مقالات
﴿ فَلَنَأۡتِیَنَّكَ بِسِحۡرࣲ مِّثۡلِهِۦ﴾
🖋️/ د/ محمد موسى العامري*
قالها فرعونُ في مواجهة موسى ورسالته ! سحر مقابل سحر – حسب زعمه- إذ كان السحرة والكهنة في زمانه هم الرموز الدينية فكان لابد من توظيفهم لمواجهة دين الحق الذي جاء به موسى ولاتزال هذه السياسة الفرعونية متبعة إلى يومنا هذا -مقابلة الوسيلة بمثلها – أو مواجهة دين الحق بدين مزيف .
– أمثلة من الواقع-
١- قرأ الغرب الصليبي تاريخ العالم الإسلامي وعظمته وقوته وأيقنوا بعجزهم في مواجهته عسكرياً فلجئوا إلى أساليب الكيد من داخله ! ووجدوا في بعض الطوائف ( كالرافضة ) آلةً للحقد والكراهية مع أهل الاسلام فلم يجدوا بداً من دعمهم وتبنيهم لمحاربة الدين الإسلامي الصحيح فاحتضنوا- وفق سياسة – فلنأتينك بسحر مثله – دعوة الخميني بمشروعه وثورته من باريس وجاؤا به على متن الطائرة الفرنسية عام ١٩٧٩ م ومنها بدأت الفتنة .
٢- لمواجهة أهل الاسلام – السنة – زُرعت المليشيات الشيعية الطائفية في لبنان وسوريا والعراق واليمن لطعن الإسلام وأهله من داخله فارتكبت من المجازر والجرائم ما يندى له جبين الانسانية وفقاً لمنطق – فلنأتينّك بسحر مثله – ورأينا قريباً حين وقعت فلتة من الادارة الامريكية خارج السياق المرسوم بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية سرعان ما تراجعت الادارة الجديدة عن القرار لاستمرار توظيفهم في الخدمة المرسومة !
٣- فرق وتيارات خرافية وبدعية ودروشة شوهت جمال الإسلام تدعم وتغدق عليها الأموال وتشيد لطقوسها القباب والقبور والمزارات وتعطى لها الهبات والأعطيات وتقام لها المؤتمرات لمواجهة دعوة الكتاب والسنة والتوحيد الخالص استمراراً لسياسة -فلنأتينّك بسحر مثله –
٤- علماء ودعاة صادقون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الغلو والتطرف تسلط عليهم ألسنة حداد يعملون ليلاً ونهاراً على النيل منهم وإسقاط مكانتهم وتنفير الناس من علومهم بذرائع واهية ودعايات سمجة ويتصدى لهذا المسار من يحسب على العلم والدعوة بعضهم بسذاجة وغفلة وبعضهم بدوافع وخلفيات مشبوهة ضمن مخطط – فلنأتينك بسحر مثله –
٥- قواعد علم الحديث التي حددت ضوابط النقل للآثار والسنن عبر كتب الصحاح وغيرها بطريقة علمية مذهلة باعتراف خصوم الاسلام أنفسهم من المستشرقين وغيرهم ، يأتيك رويبضات وشراذم، يتكلمون في ما لا يحسنون ويرددون شبهات أكل عليه الدهر وشرب حول دواوين السنة كالصحيحين وغيرها أو يطعنون في رواة الحديث من الصحابة فمن دونهم بما يدل على منتهى الجهل والغباء وضمن أجندة -فلنأتينك بسحر مثله-
٦- لمحاربة المرأة المسلمة المعتزة بدينها وقيمها وحشمتها وعفافها القدوة في تربية أبنائها كان لابد من رعاية منظمات نسوية وقيادات متمردة على القيم والاخلاق وترميز هذه العاهات وتشجيعها على منابذة تعاليم وأحكام الأسرة في الاسلام ضمن سياسة -فلنأتينك بسحر مثله-
٧- للحد من انتشار الاسلام بمنهجه الرباني كما أراده الله عزيزاً متيناً شاخاً متميزاً في أحكامه وتشريعاته ونظامه كان لابد من الدفع بتيارات ورموز تحت مسميات التنوير والحداثة ومزاعم التجديد وهرطقات القراءة الجديدة للنصوص لتقديم الإسلام وفق الطريقة المرسومة من قبل دهاقنة المكر في الثقافة المتغلبة ليكون ديناً ملفقاً ومتميعاً إلى العلمنة واليبرالية أقرب فاقداً لخصوصياته لايمت الى المحكمات والمضامين الالهية بصلة.
٨- لتشويه صورة الاسلام الناصعة وتدمير معانيه الانسانية وجوانب الرحمة والتسامح والتعايش والسلام يتم تنمية واستنساخ تيارات عنف وغلو وتطرف وتكفير للمسلمين واستباحة لدمائهم وأموالهم مع التعدي على معصومي الدماء على طريقة الخوارج بذرائع وفتاوى تنطعية يقدمها رؤوس جهال فَضلّوا وأضَلّوا ضمن سياسة – فلنأتينك بسحر مثله –
الخلاصة :-
* يتحتم على المسلم أن يكون واعياً بالمخاطر التي تستهدف عقيدته وأمته ووطنه وأخلاقه وقيمه مدركاً لسبيل المجرمين وألاعيبهم وأن يكون دائماً في جانب الحق مناصراً له ولأهله بعيداً عن سبل الضلال وألاعيبهم .
* ليعلم المؤمن ويستيقن أن الله حافظ دينه وموهن كيد الكافرين ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله وكل مكرٍ مهما كان كباراً أو لتزول منه الجبال ، إلا أنه إلى بوار ووبال قال تعالى: { وما كيد فرعون إلا في تباب} : { وما كيد الكافرين إلا في ضلال}
* مستشار رئيس الجمهورية رئيس الهيئة العليا لحزب الرشاد
