مقالات
مخطط جماعة الحوثي الجديد
بقلم / عبدالوهاب طواف
خلال الفترة القصيرة الماضية، تواصلت مع كثير من القيادات القريبة من الجماعة، وكذلك مع بعض الشخصيات المعتدلة في التنظيم، سواء المتواجدة في صنعاء أو في الخارج، ووصلت إلى الآتي:
1. الجماعة الحوثية مستنفرة ومنزعجة، بسبب توحد جبهة خصومها، وخصوصًا مع تزايد النقمة الشعبية ضدهم؛ بسبب مصادرتهم للحريات الشخصية والعامة، وتزايد الجبايات، وعدم وجود أُفق واضح للحل، والخلاص من حروبهم العبثية، ضد أبناء اليمن، ومن سيطرتهم الكاملة على مزايا وخدمات ومغانم السلطة، مقابل تنصلهم من مسئولياتها تجاه المواطن.
ومعرفتهم أن الناس صاروا على قناعة تامة بإنهم لا يريدون سلام، وإنما يعملون للبسط على مؤسسات الدولة بلا مسئوليات تجاه الناس، ولن يتأتي للجماعة الحوثية ذلك إلا باستمرار الحرب، وبتسويق قصص العدوان وأخبار المؤامرات الغربية على اليمن.
2. حتى الآن لا يوجد للسلام موضع يُذكر في تفكير قيادات الجماعة الحوثية، وسياساتهم وخططهم القادمة، وإنما يعملون على تجهيز قاموس من الذرائع الجديدة ضد المجلس الرئاسي، والإعداد لمخططات تستهدف التوافق الذي حدث في الرياض، وهناك من يؤكد أن هناك مخططات جديدة تُجهز لضرب الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، وبقية المناطق المحررة، لتحويلها إلى مناطق طاردة لقيادات الدولة، ومثال حي لعجز الشرعية على إدارة مناطقها، أمام المجتمع الدولي، وأمام المواطنين في المناطق المحتلة.
على كلًا، حسب اعتقادي أن المجلس الرئاسي يولي السلام الأهمية القصوى في عملية استعادة الدولة وانقاذ الناس من بطش الحوثية وجباياتهم، إلا أن الأستعداد للحرب يجري على قدم وساق، وستكون حرب مختلفة وخاطفة إن اِستلزم الأمر، وفشلت جهود السلام، وبأهداف وقيادة وتحرك جماعي، والكل يتمنى أن تنتهي الكارثة الحوثية بحل سلمي، يحفظ لليمن بقاياه.