تماهي الأمم المتحدة شجع الحوثيين على خرق الهدنة.. ونسف جهود السلام
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف يجمع كثير من المراقبين والمهتمين بأن الأمم المتحدة فشلت في اداء مهاما في اليمن خاصة الملفات الساخنة المطروحة بين اروقتها واهمها تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وتطبيق القرارات الاممية ذات الصلة وفك الحصار عن تعز وتمديد الهدنة الاممية
ويشعر اليمنيون بخيبة أمل تجاه الأمم المتحدة ومواقفها وتعاملها مع قضياهم ومعاناتهم منذ بداية الانقلاب 2014 م الى اليوم ويذهب البعض إلى القول ان الامم المتحدة لم تفشل فقط وانما انحازت بشكل سافر مع المليشيا الحوثية في كل اللقاءات والمفاوضات
فقد سقطت العاصمة صنعاء وانهارت الدولة وسيطرت المليشيا الإرهابية على كل مقدرات الشعب، ومبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر يتناول طعام الغداء مع قائد الانقلاب الحوثي وجاء بعده ولدالشيخ ليثبت خطوات الحوثيين اكثر بينما أوقف غريفيث معركة تحرير الحديدة وحرم أبناءها فرصة الخلاص من قبضة المجرمين والتخفيف من معاناتهم وذهب الى صنع سلام مزيف مااطلق عليه حينها اتفاق “استوكهولم “بموجبه تم تسليم الحديدة الى المليشيا الحوثية واخر تلك المهازل والمسرحيات اقتراح الهدنة الاممية وفرضها على جانب واحد هي الحكومة الشرعية ورفضها من قبل المليشيا الانقلابية واخر تلك الانتهاكات الحوثية مجزرة الاطفال في تعز وحصار وتدمير قرية “خبزة “في البيضاء
إنتهاكات مستمرة
واخر تلك الانتهاكات المستمرة فقد شنت المليشيا الحوثية السبت قصفا مدفعيا استهدف حي الموشكي بمنطقة الروضة شمال شرق مدينة تعز كانت حصيلته استشهاد طفل واصابة 10اخرين
في احدث جريمة مروعة وآثمة، ارتكبت في خرق واضح للهدنة وتحدٍ صريح لكل المعاهدات والمواثيق المحلية والدولية”.
وتزامنت المجزرة الحوثية بحق الأطفال، مع زيارة المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنطوني هايوارد إلى تعز للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار الذي تفرضه المليشيا على المدينة منذ 8 أعوام.
يقول /عثمان احمد..ناشط حقوقي ان المليشيا الحوثية دأبت وبشكل مستمر على التنصل من كل المعاهدات والاتفاقيات منذ اتقاق السلم والشراكة وحتى الان ..
ويتساءل عثمان ! اين الامم المتحدة واجهزتها الرقابية اين موقفها المنصف باعتبارها منظمة دولية تحمي المدنيين. ان دور المبعوث الاممي يدعوا للسخرية والاستهجان فبينما تقصف المليشيا الحوثية الامنين والاطفال في تعز والبيضاء وتعلن صراحة انها لن تلتزم بتمديد الهدنة يتحدث المبعوث الاممي عن محاولة تمديد الهدنة لستة اشهر قادمة والشروع في مفاوضات سياسية
غضب شعبي واسع
منذ بداية الانقلاب وحتى اليوم يدرك اليمنيون ان الامم المتحدة لايعول عليها في حل المشكلة اليمنية ولا التخفيف من معاناتهم لانهم يدركون ان المنظمة الدولية ومبعوثيها يتماهون وينحازون بشكل واضح مع مشروع الانقلاب نظرا لحاجة الدول الاستعمارية لمثل هذه الحركات الارهابية التى تدمر وتقسم البلاد وتجعل الوطن يرتهن للخارج وتدمر كل القيم والمبادئ الانسانية ولو كانت جريمة قصف الاطفال في تعز من قبل القوات الشرعية لقامت الدنيا ولم تقعد.
وادنة لتلك الجريمة الشنعاء وتعبيرا عن الغضب الشعبي من تماهي الامم المتحدة مع مشروع الانقلاب ومع الاعتداء على الاطفال نظم العشرات من أبناء مدينة تعزالسبت وقفة احتجاجية تنديدًا بالقصف الذي شنته مليشيات الحوثي على حي الروضة السكني ما أدى الى سقوط ضحايا
وأدان بيان الوقفة “التعامل الأممي المتماهي مع جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم، وجرائم الحرب اليومية التي يتعرض لها المدنيون في مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من 7 سنوات”.
كما استنكر استمرار الحديث عن تمديد الهدنة قبل الزام الحوثيين بوقف هجماتهم اليومية ضد المدينة وفك الحصار عنها.
وطالب المحتجون، بمحاسبة ومحاكمة قادة مليشيا الحوثي على “جريمة الحرب التي ارتكبوها اليوم وجميع جرائم الحرب السابقة”.
كما طالبوا المجلس الرئاسي بعدم القبول بتمديد الهدنة إلا بعد الزام الحوثيين بتنفيذ كافة بنودها، ورفع الحصار عن تعز فورًا ودون قيد أو شرط.
ودعا بيان الوقفة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى إدانة جرائم الحرب اليومية هذه والزام مليشيات الحوثي بإيقافها.
دعم مباشر
تتعدد أساليب الدعم المباشرة والمكشوفة التي تقدمها الامم المتحدة وبعثاتها منها دعم مايسمى مكافحة الجراد ودعم نزع الالغام في اليمن وتطوير مشروع الطرقات ومشروع صحة المجتمع وتأهيل الفتاة ومنها على سبيل التخصيص توقيع مذكرة تفاهم بين منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومليشيا الحوثي في صنعاء لإقامة جسر جوي لنقل جرحى الحوثيين إلى الخارج ولمدة ستة أشهر.
وتتعمد المنظمة الأممية السماح لأشخاص بالدخول إلى اليمن عبر طائراتها، رغم أنه لا توجد لهم صفة دبلوماسية أو إغاثية، وربما يكونوا خبراء عسكريين وخبراء تصنيع وتطوير أسلحة قدموا لمساعدة الحوثيين. وكان الحوثيون أعلنوا على لسان الأمين العام للمجلس الأعلى لإدارة الشؤون الإنسانية، عبدالمحسن طاووس، حصولهم على مساعدات مالية من الأمم المتحدة بلغت العام الماضي أكثر من نصف مليار دولار.
وفي العام 2018 قدمت الأمم المتحدة للحوثيين 20 مليون دولار بحجة نزع الألغام، وبعدها حسب تقارير لنفس المنظمة تجاوز ما زرع الحوثيون في اليمن من الألغام ما يزيد عن مليون لغم. وفي عام 2019م منحت الأمم المتحدة الحوثي 20 مركبة دفع رباعي، تحت يافطة دعم برنامج نزع الألغام الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي، في صنعاء، وتستخدم إمكانياته البشرية والفنية لزراعة المزيد من حقول الألغام، الأمر الذي أثار استهجان كثير من المراقبين.
ومطلع العام الحالي، أعلن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عن دعم جديد قدمه لمصلحة السجون والاحتجاز التابعة لمليشيا الحوثي شمال اليمن، مبرراً ذلك، بـ”ضرورة ضمان كرامة وسلامة كل السجناء اليمنيين”. وقال البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، انه قدم 7 آلاف فرش لمرافق إعادة التأهيل والتصحيح في ذمار والحديدة، وإب وصنعاء، كدفعة ثانية سبقها دفعة في العام 2019، حيث سلم البرنامج الانمائي للأمم المتحدة في حينه سلطات السجون الحوثية 7 آلاف قطعة من فرش النوم.
كل ماذكر هو ماترسله الامم المتحدة الى المليشيا علنا اما ماترسله اليها سرا هو اكبر بكثير
التنصل من كل الالتزامات
ومع كل هذا التماهي والدعم الذي توفره المنظمة الدولية جعل المليشيا تتنصل من كل التزاماتها واستحقاقات المرحلة واصبح الدور الاممي في الشأن اليمني مكشوفا رغم الانتقادات التي توجهها السلطة الشرعية والتحالف العربي للمنظمة الأممية بهذا الخصوص،
يقول /احمد عمر .ناشط حقوقي .ان تماهي الامم المتحدة مع المليشيا الانقلابية اصبح جليا وواضحا منذ بداية الحرب ولن نذكر امثلة لانها كثيرة ومتعددة ولكن استشهد بماهو حاصل هذه الايام من تماهي المبعوث الأممي مع تهرب مليشيا الحوثي من تنفيذ التزاماتها تجاه الهدنة الأممية، ومحاولته الانتقال إلى مرحلة ثانية من الهدنة بمناقشة ملفات جديدة دون استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة المتمثلة بفتح طريق تعز الرئيسية والتي تعتبر حالة انسانية وضرورية
ويضيف الاستاذ /احمد .ان توسيع الهدنة ليشمل زيادة الوجهات والرحلات من مطار صنعاء الدولي، والحديث عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين من خارج ما اتفق عليه في ستوكهولم قبل فتح طرقات تعز يفقد الأمم المتحدة نزاهتها كوسيط كيف تنتقل الى خطوات لاحقة وكل الالتزامات التي يجب على المليشيا لم تنفذها ولو بندا واحدا
وخلاصة القول ان اليمنيين لايعولون كثيراً على الأمم المتحدة ومبعوثيها لصناعة السلام المنشود في اليمن، إلا أن بعضهم لا يزال يراهن على صحوة الضمير الإنساني العالمي وإنفاذ سلطة القانون العرفي والإنساني ، وإدانة المجرمين وفرض مزيد من العقوبات على قياداتهم وتصنيف المليشيا الحوثية ضمن القوائم الدولية للمنظمات الإرهابية والوقوف مع الإنسان اليمني ومعاناته وتخفيف وجعه ومساندته للخلاص من الزمرة الانقلابية المرتهنة للخارج وبناء اليمن الجديد الذي يرتكز على العدالة والمساواة والحكم الرشيد