تقارير ومقابلات

2022 حصاد مؤلم في مناطق الحوثيين .. ما بين “القمع والجوع والاضطهاد

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
ودع اليمنيون بالامس عاماً هو الأسوأ في تاريخهم المعاصر من خلال تدهور المعيشه وغياب الدولة وهو العام الذي نفذت فيه الهدنة حيث تفرغت الميليشيا للجبايات على المواطنين وممارسة سطوتها القمعية، ومحاولة فرض سلطة بشكلها الطائفي بشكل أكثر جرأة، من خلال اعتزامها تغيير المناهج بشكل كلي
في هذا العام تعالت الأصوات المنادية للخروج والتظاهر في الميادين والشوارع ضد السياسات الحوثية ادى ذلك “الى موجة هلع عارمة لدى الانقلابيين دفعتهم سياساتها الى الإخفاء والاعتقال والتصفية. تهديد مباشر ومن خلال ما يسمى “جهاز الأمن والمخابرات” دشنت المليشيا حملة قمعية شاملة تهدف لاعتقال اي شخص يكتب أو يشارك تغريدة تنتقد فشل الجماعة وفسادها.ووصف ما يسمى “جهاز الأمن والمخابرات” دعوات التظاهر ومعارضة الفساد بأنها “مخطط قذر لإقلاق السكينة العامة”
غليان شعبي
ويتوقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة تطورات مهمة على صعيد الغليان الشعبي المتعاظم في مناطق سيطرة الانقلاب الحوثي، مع تفاقم الفقر وانعدام الخدمات وتصاعد الممارسات الحوثية القامعة لحرية التعبير.
ويقول الناشط /علا عبدالله ..مع كل القمع الذي يمارسه الحوثيون في مناطق سيطرتهم، والذي وصل إلى حد الإرهاب، إلا أن دعوات الغضب والرسائل في معظم وسائل التواصل بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ
ويضيف لقد ايقن الجميع أن ذرائع عناصر الحوثي التي يبررون بها ارتفاع الأسعار وانعدامها ليست صحيحة، إذ أن الفقر والعوز ونقص تلك السلع لا تظهر إلا على المواطنين البسطاء، حتى من المتأثرين بخطاب الحركة الشعبوي السياسي، بينما قادة الحركة وأعضاؤها وبالأخص من المنتمين للسلالة لا يتأثرون مطلقًا بالحرب، وعلى العكس زادت ثرواتهم وظهرت عليهم النعمة في بيوتهم واستثماراتهم وعلو عمائرهم وكروشهم، وهذا ما بدا واضحًا للغالبية، إذ أن الحركة قسمت اليمنيين إلى طبقتين، طبقة انتهازية تعيش عالة على الطبقة الأخرى، إذ لا يعملون في أي شيء سوى أنهم منتمون إلى الحركة وقادة فيها، وهذا وحدة كاف لتتراكم لديهم ثروات هائلة في أكثر الفترات صعوبة على البقية”.
سياسة تجويع ممنهجة
ويعلم الجميع ان الحوثيين يعمدون الى افتعال ازمات وسياسة تجويع ممنهجة في اعتقادهم ان ذلك يضعف الشعب ويجعله في خنوع مستمريقول الباحث /ه.ن.ع أن جماعة الحوثي تحرص على عدة أهداف سياسية وعسكرية وطائفية، من بينها إثراء جماعتها أو تركيز الأموال في العرقية الخاصة بها.
ويضيف باعتقادي عملية حرمان الناس من المشتقات النفطية والغاز ومنع دخولها هي ضمن استراتيجية واسعة فعندما تمنع دخول المشتقات النفطية فأنت تغلق أبواب الرزق في وجوه من يعملون في قطاعات الزراعة والنقل والتجارة والصناعة وهي قطاعات تعتمد بشكل أساسي على المشتقات النفطية”.
ويتابع “عندما يتم حرمان الناس من الرواتب والضمان الاجتماعي وفرض اتاوات كبيرة على اصحاب المشاريع الصغيرة يجدون انفسهم على رصيف البطالة ويتم تهيئة هؤلاء أو جزء منهم ليذهبوا للبحث عن مصدر رزق وإن كان القتال في الجبهات مع الحوثيين، وخصوصا في هذه المرحلة التي تقوم فيها جماعة الحوثي بالتحشيد من أجل معاودة الهجوم على مأرب وبعض المناطق الأخرى وهو الأمر الذي يعزز وجود أهداف عسكرية وسياسية إضافة إلى الضغط على المجتمع الدولي لتحقيق بعض المكاسب السياسية ومنها مثلا منع تصنيفهم كجماعة إرهابية”.
مدونة سلوك طائفية

ونهجت المليشيا الحوثيه في هذا العام الى السيطرة على الوظيفة العامة شرعت في تدشين ما يسمى بـ”مدونة السلوك الوظيفي” في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتهدف إلى فرض أفكار طائفية، وتعميمها كسلوك اجتماعي تشمل كافة فئات المجتمع. و تُلزم المدونة كافة الموظفين في الوحدات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا بقواعد سلوك طائفية، متخذة من خطابات ومحاضرات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وشقيقة، مرجعية لتلك الشروط التي وضعتها، بالإضافة إلى “الهوية الإيمانية”.
وأثارت بنود المدونة جدلاً ورفضاً واسعاً في أوساط الكثير من اليمنيين إذ اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أن المدونة تهدف إلى أدلجة الوظيفة العامة، وتطييف المجتمع والدولة وفق أفكار الميليشيا.
وسبقت المدونة العديد من الافكار والمفاهيم منها الهوية الإيمانية”، بدلاً عن الهوية الوطنية في المناهج المدرسية بالإضافة فرض وثيقة الشرف القبلي، وفي حال تمكن الحوثيون من فرض هذه المدونة في المؤسسات الحكومية فإن الميليشيا لن تتردد فرض معتقداتها الطائفية كمدونة سلوك اجتماعي، لمختلف فئات المجتمع.
كسر حاجز الخوف
وفي العام المنصرم 2022 بدأ حاجز الخوف يزول عن الناس وبدأ الناس يتحدثون عن الظلم والفساد الحاصل في مناطق الحوثيين وبدأت الاصوات تعلو في وسائل التواصل وبدأت تبرز احتجاجات مناوئة للحوثيين في صنعاء، التي بدأت بتعليق شعارات وملصقات مناهضة للحوثيين في الأحياء والشوارع الرئيسية في شهر مارس/ آذار، وكانت حدثاً بارزاً ومقلقاً لميلشيات الحوثي التي اعتقدت ان لا أحد يستطيع معارضتهم. من بين تلك الشعارات المناهضة “ارحل ياحوثي”، الشعب اليمني ليس ملكا لإيران“، الأمر الذي أربك سلطات الحوثيين حيث كشفت حينها عن حالة غضب كامنة لدى المواطنين لأول مرة بعد سنوات من القمع والجريمة المنظمة التي تمارسها الجماعة بحق اليمنيين.
وفي يوليو/ أقدم عشرات من سكان مدينة الحمدي السكنية بحي سعوان وسط صنعاء بهدم أسواراً بناها القيادي الحوثي عبد المجيد الحوثي للسيطرة عليها تحت مسمى أراضي الأوقاف.
وفي سبتمبر / أحرق تُجار وموردي البيض، وملاك مزارع الدواجن، كميات كبيرة من البيض، أمام مبنى وزارة والتجارة التابعة للحوثيين في صنعاء، احتجاجاً على منعهم توريد البيض للمناطق المحررة خلال تنظيمهم لوقفة احتجاجية رفضاً لسياسة القمع من وقيود الحوثي المفروضة عليهم.
وفي ذات الشهر نظم العشرات من سائقي مركبات النقل وقفة احتجاجية في منطقة سعوان وسط العاصمة صنعاء رفضاً للاتاوات المفروضة عليهم كما شهد سبتمبر أيضا إضراب للقضاة والمحامين الذي استمر اسبوعين وشكل الإضراب خطرا كبيراً على الميليشيات الحوثية واجبرهم على مفاوضة من القضاة والرضوخ لبعض مطالبهم.
ولم يقتصر رفضاً اليمنيين للحوثيين في الاحتجاجات والإضرابات فقط إذ يُعبر المواطنين عن رفضهم للحوثيين في صنعاء بطرق مختلفة من بينها الابتهاج الكبير في الأعياد الوطنية وحفلات التخرج والفعاليات الثقافية، وحفلات الأعراس، والاحتشاد التلقائي في المناسبات الوطنية مثل ذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى