جشع المؤجرين ومعاناة المستأجرين!!
بقلم / عدنان_حجر
باندلاع الحرب في اليمن في2015م نزح مئات الآلاف من اليمنيين من مناطق سكنهم الاصلي إلى مناطق ومحافظات يمنية كانوا يعتقدون أنها أمنة أو أنهم كانوا يعتقدون أنه من السهل عليهم الحصول على مساكن ملائمة أو بإيجارات معقولة ويقدرون على دفعها.. غير انهم فوجئوا بغير ما كانوا يعتقدون. معاناة يومية يعيشها النازحون في كل المحافظات والمناطق التي نزحوا إليها بحثا عن الأمان والاستقرار.
النازحين معظمهم من شرائح مجتمعية دنيا ومتوسطة في الغالب مثل موظفين بدون رواتب وحرفيين على باب الله وطلاب واقلية شبه مقتدرين.. النزوح بأعداد كبيرة إلى محافظات العرض فيها قليل والطلب يتزايد، أي أزمة مساكن في مناطق النزوح مع استمرار الزيادة في الطلب على المساكن تسببت في جشع المؤجرين برفع قيمة الإيجار سواء على الشقق أو المنازل المتواضعة.. طمع وجشع ومزاجية المؤجر، جعلته لا يؤجر إلا لمن يدفع أكثر، دون مراعاة للجوانب الأخلاقية والإنسانية. هذا إلى جانب الدور الحقير الذي يقوم به سماسرة الإيجارات باستغلال ظروف النازحين المادية والإنسانية. ومن المؤجرين من يطلب الايجار بالسعودي أو الدولار.. مع جملة من الالتزامات يفرضها المؤجر على المستأجر الدفع من بداية الشهر دون تأخير، ورفع الايجارات بإشعار وبدون اشعار أو بمرور كل شهر طمعا وجشعا وانعدام رحمة وعدم تقدير لظروف المستأجر..
هذه العلاقة بين المستأجر والمؤجر وغير المنصفة للمستأجر وعدم وجود قانون يحمي المستأجرين من غول المؤجرين.. دائما ما تتسبب بخلق أزمات وخلافات بين المؤجر والمستأجر.. فان تأخر المستأجر في دفع الإيجار أو توسل إلى المؤجر بالتأجيل لشهر أو شهرين يعرض المستأجر وأسرته للطرد المباشر أو الإخلاء بأحكام قضائية لصالح المؤجر.. ومن نار المتحاربين إلى نار المؤجرين. ومن الخوف إلى عدم الاستقرار والاستغلال والجشع والابتزاز. وعدم وجود قانون يحمي المستأجرين من غول المؤجرين.
خلافات المستأجر مع المؤجر وانعدام وجود رواتب او عدم صرفها بصورة ثابتة وانعدام توفر مصادر الرزق الحلال بسبب تبعات الحرب وانهيار اقتصاد الدولة وفساد السلطات وعبء البحث عن سكن والتنقل من مكان لآخر وتعدد بيئات الأولاد وتعدد مدارسهم.. هذه المعاناة التي يعيشها المستأجر النازح خصوصا ينجم عنها انعكاسات نفسية واجتماعية وتربوية تخلق شعورًا بالكآبة والفشل عند الأب والأم والتذمر والإحباط عند الأطفال. وهذا الظلم الواقع على المستأجرين من النازحين خصوصا وغير النازحين من البسطاء، تتحمل مسؤوليته السلطة الحاكمة وحكومتها بسبب منح المؤجر الهيمنة والتصرف بمزاجية، دون وجود أي رادع جزائي عليه وعدم وجود محددات قانونية تضبط العلاقة بين المؤجر والمستأجر. وعليها أن تبادر بالقيام بواجباتها الإدارية والإنسانية برفع الظلم والمعاناة عن المستأجرين ووضع حد لهيمنة وتسلط المؤجرين.. تلك هي معاناة النازحين المستأجرين وهي قضية إنسانية وحقوقية تستحق التناول كما تستحق تبنيها من قبل المنظمات الإنسانية الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المحلي.
وتقتضي أمانة الكلمة وقول الحق والانصاف أن هناك ملاك عقارات ومساكن وهم قلة قليلة تسكن في نفوسهم وجوارحهم الرحمة وتحرك عقولهم الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والسعيد من المستأجرين من كان له نصيبا من هؤلاء الملاك والمؤجرين …وحضرتي انا وأسرتي ممن من الله علينا وسخر لنا مؤجر في قمة الإنسانية والأخلاق والشهامة والنبل والطيبة والاستقامة واسمه على مسمى (نبيل احمد عبدالله القاسمي) وهو فعلا نبيل في تعامله معي كإنسان ونازح..
هذا الرجل مالك العقار مسكنه الذي مؤجره لي في القاهرة مديرية المنصورة في العاصمة عدن.. ليس شقة في عمارة ولكن منزل نضيف ومبلط غرفتين وصالة وحمام ومطبخ ب 50 ألف ريال، ثلاث سنوات ولم يطلب مني زيادة ايجار، وليس ذلك وحسب بل تتأخر عندي الايجارات لشهرين وثلاثة ولا يطالبنا ولا ينازعنا في الإيجار.. ولن تصدقوا لو قلت لكم أن هذا المؤجر أعطانا رقم حسابه وقال لي اي وقت تحصل فلوس راتبك أو من مصدر آخر تورد لي اي مبلغ لحسابي يتأخر راتبك ما تتيسر امورك لا تقلق لما تحصل فلوس سدد واعتبر البيت بيتك..
مثل هذا الرجل المؤجر الإنسان في تقديري يستحق الوفاء وانا لم اخذله ولن اخذله في ثقته بي وفي إنسانيته نحوي ونحو أسرتي.
وهنا أسجل له احترامي وشكري وامتناني وتقديري على مواقفه الإنسانية معي.
كما أدعو المؤجرين من أرباب الجشع والطمع وانعدام الإنسانية أن يكونو مثله نبلاء قدر نبله وانسانيته.