توظيف المصائب
بقلم / الشيخ محمد شبيبة *قتلته قريش فاهتز لموته عرش الرحمن كما في الحديث الصحيح المتواتر
▪️في تشييع مهيب نزل من السماء سبعون ألف مَلَك يحضرون تشييعه ولأول مرة ينزلون إلى الدنيا
▪️بكت عليه أمه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ”.
كانت كلمته التاريخية هي من حسمت الخروج إلى معركة بدر ومن ثم النصر على قريش وكان النبي حريص على معرفة موقفه وسماع رأيه وماقرر الخروج إلى بدر إلا بعد أن سمع منه رغم أنه قد سمع من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
فقال« قد آمنَّا بِكَ وصدّقنَاك، وشَهِدنا أنَّ ما جئت به الحق، وأعطيناك مَواثِيقنا على السَّمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لِمَا أرَدّت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخُضناه معك، ما تَخلَّف مِنّا رجل واحد، وما نَكره أنْ تَلقى بنا عَدوّنا غداً، إنّا لَصُبرٌ عند الحرب، صُدقٌ عند اللِّقاء، لعلَّ الله يُريكَ فينا ما تَقرُّ به عَينُك، فَسِر بنا على بركة الله».
فَسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام سعد ثم قال سيروا على بركة الله وأبشروا.
▪️رفع كفيه والدماء تصب من جراحه فدعاء وقال:
(اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، إنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من قريظة.
فاستجاب الله دعاءه، ونال الشهادة من جراحه تلك
إنه صدِّيق الأنصار ،وزعيم بني عبد الأشهل، وكبير الأوس، وأحد أحفاد أقيال اليمن الكبار، أبيض الوجه، جميل اللحية، طويل القامة، كريم النفس، فصيح اللسان، الصحابي الجليل الشهيد: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل .
ومع كل هذه الفضائل ورغم هذه الفاجعة الكبيرة فهل الرسول وهو من تأثر كثيرا باستشهاده أو الصحابه وهم من حزنوا جدا عليه أو من تبعهم أو أي أحد لطم من أجل هذا المصاب الجلل خدا، لبس سوادا، أقام عزاء؟!!
نعوذ بالله من التأكل بالمصائب، ومن تسيس الحوادث وتوظيف المصائب ومن الخرافات والضلالات والبدع المحدثاث .
*وزير الأوقاف والإرشاد