مقالات

▪️شرفٌ لِقِيْلٍ يماني لم يحظى به أحد :

بقلم / محمد شبيبة

تأمل كرسي الرحمن -سبحانه وتعالى- تجده أكبر من السموات والأرض كما قال الله في كتابه (وسع كرسيه السموات والأرض)
وهذا الكرسي على كبره وعظمته ماهو بالنسبة للعرش إلا كحلقة صغيرة ملقاة في صحراء مترامية الأطراف، واسعة الأرجاء كما وصف ذلك الحديث الصحيح!
فهل تعلم أن هذا العرش بعظمته الهائلة التي لاتحيط بها المعرفة الإنسانية، ولاتدركها العقول البشرية تحرك واهتز لموت أحد أقيال اليمن؟!
وهل تعلم أن هذا القيل اليماني العظيم حضر تشييع جنازته لا أقوال أكثر من سبعين ألف من كبار أقيال العرب، بل حضرها سبعون ألف ملك من ملائكة الرب،
لم ينزلوا قبل هذا التشييع المهيب إلى الدنيا قط!!
وهل تعلم أن كل أبواب السماء في ذلك اليوم تفتحت، استعدادًا لاستقبال روح هذا القيل الطاهرة؟!
كل هذه المكارم حضي بها وهو شاب، عمره في الإسلام لايتجاوز ست سنوات فقط، إذ أسلم وعمره ٣١ سنة واستشهد على يد قريش وعمره ٣٧ سنة، فكيف لو أمتد به العمر، وطالت به الحياة..؟!!
رفع كفيه والدماء تصب من جراحه فدعاء وقال:
(اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، إنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من قريظة.
فاستجاب الله دعاءه، ونال الشهادة من جراحه تلك
إنه صدِّيق الأنصار ،وزعيم بني عبد الأشهل، وكبير الأوس، أبيض الوجه، جميل اللحية، طويل القامة، كريم النفس، فصيح اللسان، الصحابي الجليل: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل اليماني.
وأمه كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبه الخدرية
من الصحابيات رضي الله عنها
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا ياجرير المجامع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى