أخبار العالم
تواصل عمليات الإجلاء من كابل وواشنطن تقر بتعاون طالبان في وصول الأميركيين للمطار
الرشاد برس ــــ دولي
تتواصل عمليات إجلاء آلاف الرعايا الغربيين والأفغان من أفغانستان وسط أجواء مشحونة مع تكرر حوادث إطلاق النار لتفريق الحشود في مطار كابل، في حين أقرت واشنطن بأن حركة طالبان تيسر وصول الأميركيين إلى المطار.
وقد اطلقت القوات الأميركية أمس الأربعاء قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق آلاف المحتشدين أمام مطار كابل العسكري الذي يتم انطلاقا منه إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان الذين بحوزتهم تأشيرات سفر، وفي مقدمتهم أولئك الذين كانوا يعملون مع القوات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حركة طالبان أن مسلحيها أطلقوا النار في الهواء في مطار كابل بهدف تفريق الحشود، وليس لإلحاق الأذى بالمدنيين الذين يحاولون دخول المطار للسفر.
كما أفادت رويترز نقلا عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بإصابة 17 مدنيا على الأقل في تدافع وقع أمس الأربعاء قرب بوابة مطار كابل أثناء إجلاء بعض الدول دبلوماسييها ورعاياها.
وقال المسؤول إن بعض الأفغان يسعون للمغادرة بعد سيطرة طالبان على كابل الأحد الماضي، رغم التحذيرات بعدم التجمع في المطار أو حوله إلا لمن لديهم تأشيرات سفر.
وكانت القوات الأميركية أغلقت المطار العسكري لبعض الوقت يوم الاثنين الماضي عقب حدوث فوضى سقط فيها قتلى من المدنيين الأفغان بالرصاص أو بسبب التدافع، ولكن أعيد فتح المطار في اليوم نفسه لتستأنف بعد ذلك الرحلات التي تسيرها دول عديدة.
وضع مستقر وطالبان تتعاون
وقد قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي أمس الأربعاء إن الوضع الأمني في مطار كابل مستقر.
وأشار في مؤتمر صحفي مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أن مسلحي طالبان لا يتدخلون في العمليات الأميركية، لكنهم يساعدون في تيسير مرور المواطنين الأميركين إلى داخل المطار.
من جهته، قال أوستن إن هدف قواته هو رفع القدرة على الإجلاء من أفغانستان، وأشار إلى أنهم لم يسجلوا أي احتكاك مع مقاتلي حركة طالبان، مشددا على أن القوات الأميركية لديها التزام أخلاقي بمساعدة الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة.
وبالتزامن، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن عدد القوات الجنود الأميركيين في مطار كابل حاليا هو 4500، وإن 700 وصلوا في الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن مئات آخرين سيصلون لاحقا إلى كابل.
في الإطار نفسه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حركة طالبان تسهل إجلاء الأميركيين والأجانب من كابل، لكنه أوضح أن قوات بلاده تواجه صعوبات في إخراج المواطنين الأفغان الذين تعاونوا معها ويريدون مغادرة أفغانستان.
وأشار بايدن في مقابلة مع شبكة “إي بي سي” (ABC) إلى أن هناك ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف أميركي، وما بين 50 إلى 65 ألف أفغاني تريد الولايات المتحدة إخراجهم من أفغانستان.
أما قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كارتر فقال أمس الأربعاء إن المملكة المتحدة تتعاون مع طالبان ميدانيا لتوفير الأمن في أماكن وجودها، مشيرا إلى أن الحركة تساعد في عمليات الإجلاء من المطار وتبقي شوارع كابل هادئة وآمنة جدا، حسب تعبيره.
عمليات الإجلاء
وقد قال البنتاغون إنه خلال الساعات الـ24 الماضية، أجلت 18 طائرة من طراز “سي-17” (C-17) ألفي شخص من كابل بينهم 325 أميركا.
من جهتها، أفادت وكالة رويترز عن مسؤول غربي بإجلاء نحو 5 آلاف من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة وموظفي الأمن والأفغان من كابل.
وقال المسؤول الغربي إن طائرات عسكرية ورحلات خاصة ستواصل عمليات الإجلاء من كابل على مدار الساعة، مضيفا أن القضاء على الفوضى خارج مطار كابل يشكل تحديا.
في السياق، قال سفير بريطانيا في أفغانستان إن فريقه أجلى نحو 700 شخص يوم الثلاثاء الماضي، في حين ذكر وزير الخارجية الألماني أن بلاده أجلت 500 شخص.
كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إنه تم إجلاء 552 مواطنا تركيا من كابل، في حين ذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده اتخذت الإجراءات اللازمة من أجل عدم تعريض حياة الجنود الأتراك هناك لأي خطر.
وأوضح أكار أن حركة الطيران في كابل عادت إلى طبيعتها، مشيرا إلى أنه في اليومين الأخيرين أقلعت 62 رحلة من مطار العاصمة الأفغانية.
وأظهرت صور لمطار كابل التقطت بالأقمار الصناعية تواصل عمليات الإجلاء التي توقفت يوم الاثنين الماضي لبعض الوقت بعد اقتحام آلاف الأفغان مدرج المطار.
كما أظهرت الصور المدرج خاليا من الركاب الراغبين في مغادرة البلاد، فضلا عن وجود طائرات عسكرية رابضة في الجزء العسكري من المطار الذي يقع في الجهة الشمالية، أما في الجهة الجنوبية أو الجزء المدني الذي تسيطر عليه حركة طالبان فقد بينت الصور اصطفاف سيارات عند مدخله.