وليس رسالة وركيزة، من أهم ركائز معركة التحرر الوطني.
وهذا الصنف كثير، أبرز معيار توظيفهم “يعرف يهدر”.
4. قنوات يديرها غير متخصصين، لا فرق عندهم بين مؤهلات المذيع، أو حارس المبنى، هم أساسا لا يعرفون المهارات المطلوبة للمهنة فكيف يشترطونها.
5. أضف إلى هذا ضغط هائل على المذيع، حيث مطلوب منه حلقات يومية حوارية، بغرض تعبئة الهواء، ومع انعدام التأهيل، وقلة الضيوف المتخصصين، يلجأ المذيع إلى تكرار نفسه، وضيوفه، ومواضيعه.
أعرف إحدى القنوات 90٪ من برامجها حوارية يتكرر الموضوع والأسئلة والضيوف بشكل مضحك، ومثلها كثير.
أخيرا:
نصيحة لكل من يعمل في الحقل الإعلامي، وبغض النظر عن “كيف دخل”
إما أن تحترم نفسك ومشاهديك والمهنة فتفعل الآتي :
طور نفسك بشكل مستمر
شاهد مئات البرامج
مختلف المذيعين الكبار
اقرأ الكتب
احضر دورات
قيم نفسك باستمرار
حضر حلقاتك جيدا
تابع الضيف ولا تنشغل بغير إجابته
استمع كمشاهد،
…. إلخ
أو شوف “شغلانة ثانية” أشرف لك.
طبعا الحديث هنا عن حالة أصبحت غلابة، لكن هناك بالطبع أشخاص على مقدرة جيدة ويحترمون عملهم وإن كانوا قليلين جدا.
*رئيس الدائرة الاعلامية في اتحادالرشاداليمني*