بأي وجه تريد المليشيا السلام
الرشادبرس..
تقرير / آواب اليمني..
لأن ما حدث في مطار عدن يعتبر اجراما جبانا بشعا بكل المقاييس ، ولأن ما يقوم بذلك العمل الغادر سوى جماعة إرهابية لا تكترث لارواح البشر ، تشير المؤشّرات بما لا يدع مجالا للشك او الريبة على ضلوع مليشيا الحوثي الانقلابية في الهجوم الدامي على مطار العاصمة المؤقتة عدن لحظة وصول الطائرة المقلّة للحكومة اليمنية الجديدة يوم الخميس الفايت التي تشكّلت بمقتضى اتّفاق الرياض، في ظلّ تساؤلات عما إذا كان ثبوت تورّط المليشيا المتمرّدة في الحادثة سيغيّر الموقف الدولي والأممي منها باتجاه تجريمها واعتبارها طرفا غير مؤهّل للمشاركة في صنع السلام، أم أنّ عملية “المجاملة” غير المنطقية لها ستستمر رغم هذه الجريمة المروّعة وفق توصيف العديد من المسؤولين الدوليين والأمميين.
ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا مقاطع فيديو توثّق لحظات إطلاق الصواريخ من مطار تعز الذي يسيطر عليه الحوثيون، في الوقت الذي استشعرت فيه المليشيا الحوثية خطورة الموقف وحاولت التنصل من المسؤولية وتصوير الحادث على أنه جزء من الصراع بين مكونات الشرعية.
حكومة بلادنا برئاسة معين عبدالملك، عقدت الخميس، أول اجتماعاتها في قصر المعاشيق بعدن لمناقشة تداعيات الهجوم على المطار.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن عبدالملك تأكيده أن “المؤشرات الأولية للتحقيقات في الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي تشير إلى وقوف ميليشيا الحوثي الانقلابية وراء هذا الهجوم الذي تم من خلال صواريخ موجهة”، مشيرا إلى توفر “معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين كانوا موجودين لتولي هذه الأعمال”.
وقال مراقبون سياسيون نقلا عن صحيفة“العرب” اللندنية أن حجم الهجوم والجرأة التي اتّسم بها باستهدافه تصفية أعضاء الحكومة الجديدة بشكل جماعي، مؤشر على المخاوف الحوثية من انعكاسات تشكيل تلك الحكومة وردم هوة الخلافات بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والتأثيرات المحتملة على صعيد تطوير أداء الشرعية وإصلاح الاختلالات في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
مصادر سياسية أكدت أن قرارا حوثيا بحجم تصفية أعضاء الحكومة لا يقل خطورة عن القرار الذي اتخذه الحوثيون بتصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو ما يؤكد وقوف طهران خلف هذا الهجوم الذي استهدف مطار عدن، بهدف خلط الأوراق في الملف مع التحولات المتوقعة في الموقف الدولي واستغلال فترة الارتباك التي تفرضها ظروف انتقال السلطة في الإدارة الأميركية.
وتؤشّر البداية الصعبة التي واجهتها حكومة بلادنا الجديدة قبل أن يطأ وزراؤها أرض المطار حجم التحديات التي تقف أمامها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
ويرى ماجد المذحجي من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن “ما يميز الحكومة أنها تمثّل جميع الأطراف”، موضحا أنها تضم حتى المنادين بالانفصال عن الدولة اليمنية الموحدة .
ويشير المذحجي إلى أنّ نطاق عمل الحكومة سيكون في المناطق المحررة بعيدا عن مناطق المتمرّدين الحوثيين الذين يسيطرون على الشمال باستثناء مأرب، مشيرا إلى أن لدى الحكومة الجديدة “ثلاث أولويات أساسية”، حيث يتوجب عليها التعامل مع الوضع الاقتصادي المنهار عبر “وقف النزيف في سعر العملة اليمنية مقابل الدولار وإعادة ترتيب الأوضاع الاقتصادية في المناطق المحررة”.
وبالإضافة إلى ذلك، يتوجب على الحكومة أيضا “إفراغ عدن ومحيطها من المعدات العسكرية الثقيلة والدفع بها إلى الجبهات”، حيث تجري المواجهة مع المتمردين الحوثيين بعدما كانت تُستخدم للاقتتال بين أفرقاء المعسكر الواحد، كما يتوجّب عليها وقف “الخسائر على الأرض أمام الحوثيين الذين بدأوا بالتقدم في عدد من الجبهات خصوصا في مأرب.
ويعتبر التحدي الأكبر أمام الحكومة هو “الحفاظ على وحدة عدن وتجاوز الانقسامات السياسية بين الأطراف المشكّلة لها، خصوصا الحساسيات بين التجمع اليمني للإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي”.