مقالات

معركة العرب لا معركة اليمن والخليج

 قلم

أمين الصلاحي

 كان الرئيس صدام حسين يقول لدول الخليج إنه خط الدفاع الأول عنها في وجه المطامع الفارسية الصفوية، وأعلن أكثر من مرة عن وظيفته التي يعتز بها: حارس البوابة الشرقية للأمة العربية.

   لكن كثيرين لم يأخذوا كلام صدام حسين على محمل الجد حينها، بل أخذ البعض يشكك في صحة هذا الكلام، ويتهم النوايا!

   ارتكب صدام غلطته الكبرى بغزو الكويت، ثم تسارعت الأحداث بعد ذلك على نحو دراماتيكي حتى سقوط العراق وتسليمه لإيران على طبق من ذهب!

   عملت إيران كل ما في وسعها لترسخ وجودها في العراق، وكان لديها جيش من العملاء أنجز مهمته في تحويل العراق من دولة عربية ذات سيادة، إلى محافظة إيرانية تأتمر بأمر الولي الفقيه في طهران!

  لكن مطامع إيران لم تقف عند هذا الحد، بل بدأت تخطط وتعمل بدأب شديد،ـ وبمكر الليل والنهار، لابتلاع دول الخليج العربي، وكانت الخطة الإيرانية واضحة: تطويق الخليج من الشمال والشرق عبر العراق وسوريا ومن الجنوب عبر اليمن، ليصبح الخليج بين فكي كماشة، وليصبح العرب الذين باعوا عروبتهم بثمن بخس ودانوا بالطاعة للولي الفقيه معولاً بيد الحقد الصفوي!

   فمنذ أن أسقط الأمريكيون العراق بأيدي إيران، وإيران لا تكف عن الحشد والتجييش الطائفي نحو الخليج، وتصريحات قادة مليشياتها الإرهابية الطائفية ضد دول الخليج عموماً، والسعودية على وجه الخصوص باتت معروفة لدى الجميع، ونفس اللعبة بدأت إيران تلعبها في اليمن، وفي ذات الوقت عملت إيران على إثارة الفتنة الطائفية داخل الدول الخليجية، وعلى تكوين خلايا إرهابية طائفية لتكون نواة لمليشيات مسلحة طائفية إرهابية على غرار ما فعلته في العراق ولبنان وسوريا واليمن!

  ولم يكن أمام دول الخليج إلا أن تدافع عن نفسها أمام هذا الكيد الإيراني الشيطاني، الذي انخرط فيه مع الأسف الشديد بعض العرب الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة بيد عدو أمتهم، يستخدمهم لهدم وتخريب أوطانهم، وتهديد أمن واستقرار بقية الدول العربية!

    إن دول الخليج اليوم لا تدافع عن نفسها فقط، ولكنها تدافع عن العرب جميعاً، تدافع عن مصر، وليبيا، والجزائر، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، والسودان… والعرب الذين يشاركون في معركة تحرير اليمن لا يدافعون عن الخليج وإنما يدافعون عن أنفسهم.. وهذه الحقيقة يجب أن يدركها العرب ، فإيران لم تكتف بالعراق، ولن تكتف بالخليج، والحقد الفارسي الصفوي على العرب ليس له حدود.

  يجب على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة جيداً.. ويجب أن يتذكروا على الدوام تصريح وزير الاستخبارات الإيرانية السابق حيدر مصلحي بعد احتلال المليشيات الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء والذي قال فيه: ((إن إيران باتت تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية)). يشير بذلك إلى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء..

ويجب على العرب أن يدركوا أن أربع عواصم عربية ليست كافية ولا تلبي طموح المشروع الصفوي.

   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى