الجيش الروسي يبدأ اقتحام مصنع آزوفستال
الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي
شنّت روسيا هجوما بالدبابات والطائرات والمشاة أمس الثلاثاء وفجر اليوم للمرة الأولى على مصنع الصلب في آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية، ووصل العشرات لبر الأمان في مدينة زاباروجيا بعد إجلائهم من المصنع، في حين لوّح الجيش الأوكراني بقصف جسر القرم الإستراتيجي عاجلا أو آجلا.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية أمس الثلاثاء إن من الضروري الإسراع في تدمير جسر القرم الذي يربط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية؛ نظرا لأهميته الإستراتيجية لموسكو، في حين بدأ الجيش الروسي قصف ثم اقتحام مجمع آزوفستال (شرقي ماريوبول)، وهو آخر معقل للجيش الأوكراني بالمدينة.
وذكرت القوات الأوكرانية -في منشور لها- أن ضرب جسر القرم سيؤدي إلى تعطيل الخدمات اللوجيستية للجيش الروسي في منطقة الجنوب الأوكراني برمتها، بما فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وشددت على ضرورة الإسراع في تدمير الجسر في القريب العاجل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين افتتح الجسر -الممتد على مسافة 19 كيلومترا- عام 2018 ليربط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم الأوكرانية عبر مضيق كيرتش بين بحر آزوف والبحر الأسود.
وكانت موسكو ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014.
وفي مدينة ماريوبول (جنوب شرقي أوكرانيا)، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن قائد فوج آزوف قوله إن القوات الروسية بدأت اقتحام مجمع آزوفستال الصناعي بعد سلسلة ضربات جوية.
في حين نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصادر روسية قولها إن فوج آزوف والقوات الأوكرانية استغلا التهدئة في منطقة آزوفستال لاتخاذ مواقع قتالية، وأكدت بدء القوات الروسية عملية تدمير المواقع القتالية للكتيبة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مسلحي فوج آزوف والقوات الأوكرانية ينتهكون وقف إطلاق النار في منطقة آزوفستال، وإن القوات الروسية ترد على مواقع إطلاق النار.
من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إرينا فيرشوك إن بوتين ما يزال يهاجم مجمع آزوفستال الصناعي، رغم تعهدات سابقة بوقف إطلاق النار، وأضافت فيرشوك -في تصريح خاص للجزيرة- أنه تم أيضا تعليق أحد الممرات الإنسانية لأن وقف إطلاق النار لم يصمد، وفق تعبيرها.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قال عمدة ماريوبول فاديم بويتشينكو إن أكثر من 200 مدني لا يزالون يتحصنون مع المقاتلين في آزوفستال، وأضاف أن نحو 100 ألف مدني في المجمل ما زالوا داخل ماريوبول. وذكر فوج آزوف التابع للجيش الأوكراني أنه ما يزال هناك مدنيون في الطوابق السفلية تحت أنقاض مجمع آزوفستال، الذي تقصفه القوات الروسية منذ أمس.
ويقع مجمع آزوفستال في مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف، وتبلغ مساحة الجزء الأساسي من المجمع الصناعي 11 كيلومترا مربعا، وشُيد عام 1933 على ضفاف بحر آزوف، ودُمّر خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد بناؤه عام 1947.
ويضم المجمع 41 مصنعا و80 مبنى وطرقا سريعة وسككا حديدية، بالإضافة إلى شبكة من أنفاق ومسالك تمتد عشرات الكيلومترات، ويطلق عليها “سراديب الموتى”.
وبشأن إجلاء المدنيين داخل آزوفستال، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الثلاثاء إن أكثر من 100 مدني وصلوا إلى مدينة زاباروجيا -الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية- بعدما تم إجلاؤهم عبر الممر الآمن من ماريوبول.