الشيخ أبو الحسن السليماني عطاء متواصل وتاريخ مشرق
الرشادبرس – اطار /صالح يوسف
برز في وطننا الحبيب وعالمنا الإسلامي العديد من الشخصيات ورجال الدين من شيوخ وعلماء، جعلوا من أنفسهم خير مرشد ودليل للناس إلى الالتزام بتعاليم الدين وفهمه من مختلف الجوانب ونذكر في هذه السطور مقاله عن الشيخ /ابي الحسن السليماني
وهو واحد من أعلام الدين الإسلامي الذين لمعت أسماؤهم على مستوى العالم العربي حيث نشأ في أسرة تحب الدين، وحفِظ كثيرًا من القرآن الكريم في صغره، في أول دراسته الابتدائية، ودرس الدراسة النظامية له مؤلفات واسهامات في مجال الحديث والفقه واللغة وله مشاركات اجتماعية في اصلاح ذات البين ورأب الصدع الإجتماعي
سيرة ذاتية
هو أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل بن سيد أحمد السليماني.
ولد في جمهورية مصر العربية ـ محافظة المنصورة في إحدى القرى، وذلك في تاريخ 14/1/1958م، ونشأ في أسرة تحب الدين، وحفِظ كثيرًا من القرآن الكريم في صغره، في أول دراسته الابتدائية، ودرس الدراسة النظامية، ولم يكن تخصّصه في العلوم الشرعية، وسافر من مصر إلى اليمن في عام 1400هـ، وعمل مُدَرِّسًا في منطقة خولان، قبيلة بني بهلول لمدة ثلاثة أشهر، ودعا أثناء وجوده هناك إلى السُّنَّة، وأنكر على بعض الناس عادات مخالفة للشرع، وتعصبهم لبعض الآراء المخالفة للأدلة، فتبعه عدد من طلاب المدرسة وفقيه القرية وآخرون، فحدث خلاف بين الناس بسبب التعصب المذهبي، فنجح في تهدئة الحال بينهم، ثم سافر إلى محافظة مأرب، ووافق وصوله إليها افتتاح مدارس أهلية تابعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في مأرب وادي عبيدة للعلوم الشرعية وتحفيظ القرآن الكريم، وعددها قرابة ثلاثين مدرسة، فعمل مدرِّسًا فيها عدَّة سنوات، ثم موجِّهًا لإخوانه المدرسين في أمورهم الدعوية مع ملازمته للتدريس، ثم تفرَّغ لطلب العلوم الشرعية، واعتنى بعلوم الحديث والفقه وأصوله،
منهجه في التأليف:
و أما منهجه في التأليف فإن كان في الحديث وتخريجه والحكم عليه:
فإنه يجمع طرق الحديث من مظانها، ثم يعمل لكل طريق دراسة مستقلة، ثم ينظر في هذه الطريق مقارنة بغيرها، فإن كان مَخْرَجُها واحدًا؛ أطال النفس في البحث خشية وجود علة خفية، كما أنه يرجح بين الطرق حسب قواعد أهل العلم في ذلك، ويحتفى حفاوة بالغة بأحكام المتقدمين من الأئمة على الأحاديث، ولا يزدري جهود الأئمة المتأخرين بل يعتني بها، ويقرر دائمًا أن المتأخرين هم الذين خدموا علم المتقدمين، ولم يهدموه، ومع ذلك ففي المتقدمين والمتأخرين من هو معتدل،ومنهم المتشدد، والمتساهل، وللمتقدمين وسائل ومؤهلات يُعِلّون بها الحديث، ولا يتأتى للمتأخرين اللحاق بهم في ذلك، ولذا فقول المتقدمين في الإعلال بمثل هذا مقدم على مجرد تصحيح متأخر أو معاصر لمجرد ظاهر السند، وهذا المنهج واضح في الكتب التي حققها وخرّج أحاديثها.
وإن في كان في الفقه حرر المسألة، ثم يذكر الخلاف فيها، ويذكر قول كل طائفة، ثم يذكر أدلة كل طائفة، ويزنها بميزان القواعد الحديثية والأصولية، ثم يرجح الراجح من الأقوال، كما هو واضح من منهجه في كتابه المبارك “تنوير العينين في أحكام الأضاحي والعيدين” ولا يستجيز القول بمسألة لم يسبقه أحد الأئمة إليها، وينظر إلى خلافات الفقهاء بأن منها ما يسع كُلاًّ من المجتهدين قوله، ومنها مسائل خلافية الحق فيها واضح مع طائفة ما، والقول الآخر شبه مهجور أو شاذ أو زلَّة من زلات العلماء، ففي الحالة الأولى يسع كل مجتهد أن يبقى على قوله، ولا يُلزم بترك قوله لقول غيره، ويسع من بعده من العوام أن يقلده، وأما في الحالة الثانية فلا يسع أحدًا تقليد العالم في زلته، ومع ذلك فلا يُكفَّر ولا يُبدَّع ولا يُضلَّل المخالف، وأما العالم المجتهد فلا يُحرم من أجر وإن زلّ، وأما من خالف الإجماع المتيقَّن فهو على خطر عظيم
من أهم مؤلفاته:
لقد برع الشيخ ـ وفّقه الله ـ في باب التأليف والتصنيف، فوفقه الله تعالى بكتابة عدد من الكتب والرسائل والأبحاث في عدّة فنون، منها المطبوع ومنها ما هو تحت الطبع، ومنها ما هو في طريقه للطباعة بإذن المولى تعالى، فأما مؤلفاته المطبوعة فمنها:
- شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل الجزء الأول.
- كشف الغمة ببيان خصائص رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأمة.
- إتحاف النبيل بأجوبة أسئلة علوم الحديث والعلل والجرح والتعديل: الجزء الأول والثاني.
- سلسلة الفتاوى الشرعية: الجزء الأول من العدد الأول إلى الثالث عشر.
- تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين.
- سبيل النجاة في بيان حكم تارك الصلاة.
- الدفاع عن أهل الاتباع: مجلدان.
- السراج الوهاج في صحيح المنهاج.
- فتنة التفجيرات والاغتيالات: الأسباب والآثار والعلاج.
- المتعة في تعيين ساعة الإجابة يوم الجمعة.
- الجواهر السليمانية بشرح المنظومة البيقونية.
- إكمال الفرح بدروس المصطلح.
إصلاح ذات البين
دعوته لانتشال سفينة الوطن من الغرق
كان ومازال الشيخ “السليماني” يدعو الى التصالح والإخاء والتسامح ومن تلك الدعوات المشهودة ابان ثورة 2011 حيث دعا الى الاصطفاف وراء ما يَنْتَشِلُ السفينةَ من الغَرَق، ويحفظ ما بقي من دماء، وثروات، ومصالح للشعب، وأن يقدموا المصلحة العامة على كل المصالح الشخصية، والحزبية، وأن يحافظوا على استقرار واجتماع الناس في المدن والقرى، واستمرار المساجد والمآذن والمنارات في رفْع ذِكْر الله، وبقاء الطلاب في المدارس والجامعات.
واضاف حينها بقوله “إنني أنادي في أهل اليمن: الإيمان، والفطرة، والأصالة، والحكمة، والفقه، والشهامة، والمروءة، ومكارم الأخلاق أن يرحموا شعبهم، وأن يكونوا مفاتيح خير مغاليق شر، وألا يكونوا رجال شُؤْمٍ على بلادهم، ولا يُعَرِّضوا أنفسهم للعنة الله عز وجل، والملائكة، والناس أجمعين
شعبية جامحة
هذا وقد تراجعت مؤخرا صحة الشيخ /حفظه الله ليضطر المكوث في المستشفى لتلقي العلاج وقد توافد لزيارته كل محبيه من طلاب علم ومثقفين وشخصيات اجتماعية والملفت ان منصات التواصل الإجتماعي قد ضجت بالسؤال عنه والدعاء له بالشفاء العاجل من مختلف اطياف المجتمع.
وتوالت عليه الزيارات وكان اخرها قبل ثلاثة ايام لرئيس مجلس الشورى حاليا ومستشار رئيس الجمهورية سابقا الدكتور/احمدعبيد بن دغر حيث زار الشيخ واطمأن على صحته عن كثب ودعا له بالشفاء العاجل