تقارير ومقابلات
الهدنة الأممية وفرص نجاحها في ظل تعنت المليشيا الحوثية
الرشاد برس ــ تقرير /صالح يوسف
أعلن المبعوث الأممي الخاص لبلادنا هانس غروندبرغ، الخميس، الاتفاق على تمديد الهدنة الحالية لشهرين. وقال غروندبرغ في بيان نشره مكتبه، إن أطراف النزاع استجابت “بشكل إيجابي” إلى اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية، حيث تدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية اليوم في السابعة مساء بتوقيت اليمن
وأوضح أنه جرى تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل نيسان الماضي. وقال غروندبرغ “شهد اليمنيون الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين”.
فقد انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير، ودخل المزيد من الوقود إلى عبر ميناء الحديدة، مع استئناف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، بعد ما يقرب من ست سنوات على الإغلاق.
وأضاف مواصلته العمل مع الحكومة والمتمردين لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالا ونساء”.
وقال “لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله”
وعبر عن امتنانه لدعم المجتمع الدولي في تنفيذ وتجديد الهدنة، خاصة دعم السعودية وسلطنة عمان وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وقال “الأطراف قدموا بصيص أمل بأنه من الممكن إنهاء النزاع المدمر. أعتمد على تعاونهم المستمر بنية حسنة لبناء الثقة واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعم فيه السلام في اليمن”.
تسوية سياسية شاملة ..
وكان مجلس الأمن الدولي، قد دعا المليشيا الحوثية امس الجمعة، إلى الفتح الفوري للطرقات في تعز والتوصل لحل سياسي.
ورحب المجلس بتمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، لكنه عبّر عن “القلق الشديد” من التبعات الإنسانية لإغلاق الطرقات في تعز.
وأثنى المجلس على “الإجراءات التي اتخذتها الجهات في اليمن للحفاظ على الهدنة”.
كما أعرب المجلس عن أمله في أن تترجم الهدنة المعززة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، داعيا الأطراف اليمنية إلى مواصلة مشاركتها مع المبعوث الأممي والتفاوض والتواصل مع بعضها البعض بروح الاحترام المتبادل والمصالحة.
موقف الحكومة الشرعية
بدورها حمّلت الحكومة الشرعية مساء امس ميليشيا الحوثي مسؤولية تعثر استئناف مفاوضات فتح المعابر والطرقات في تعز برعاية الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان.
وقال رئيس فريق التفاوض الحكومي عبدالكريم شيبان، في بيان صحافي، إن فريقه متواجد في عمان، مشيرا إلى أن استمرار غياب وفد الطرف الآخر منذ أيام يعرقل سير المفاوضات التي أعرب عن أمله في أن تنتهي بالاستجابة بفتح الطرقات الرئيسية، خاصة طريق الحوبان – مدينة تعز.
وأكد رئيس فريق التفاوض الحكومي التزامه بالبحث عن كافة السبل لإنهاء حصار ميليشيا الحوثي لمدينة تعز، ووضع العالم أمام حقيقة الطرف المعرقل لاتفاق الهدنة واستمرار معاناة الشعب اليمني.
وأضاف “نحن نتفاعل بكل إيجابية من أجل وضع العالم كله أمام حقيقة الحصار، وحقيقة من يقوم به، ويعرقل تنفيذه بكل الوسائل”
وأكد شيبان أن استمرار غياب وفد المليشيا الحوثية منذ أيام، يعرقل سير المفاوضات.
وأشار إلى أن هذا الغياب يأتي رغم انتهاء الفترة الأولى للهدنة، والتمديد لها، وتنفيذ الحكومة لالتزاماتها بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، إلا أننا نجد أن الحوثيين لم يوفوا بالتزاماتهم بفتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وتوريد المبالغ المحصلة من ميناء الحديدة للبنك المركزي لسداد رواتب الموظفين في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
ترحيب عربي واسع …
هذا وقد رحبت معظم الدول بالهدنة الثانية وباركتها ففي بيان لوزارة الخارجية السعودية، أعربت عن ترحيبها بإعلان تمديد الهدنة ، وقالت إنها “تأمل أن يتمكن المبعوث الأممي من فتح طريق تعز لحركة وتنقل آلاف المدنيين على هذا المعبر المهم للحياة اليومية والمعيشية للإنسان اليمني”.
وشددت الوزارة، على “حرص المملكة على دعم كافة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام التي فرضها الانقلاب
من جانبها، رحبت سلطنة عمان بإعلان تجديد الهُدنة، وتمّنت وزارة الخارجية العمانية في بيان، “استجابة الأطراف اليمنية لجهود الأمم المتحدة”.
كما رحّبت قطر بإعلان تمديد الهدنة ، معربةً عن أملها في أن “يمهّد ذلك الطريق نحو حلّ الأزمة اليمنية سلمياً، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والسلام والتنمية”، حسب بيان للخارجية القطرية.
في السياق، رحّب الأردن بتمديد الهدنة، مؤكداً استمراره في “دعم الجهود الأممية لحلّ الأزمة اليمنية”.
وأعربت الخارجية الأردنية، في بيان، عن أملها في أن “يسهم الإعلان عن
الهدنة في تهيئة الظروف وصولاً إلى حلٍ سياسيٍ ينهي الأزمة في اليمن، ويُعيد له أمنه واستقراره”.
بدوره، رأى مجلس التعاون الخليجي، أن تمديد الهدنة في اليمن “خطوة مهمة باتجاه تحقيق السلام”.
وقال الأمين العام للمجلس، نايف الحجرف، في بيان، إن “الهدنة ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن”.
وضع الرماد على الجمر
ويؤكد المحللون واهل السياسة ان قبول المليشيا الحوثية للهدنة انما هي بمثابة استراحة محارب لجلب السلاح وتجنيد اكبر قدر من طلاب المراكز الصيفية
يقول صلاح علي /ان المليشيا الحوثية لاتعيش الافي بيئة كلها حروب ودمار وسوق سوداء في كل المجالات لان بقاء الحرب يعفيها من التزاماتها الاقتصادية ويجلب لها الدعم الخارجي
ويضيف صلاح /ان هذه الجماعة لاتكترث للاوضاع المزرية التي يعيشها المواطن اليمني وانماهي عصابة نهب وجباية
ويؤكد العقيد/م.ن.ه في الجيش ان المليشيا الحوثية طبعها خرق الاتفاقات والعهود منذ الحروب الست الى هذا التاريخ
ويضيف ان قبول المليشيا بالهدنة في هذا الوقت جاءت نتيجة للتفاهمات الامريكية الايرانية حول ملف ايران النووي ونتيجة للحرب الاوكرانية ولا صحة لماتدعية المليشيا انها قبلت الهدنة مراعاة للوضع الانساني للمواطنين ويتساءل ! لماذا اهتمت اليوم بالوضع الانساني ولم تعيره اي اهتمام منذ سبع سنوات وهي تدمر وتعتدي على الاعيان المدنية والامنين في كل المحافظات
خروقات مستمرة
ومع قبول جماعة التمرد الحوثية للهدنة على الورق لكنها على ارض الواقع تواصل الخروقات والدفع بالتعزيزات والتموضع المستمر في مختلف الجبهات وكان اخر تلك الخروقات تمكن قوات الجيش الخميس من اسقاط طائرة مسيرة حوثية غربي محافظة مأرب ورصد اكثر من 32خرقا خلال ال24ساعة الماضية
وكان الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، قد ذكر في 22مايو المنصرم “إن مليشيات الحوثي المدعومة ايرانياً ارتكبت 4276 خرقاً منذ بداية الهدنة الاممية الاولى في كافة جبهات ومحاور القتال بمحافظات مأرب وتعز والجوف وحجة والضالع وصعدة والحديدة”.
وأوضح “أن عناصر الاستطلاع لقوات الجيش الوطني في جبهات محافظة مأرب رصدت خلال العشرين يوماً الاولى من شهر مايو ارتكاب المليشيا الحوثية 254 خرقاً للهدنة في الجبهات الجنوبية والشمالية الغربية للمحافظة”.
وأشار إلى أن الخروقات تنوّعت في استحداث متارس وخنادق واستهداف مواقع قوات الجيش بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة وبالعيارات المختلفة إضافة إلى استهداف مواقع قوات الجيش بالطائرات المسيّرة المتفجرة والحاملة للقذائف والقنابل وكذا نشر قناصين.
وأشار مجلي إلى أن قوات الجيش الوطني تمكنت من كسر جميع العمليات الهجومية الحوثية جنوب مأرب في منطقة الفليحة والأعيرف وأم ريش وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واسقاط ثلاث طائرات مسيرة كانت تستهدف مواقع قوات الجيش في جبهات البلق والمشجح وصرواح.
ولفت إلى أن أبطال الجيش تصدوا لكافة التسللات الحوثية في الجبهات الشمالية الغربية للمحافظة في الكسارة والمخدرة وصرواح ورغوان وأجبروا المليشيات على التراجع والفرار بعد تكبيدها عشرات القتلى والجرحى.