تقارير ومقابلات
في اليوم العالمي للتعليم ، أكثر من 950 انتهاكًا حوثيًا طال التعليم
الرشاد برس-تقارير
كل تلك الشعارات البراقة التي تنوح بها المليشيا الانقلابية مجرد خبث تنفثه في أدمغة المدنيين ، كل تلك المزاعم والوعود التي ترددها على المنابر والشاشات سرعان ما تتحول إلى سراب يحسبه الضمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، هكذا هي المليشيا الانقلابية لم ولن يكن هدفها الدفاع عن المواطنين وعن كرامتهم وحفظ حقوقهم ، بل على النقيض تماما ، همها الأوحد كيف تبتز المواطنين وتنهب اموالهم وحقوقهم ، فمنذ انقلابها سعت المليشيا للسيطرة على كافة قطاعات ومؤسسات الدولة ، ومنها قطاع التعليم .
التعليم القطاع الأكثر تضررا جراء الحرب الحوثية الغاشمة ، إذ أعلنت منظمة سام للحقوق والحريات ، إنها رصدت أكثر من 950 انتهاكاً طالت العملية التعليمية في، خلال الثلاث السنوات الاخيرة التي تشهد عجزًا وتراجعًا مستمرين بسبب الحرب الحوثية وتصاعد حالة الاستقطاب السياسي والمذهبي.
وذكرت المنظمة في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للتعليم والذي يوافق يوم 24 يناير من كل عام، أنها رصدت أرقاما مقلقة خلال السنوات الماضية حول الانتهاكات التي طالت العملية التعليمة في بلادنا، والتي كان لها التأثير في تردي جودة التعليم في كثير من المناطق، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
وأوضحت أن الانتهاكات التي تم تسجيلها تشمل فرض جبايات مالية على الطلاب، ومداهمة واقتحام مدارس، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، إضافة لنهب المدراس وإغلاقها وتغيير أسماء المدارس بأسماء رموز دينية لجماعة الحوثي.
مشددة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه اليمنيين ومنح الأطفال الفرصة الكاملة في الحصول على حقهم من التعليم بعيدًا على النزاعات الداخلية وخطابات الكراهية والتفرقة العنصرية.
وأكدت منظمة سام أن الحرب قضت على عدد كبير من مقومات من البنية الأساسية للتعليم، المتمثلة بالمدارس وملحقاتها كالإدارات التعليمية والتي أصبحت خارج نطاق العمل مشيرة إلى أن العملية التعليمية أضحت في حدها الأدنى في العديد من المناطق، ومنعدمة في مناطق أخرى، حيث يعاني مئات الطلاب من صعوبة في تلقي دروسهم التعليمية.
وبينت “سام” أنها رصدت خلال الأعوام 2017، 2018، 2019، انتهاكات جسيمة بحق التعليم، وأبرزها انتهاك الحق في اختيار المناهج المناسبة، حيث عمدت مليشيا الحوثي الانقلابية إلى تسيس التعليم وصبغ المناهج والبرامج التعليمية بصبغه عقائدية مذهبية، شكلت تهديدًا على براءة الطفولة.
وأضافت: “كما مثلت خطورة كبيرة على التقارب الاجتماعي بسبب الأفكار المذهبية المنشورة في مناهج تلك الجماعة، والتي تسعى إلى تمجيد فكر الجماعة والتعبئة للقتال وإلغاء الآخر”.
وأفادت المنظمة الحقوقية أنها رصدت تعميم الشعارات السياسية لجماعة الحوثي على المدارس، وتلقين الطلاب أناشيد خاصة بالجماعة إضافة لإقامة نشاطات ومناسبات دينية ذات توجهات عقائدية خلافية، والتي تساهم في التأثير على الطلاب وجذبهم إلى ساحات القتال.
ووثقت المنظمة في هذا الصدد نزول اللجان المسؤولة عن زيارة المدارس، خصوصا الحكومية، لإلقاء محاضرات ذات مضامين دعائية طائفية للجماعة والترويج لانتصاراتها العسكرية، إلى جانب مهاجمة خصومها الذي يُحسبون، في تلك المحاضرات على (أميركا وإسرائيل).
وتابعت: “لكن النقطة الأخطر في هذا المجال هي قيام موالين للحوثي بأنشطة داخل المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، للتأثير على زملائهم، وترغيبهم في أفكارها المتطرفة، أو في الالتحاق بجبهات القتال”.
ووجدت المنظمة من خلال الرصد أن عددا كبيرا من الطلاب الذين التحقوا بالمراكز الصيفية أو بجبهات القتال الحوثية، وقعوا ضحية لزملائهم الذين تلقوا دورات خاصة حول طرق ووسائل الاستقطاب، وتم تزويدهم بمواد سمعية وبصرية مناسبة لأعمار المستهدفين.
وذكرت المنظمة أن التدخل الأحادي بالمناهج الدراسية من قبل جماعة الحوثي في المناطق التي تقع تحت سيطرتها وفرض برامج عقائدية تساهم في تشبع الطفل بإيدلوجية قتالية متطرفة، وتجعله سهل الانقياد، والتحول إلى وقود لهذه الحرب
مبينة أن الانتهاكات الخاصة باقتحام المدارس خاصة في أمانة العاصمة وذمار وعمران وحجة بلغت أكثر من 300 حادثة اقتحام إضافة لإقامة فعاليات مذهبية في كثير من الأحيان دون الحصول على إذن أو موافقة إدارة المدراس التي أصبحت تخشى سطوة المشرفيين الحوثيين.
وطالبت منظمة سام في تقريرها، المجتمع الدولي بضرورة التدخل وتمكين الأطفال اليمنيين من ممارسة حقهم في الحصول على التعليم أسوة بباقي أطفال وطلاب العالم.
واكدت أهمية التحرك الفعلي والعمل على إيقاف ممارسات جماعة الحوثي وتقديم الضمانات الكفاية لتمتع الطلبة اليمنيين بحقوقهم الكاملة ، مشيرة الى أن تلك الانتهاكات “كان لها التأثير في تردي جودة التعليم في كثير من المناطق، خاصة المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي”.